الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

أيقظني صديقي من الضياع .



أيقظني صديقي من الضياع .
https://encrypted-tbn0.google.com/images?q=tbn:ANd9GcRpBbeYNccBwnyZ-c8wD28dzhdIlviNvx7sNt_YnlUSqIBpbs-k
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أولا : مشكلتي تقريبا منتهية منذ 5 -6 سنوات ولكن بما أنني تبت من هذه الأعمال بفضل الله ثم بفضل صديقي العزيزالذي أيقظني من الضياع وعدم الثقة بنفسي إلى بر الأمان وأرجع الثقة في نفسي والحمد لله
والذي إلى الآن لا يعلم مشكلتي الحقيقية غير أني أوضحت له أني كنت على معصية كبيرة وهو قام بدوره بإرشادي وتوضيح عيوبي التي لا أراها أنا ..
وأنا هنا سوف أسرد قصتي لإرشادي أكثر بعد توبتي وأنتم موضع ثقة في المجتمع قصتي بدأت قبل 5 او 6 سنوات عندما أتوا بخادمة إلى المنزل وهي الأولى التي نستقدم فيها خادمة وهي أيضا لأول مرة تأتي للعمل من بلدها إلى المملكة
عدت السنة الأولى على خير ولكن في السنة الثانية حينها كنت طالبا في الجامعة وبطبيعة موقعي في المنزل فأنا أحتك بالشغالة كثيرا كوني أنا الذي أشتري مايحتاجه الأهل والمنزل حينها بدأت العلاقة تقوى شيئا فشيئا من اللعب والضحك إلى أن وصلنا لدرجة الحب والغرام
طبعا ارتكبت معها أعمال جنسية عدا أننا لم نخلع الملابس ولم نصل إلى درجة الاتصال الجنسي كما هو معروف ولله الحمد يعني فقط لمس الأيدي واتصال بالفم إلى أن نسيت نفسي ونسيت دراستي مما أدى إلى تدهور المستوى الدراسي حتى خرجت من الجامعة
النقطة الثانية: عندما رحلت إلى بلدها هنا كانت المعاناة الشديدة فقد بدأت بالانفصال عن المجتمع وحتى الأهل ففي البيت كنت أجلس لوحدي ومن كثرة التفكير وكثرة لوم النفس بما فعلت من ذنوب عانيت لمدة سنوات من الإكتئاب
لدرجة أني كنت أعتقد أن السبب في ما فعلت هم أبي وزوجته(خالتي) اللذان كنت أراهم في مشاهد تحصل بين المرء وزوجه في مرحلة المدرسة المتوسطة وبطبيعة الحال انقلبت نفسيتي وأصبحت أكره خالتي(زوجه أبي) وأحقد عليهاولا اطيعها مثل ماسبق وأتضايق من أوامرها وأوامر جميع من في البيت
كل هذا الكلام تقريبا انتهى معي الآن من قبل سنة لكن بقي منها أني لم أعرف نفسي حق المعرفة إلى أن عادت تلك المشاعر مشاعر الحب والحنان قبل سنة مع صديق جديد لي من أقاربي حيث أصبحت أريد أن أجلس معه كل يوم وكل ساعة حينها أحسست أن المصيبة بدأت تعود لي
لكن الحمدلله أن صديقي كان يعاملني مثل أخوه وكان ينبهني على ماأفعل إلى أن أصبحت بحالة ممتازة ولله الحمد وأنا الآن أفكر في إكمال دراستي خارج المملكة لكن بقي أني متخرج منذ سنة ووقتي فراغ وبسبب هذا الفراغ لازلت أريد مجالسته يوميا وهو لا يمانع
لكنني أنا أشعر أني أعمل هذا الشيء من فراغ وهو صريح معي أيضا وعندما يرفض ليلة واحدة أن يجلس معي أو يقول لي إني مشغول أحس نفسي تزعل وتتكدر فقط لكونه لم يجلس معي ليلة أو اكثر لأني متعلق فيه بشكل كبير جدا
ملخص: بعض الصفات لم تزل عندي مثل عدم سماع مايقولونه لي أهلي لأني أتضايق من كثرة الأوامر لكن العكس يحصل مع صديقي وفي النهابة أنا اليوم أتمتع بثقة كبيرة في نفسي لدرجة أني افكر في الابتعاث بعد أن كنت لا أفضل الابتعاث خوفا من حصول المشاكل وما إلى ذلك لإكمال البكلوريوس ويمكن الماجستير والدكتوراه بإذن الله وشكرا
سؤال- هل ترون من اللائق أن أخبر صديقي والذي أصارحه في كل شيء بمشكلتي هذه من باب العظة والعبرة لأنه على علاقة مع الجنس الناعم عبر الهاتف والواتس آب؟
مع إني أشاهد إثباتات عليه وأصارحه بها إلا إنه ينكرها بكل بساطة وأنا قلت له إني مقتنع بالكلام الذي دافع فيه عن نفسه لكن كلامه يصطدم مع ماأراه من الرسائل على الجوال ومحادثاته معها.
كما أرجو من الله العلي القدير أن يتقبل توبتي ويوفقني لما فيه الخير والصلاح تحياتي لكم…
اسم المستشير      دحيم
_______________________
رد المستشار       د. صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري
الحمد لله الذي هدانا وأرشدنا وكفانا شرور أنفسنا ، والصلاة والسلام على البشير النذير الذي هدانا الله به من الغواية وأنقذنا به من الضلالة فكان بإذن الله تعالى نعمةً مُسداه ، ورحمةً مُهداه ، أما بعد :
فيا أخي الكريم أسأل الله تعالى لي ولك ولإخواننا المسلمين التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، والثبات على الحق في الدارين .
وأعلم بارك الله فيك أن ما تشتكي منه يتمثل في بعض ما يتهيأ لك أنك واقعٌ فيه من الذنوب والخطايا والمعاصي فأنت لذلك مضطربٌ إلى حدٍ ما وتُكثر من لوم نفسك وتأنيبها ، وهذا دليلٌ على صفا نيتك ، وسلامة فطرتك ، ورغبتك الأكيدة في أن تكون مستقيمًا ، وإيجابيًا ، وسالمًا من الخطايا ، وهذا طموحٌ جميلٌ ومطلبٌ ليس بالمستحيل ، ولاسيما عندما تكون ثقتك بالله تعالى قويةً ، وحرصك على طاعته دائمًا ومستمرًا .
فأما بالنسبة لما في نفسك من اللم والحسرة على ما حصل في الماضي من خطايا وذنوب فعليك أن تعلم يقينًا أن الله سبحانه وتعالى غفورٌ رحيم ، وأن عفوه ورحمته ومغفرته وسعت كل شيء ولن تعجز تلك الرحمة العظيمة عن استيعاب ذنوبك مهما كانت ،
فلا يلعبن بك الشيطان وتستسلم لوساوسه الخبيثة التي تجعلك تُفكر في الماضي وما كان فيه من الخطايا والذنوب ؛ لأنها مهما كانت كثيرةً وكبيرةً فهي في الحقيقة قد انتهت ، ويكفيك أن تستغفر الله تعالى منها ، وأن تتوب إليه جل جلاله ( توبةً صادقةً ) مصحوبةً بالندم وعدم العودة بإذن الله ، وخير دليلٍ على ذلك قوله تعالى في كتابه : وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ( سورة الشورى : الآية 25 ) .
أما ما أنت فيه الآن فاعلم أن الإنسان المسلم ابن الساعة التي هو فيها ، وعليه أن ينظر إلى الأمام لا إلى الخلف ، وأن يكون ظنه بالله تعالى حسنًا ، وأمله في رحمة ربه جل جلاله كبيرًا جدًا ، فقد صحَّ في الحديث قوله صلى الله عليه وسلّم : ( أنا عند حُسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) .
وهذا يعني أن العبد المحسن يكون حسن الظن بربه تعالى أن يعفو عنه ، وأن يتقبل منه ، وأن يجازيه على إحسانه ، وأن يقبل استغفاره وتوبته ، وهكذا .
يُضاف إلى ذلك أن على العبد المسلم أن يتعامل مع ربه الكريم سبحانه على أساس أنه يُحب الله تعالى ويرجو رحمته ، وهو في الوقت نفسه يخافه جل في علاه ويخشى عذابه ، وهذا يكفي لتحقيق ( الصلح مع الله تعالى ) والتوبة والإنابة إليه قال سبحانه : أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ( سورة الزمر : الآية 9 ) .
أخي الكريم : هناك أمرٌ ضروريٌ وعلى قدرٍ كبيرٍ من الأهمية ، ولا ينبغي أن نغفله أو نتجاهله في الموضوع ، وهو أنك كما جاء في استشارتك ( عاطل عن العمل ) ، وهذا يعني أنك تُعاني من وقت الفراغ الطويل الذي لا تجد ما تشغله به ، وهذا أمرٌ سلبيٌ ، وقد يُسبب لك الكثير من المتاعب في الحاضر والمستقبل ،
وليس له حلٌ إيجابيٌ إلا أن تحرص على إشغال نفسك بعملٍ ما ، أو مهنةٍ معينة ، أو ممارسة الرياضة والانشغال بها ، أو الالتحاق بإحدى الدورات التدريبية أو نحو ذلك ؛ فالفراغ مؤذٍ وقاتلٌ ، وقديمًا وصف الفراغ بأنه مفسدة للإنسان ،
وبما أنك في سنٍ يسمح لك بالعمل والاجتهاد في شغل وقتك بالنافع والمفيد من المهن أو الهوايات أو الأعمال فلا عُذر لك في أن تحاول وتجتهد وتُجرب حتى لا يبقى عند وقتُ فراغٍ تستسلم فيه للأفكار والهواجس .
كما أنصحُك بأن تقوم بالوضوء وأداء ركعتين فقط كلما داهمتك أفكار ووساوس الشيطان التي تلعب برأسك وتخطر ببالك ، وكلما ضاقت نفسك فبادر بالوضوء وأداء ركعتين ، وهكذا أكثر من هذا العلاج اليسير ، فهو علاجٌ مجرّب ونافعٌ لطرد الهموم وإزالة الغموم بإذن الله تعالى . والتجربة أكبر دليلٍ وأقوى برهان .
وختامًا / أسأل الله لي ولك ولإخواننا المسلمين العافية والسلامة والحمد لله رب العالمين .
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم