السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله خيرا على جهودكم ووفقكم ..
الاستشاره:
اخي المراهق 16 سنه يحب ابنة عمتي
وقد صارحني بهذا مشكلتي في انه دائما يقول اسأليها هل تبادلني الشعور ام لا؟
وانا لم افعل حتى الان لاني اخاف العواقب؟
مع العلم ان عمرها 13 سنه..
المشكله انها لا تتحجب عنه, وهذا مايخيفني لو تقابل الاثنين وصارحهابحبه؟
فهل تصارحهم يمثل مشكله؟
مع العلم انها تحب غيره ولكن الان احسها تميل لاخي..
مع العلم انه يخاف عليها ولايريد ايذائهااو ماشابهه..حتى انه يقول لي انه يريدها تتحجب..ليس عنه بل عن غيره ..
هل اخبر اختها التي هي اقرب شخص الي فقد تساهم في جعلها تتحجب؟
جزاكم الله خيرا..
اسم المستشير ..ليان..
__________________________________
رد المستشار د. عبد السلام بن إبراهيم الحصين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أتوقع أنه يمكن علاج هذه المشكلة من خلال الإجراءات التالية:
الأول: أخوك المحب، فلا بد من إخباره بالأمور التالية:
1- الحب نعمة من نعم الله على عباده في هذه الحياة، وله أسباب ودوافع كثيرة، فمن المهم أن نعرف هذه الدوافع والأسباب، وأن نكون واقعيين في نظرتنا لمن نحب
وأعني بالواقعية: أن يكون الحب لأسباب ذاتية صادقة، مثل محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة، فقد كان الدافع لذلك ليس جمالها فقط، وإنما عقلها، وحلمها، ودينها، ومكانة أبيها، وفطنتها، وأشياء أخرى نفسية.
2- ليست المشكلة في أن نحب، ولكن المشكلة في تعاملنا مع الحب، فقد نظلم المحبوب، فيكون الحب وبالا على المحب والمحبوب.
3- الحب يكون مصدرًا للشقاء حين يتحول إلى عشق مفرط يعمي العقل، ويذهب القدرة على التفكير، وهذا إنما يكون بتضخيم حسنات المحبوب ومواصفاته الجميلة، وتحليتها في النفس، والتعلق بصورة المحبوب تعلقًا يمنع التفكير في عيوبه ومساوئه،
ولهذا قال علي بن أبي طالب: “أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك هونًا”، وهذا التعامل العقلاني مع الحب يهون الفراق لو وقع، أو هجران المحبوب، أو تعلقه بغيرك، فلا بد من إفهام الأخ هذه النقطة، وأن هذه المرأة فيها أشياء حسنة، وفيها أشياء قبيحة، وأنه لا يشترط أن تقابلك الحب نفسه، ولا أن تتعلق بك كما تعلقت بها، فاحذر أن يكون حبك لها مصدر شقائك، والقضاء على حياتك الاجتماعية.
4- وجوب الالتزام بالأحكام الشرعية في الحب، فلا بد أن يكون الحب عفيفًا خاليًا من المحاذير، وألا يكون وسيلة الاتصال بالمحبوب إلا عن طريق الزواج.
5- وبناء على الأمر الثالث فالواجب أن يتعامل أخوك مع حبيبته كما يتعامل مع أي امرأة أخرى أجنبية، فمن الخطأ أن يتصور أن حبه لها يبيح له بعض التصرفات التي تحرم على غيره، كالحجاب مثلا، فهو وأي رجل آخر سواء في هذا ,
إن من الحكمة ألا يتقابل الحبان إلا من وراء حجاب، ومع وجود محرم يمنع المحظور، فإن العيون إذا تقابلت، وكانت القلوب قد تشوفت وهوت، فما أسرع أن تركض الجوارح في تطبيق ما يهواه القلب، وتراه العين.
وهذا يجرنا إلى الإجراء الثاني:
وهو محاولة التمهيد لزواجهما من بعض، وإذا كانت له أخت هي قريبة منك، فلم لا تطرحين عليها الموضوع، وتحاولوا جميعًا أن يعقد قرانهما مع بعضهما، حتى يذهب ما في نفسه بلقياها.
وإذا كان هذا غير ممكن حاليًا، فلا أقل من التمهيد له، ونشر أسبابه، حتى تتهيأ الأجواء له.
الإجراء الثالث:
التحدث مع أختها بأن تشرح لها أن من الشقاء أن تتعلق بشخص لا يحبها، وأن يتعلق بها شخص هي لا تحبه، فلا بد من محاولة جادة في توجيه مشاعر البنت لتتوجه بحبها إلى أخيك، وذلك بذكر مواصفاته، وتفانيه في حبها، وبخاصة أنها تميل إليه، ليست نافرة منه، ولا معرضة عن حبه.
وهذه المحاولة قد تزيل ما يعلق بذهنها من أشخاص آخرين، ويجعلها تحصر حبها في أخيك؛ لأنه يقابلها بنفس المشاعر، وقد يكون حبه أفضل من حب غيره.
هذا ما ظهر لي الآن، وأسأل الله لكم التوفيق .