الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

أفضل سبل التعامل مع الأبناء .



أفضل سبل التعامل مع الأبناء .

د.خالد المنيف.
إن الشريعة الإسلامية تُلزِمُ الوالدينِ بأنواع من أساليب التعامل ، وهذه الأساليب مُوَزَّعَةً على مراحل ثلاث من حياة الأبناء ، وينبغي للوالدين معرفة حاجات الأبناء في كل مرحلة.
وهذه المراحل هي باختصار كما يَلِي :

المرحلة الأولى :

وفي هذه المرحلة ينبغي على الوالدين التعامل مع الطفل على أساس حاجته التي تَتَمَيَّزُ بما يلي :

1 ـ اللَّعِب .

2 ـ السِّيَادَة .

ولِعبُ الطفلِ تعني عدمَ إلزامِهِ بالعمل فيما يتعلم من والديه ، وسيادَتُهُ تعني قبولَ أوامره دون الائتمار بما يطلبه الوالدان ، أما إهماله فهو النهي عن عقوبته .

فهذه المرحلة تكون نفسية الطفل بيد والديه كالأرض الخصبة بيد الفلاح تَتَلَقَّفُ كلَّ ما يَبذُرُ فيها من خيرٍ أو شرٍّ .

المرحلة الثانية :

وهي تشمل السبع سنين الثانية من العمر ، وفي هذه المرحلة يَجدُرُ بالوالدين التعامل مع الطفل على أساس :

1 ـ تدريب الطفل على تَلبيةِ أوامرِ والديه .

2 ـ المُبادَرَةُ إلى تأديب الطفل وتهذيبه .

المرحلة الثالثة :

وتكون في الرابعةِ عشر من العمر فما بعد ، وتختلف هذه المرحلة عن الثانية في أن الأبناء أصبحُوا في المستوى الذي يُؤَهِّلُهُم لاتخاذ المكانة المرموقة في الأسرة ، فالولد ( ذكرٍ أو أنثى ) في هذه المرحلة :

1 ـ وزيرٌ لوالديه .

2 ـ مستشارٌ لهما .

ففي هذه المرحلة يكون الولد كالنبات الذي حان وقتُ قطفِ ثِمَارِهِ ، فهو وزيرٌ لوالديه كالثمر للفلاح ، ووزير المـلك الذي يحـمل ثِقلَهُ ويُعِيـنَه برأيه.

ثم إن إلزامَ الوالدين للولد في هذه المرحلة وضَمَّهُمَا إليه تعني كونه مُستَشَاراً لهما ، وهذا هو الأمر الذي يُؤَدِّي إلى قُربِهِ ودُنُوِّهِ من والديه .

وأما إذا كان الولد في هذه المرحلة غير مُؤَهَّل لهذا المنصب في الوزارة والاستشارة ، فهذا يَرجِعُ إلى سوء اختيارهِ لطريقة مَمشَاهُ في الحياة .

وعلى هذا لا ينفع اتخاذ سبيل الشِدَّة معه ، أو الإلحاح على تهذيبه وتعديل سلوكه بل بالموعظة والحكمة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم