إفشاء أسرار الزوجية يزعزع استقرارها .
جاءت التعاليم الربانية والتوجيهات النبوية والمبادئ التربوية والاجتماعية السليمة بما يحفظ كيان الأسر المسلمة ويزيد متانة روابطها وتماسك أفرادها، لتبقى العلاقات الأسرية سامية سالمة من الأمراض المعنوية والمشكلات الأخلاقية والأحداث المؤلمة المبكية،
والأسرار الزوجية ..
وقد تكون الأسرار الزوجية سلبية –
وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجة التي تفشي أسرار الزوجية الخاصة بوعيد شديد، ففي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) “رواه مسلم”، قال الصنعاني – رحمه الله -: أي وتفشي سره، فالناشر سواءً كان زوجاً أو زوجة من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة.
ومن أبرز أسباب إفشاء الأسرار الزوجية:
ومنها كذلك قلة العقل والدين، فالعقل السليم يمنع الإنسان من التحدث بأي حديث قد يجلب له ضرراً أو يدفع عنه خيراً، والدين يردعه من كل قول وفعل لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،
ومن بين الأسباب الكبر والغرور، الذي يدفع الإنسان إلى التباهي بما يملك وما لا يملك والحديث به أمام الآخرين، وقد وصف الحكماء من يفشي أسراره بأنه ضيق الصدر قليل الصبر،
قال الشاعر:
إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق .
كما أن الرجال يفضلون المرأة الكتوم التي لا تفشي سراً أو تنقل كلاماً، قال جرير يرثي زوجته في عفافها ومحافظتها على أسرار بيتها:كانت إذا هجر الخليل فراشها خزن الحديث وعفت الأسرار .
إن نقل أسرار العلاقة الزوجية – أسرار البيت – خارج نطاق الأسرة الزوجية يعني ازدياد اشتعال نارها، وإضرام نار العداوة والبغضاء بين الزوجين إضراماً يذهب بما بقي من أواصر المحبة بينهما، وكتمان الزوجين سر بيتهما يعقبه السلامة، وإفشاؤه يعقبه الندامة، وصبرهما على كتمان السر أيسر من الندامة على إفشائه.
أخيراً:
إن على الزوجين التواصي دائماً بما فيه صالح حياتهما الزوجية، ومن ذلك التواصي بحفظ أسرارهما العائلية وعدم نقلها خارج عش الزوجية، لأن حفظ أسرار الزوجية من أهم عوامل نجاحها واستمرارها.