الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 / 09-جمادى الآخرة-1446

إلى مبتلى الوسواس القهري .



إلى مبتلى الوسواس القهري .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSd49lCsoyQsD8dyz4ugQIu21YytCBVxCCOLZ1TNRx1KrsTfkpd6g
بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 
في البدايه اود ان اشكركم على ماتقدموه شكرالكم وأثابكم الله وجزاكم خير الجزاء.. 
أتمنى منكم ان تردوا على رسالتي هذه وان لا تغضوا النظر عنها وتنسوها فأنا في اشد الحاجه إلى من يعطيني نصيحه وكم أتمنى ان يجعلكم الله سببا في شفائي او تحسن حالتي .. 
يادكتور اذا لم يصلني جواب لأعرف ماذا افعل سأستمر على مقاومتي التي لاتجدي نفعا ..وأرجوا منك فضلا لاأمرا ان لا يصلني الرد ان إذهبي الى طبيب نفسي فقد سئمت هذا الرد ولوا اني اقدر لربما ذهبت .. 
لأريد ان اطيل في الرساله فأنا اعلم انه لاوقت لديك واعتذر اشد العتذار على ذلك ..انا مريضة بالوسواس القهري واعتقد انه اصبح مرض العصر ولاأعرف لماذا ؟.. 
سؤالي هو 
1-كيف يحدث هذا المرض اعني من هم المعرضون له وماهي الأعراض ؟ 
لقد قرأت له التفسير الطبي واستمعت ايضا لأقوال الشيوخ فسمعتهم يقولون لمن هو مريض به إفرح(أيت فرح) فإنه (الوسواس)يأتي لمن هم على درجه من الإيمان ثم يقولون له (المريض) عليك بالإستغفار .. 
اعرف انه يجب علينا الإستغفار ولكن هل نحن مذنبون هل نحاسب على مرضنا هذا؟.. 
اريد ان اعرف الجواب لأني خائفه جدا وكما يقول الأطباء مريض الوسواس يملك ضميرا شديد الخوف وفي إعتقادي هنا (الضمير )يكمن المرض.. اعتذر على الفلسفه .. 
أنا لاأعرف متى وكيف بدأ معي هذا المرض ولاكم سنة لي أعاني ولاكن أقل تقدير 8سنوات من الهم والخوف والإحتقار للنفس و أشدهم علي كبريائي الذي إنهار ولازلت احاول ان ابقي على مابقي منه وأزعم اني امام عائلتي (هنا المصيبه) 
اني طبيعيه ولست مريضه واخاصم واجادل ..واذا حدث ان رأو علي شيئا احاول إقناعهم اني افعل ذلك كعاده واني طبيعيه وحره في تصرفاتي مثلهم ولاكن اعرف من نظراتهم القاتله وهمساتهم وأقوالهم أنه لايصدقوني .. 
لأستطيع بعد كل ذلك الصراع بيني وبينهم اني سليمه ان أأتي قائلة لهم اريد الذهاب إلى الطبيب.. 
انا طالبه بالجامعه قسم التمريض ولدي ايام اطبق في المستشفى فلوا ذهبت إلى الطبيب لن يعلم احد ولاكني لاأستطيع الذهاب من دون علم ابي وامي 
لم افعل في حياتي شيئا بدون علمهم وانا لاأقدر ان اقف امام الطبيب وأقول له اني مجنونه فكل ماأفعله جنون ولطالما سخرت من نفسي وهذا مايعذبني اعلم اني على خطأ ولاأستطيع التوقف لماذا؟.. 
لمحه أخبركم فيها عن مواضع المرض .. 
1-في الوضوء ..في التسميه أردد التسميه مرارا وتكرارا لعدد غير معروف وليس ذلك وحسب فقد سمعت حديثا انه لا يجب ان نزيد في مثلا غسل المرفق عن 3مرات فأصبح يخيل لي أني زدت وأعيد الوضوء من جديد .. 
أصبحت أتعب كثيرا وأتباطأ وحتى عند دخولي دورت المياه (أعزك الله) أقف مطولا أنظر لوجهي في المرأه وأأتي بكل الأفكار حتى أأخر وقت الوضوء وأتعب وعلامات التعب واضحه على وجهي ناهيك عن أقوال أهلي لي عن بقائي الطويل رغم أني أصبحت لاأبقى طويلا إلا بعض الأحيان ولاكن رسخت في عقولهم الصوره الأولى .. 
2- الصلاه ..في التكبير والنيه يخيل لي أني لم أنوي أوأني اخطأت فقلت مثلا صلاة العشاء بدل المغرب أو أني لم أكبر وبعض الاشياء وحديثا إشتد علي هاجس اني أخطأت في عدد الركعات ولاكني لاأستجيب ولاأعيدالصلاه بالأسجد سجود السهو في كل صلاه فهل هذا جائز؟.. 
4- قراءة القران يخيل أيضا لي أني أخطئ في قراءة الأيات والتجويد رغم أني اعلم ان قرأتي ممتازه ومعدلي في القران إما90 او 97 والحمد لله ..أصبت لاأقرأ القران لأني تعبت فقد أقرأ يوم الجمعه وحتى أني كل جمعه أقرأ 3او4 صفحات من سورة الكهف ولاأكمل قراءة السوره فهل هذا جائز ؟.. 
4-الأكل وهذا يرهقني جدا ..التسميه قبل الأكل أسمي مرارا مرارا عشرات المرات وبصوت مرتفع يخيل لي أني لم أسمي او أخطأت في التسميه ولاأنتهي حتى اجد الأكل باردا واجد ان طاقتي أنتهت .. 
5-الدعاء و الأذكار والإستغفار والصلاه على النبي عليه افضل الصلاه والسلام كل شئ ..الإستغفار مئة مره اعيده وأقول خطأ وكلما رأيت او سمعت شيئا خطأ عدت الكره ..حتى نور غرفتي أخشى من إغلاقه علي لم أضغت على المفتاح جيدا اخشى حصول اي شئ بسبي .. 
والحمد لله إلى الأن الوسواس لم يتدخل في عملي ودراستي ولاكني أتعب فمع كل هذا المرض طاقتي لاتحتمل تعب الدراسه فأنت أدرى مني بتعب الدراسه في الأقسام الطبيه وخوفي ان يتدخل المرض في عملي فهو إلى الأن لم يتدخل والحمد لله.. 
ينتابني ضيق شديد في التنفس وأحيانا يصاحبه تسارع في دقات القلب ولاأعرف هل هذا من الوسواس.. 
أعرف أني أطلت كثيرا ولكن معاناتي لاتحتمل حملها السطور ولاتعبر عنها الكلمات .. 
وأتمنى وأرجوا أن تلقى رسالتي عندكم قدرا من الأهميه وأن تجيبوني على تساؤلاتي وان لا تبخلوا علي بالرد فأنا لولا أني محتاجه لما قمت بعرض مشكلتي ونشر اسراري .. 
وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والأخره وأنا أشكركم جزيل الشكر فمن لايشكر الناس لايشكر الله.. 
اسم المستشير   :           ميرال 
____________________ 
رد المستشار  :            د. ملهم زهير الحراكي 
أهلا وسهلاً بالأخت الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . 
اضطراب الوسواس القهري هو مرض ناجم عن تبدل كيماوي أو اختلال في الناقلات العصبية – ومن أهمها مادة السيروتونين- في منطقة من مناطق الدماغ تدعى النواة المذنبة Caudate nucleus ، بعدها لا يستطيع المريض التحكم بأفكاره السلبية من حيث تكرارها على ذهنه وما تحدثه هذه الأفكار من قلق وبعض السلوكيات التي يعتقد المريض أنها تخفف الوسواس ولكنها تثبته وتعززه. 
وبما أن هذه الحالة هي مرض وليس لك ذنب به، بل على العكس أنت مأجورة فاستبشري بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاه)) [البخاري: المرضى/باب ما جاء في كفارة المرض 4/2008 (5318)، مسلم: البر والصلة والآداب/باب ثواب المؤمن فيما يصيبه 4/1582 (2573)]. 
والوسواس يسبب النصب والوصب والهم والحزن والأذى والغم فكيف لا يكون مكفراً لذنوبك ورافعاً لدرجاتك !!! .. فأبشري.. 
ولأنه من الشائع أن يأتي هذا النوع من الوسواس على أرضية ضعف في أحكام الطهارة والصلاة، والجهل بما هو مسموح وما هو معفيٌّ عنه من قبل الشارع جل وعلا، فيتوجب عليك أن ترجعي لفقه الطهارة والصلاة وتعيدي قراءتهم من كتب الفقه المبسط، وتفترضي أنك لا تعلمي شيئاً، لتعيدي فهم وبناء معارفك الفقهية وفق قواعد صحيحة. وبعدها تصبحي أكثر قدرة على مقاومة الوسواس. 
– إليك أيضاً أيتها الأخت الفاضلة ولكل أخ أو اخت مبتلىً بوسواس العبادات بعض المفاهيم والقواعد الشرعية التي تصحح الجانب المعرفي وتعين على التخلص من المشكلة، وتعلمك كم هي حكمة الشارع – جل وعلا – في التعامل مع الموسوسين ورحمته بهم !! 
أولاً: مفهوم العبودية لله تعالى: 
واجب العبد أن يلتزم بأوامر سيده أياً كانت، قال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً)) [الأحزاب:36].  
وقد أنزل الله للمريض أحكاماً تختص به، والموسوس مريض جاء الحكم الشرعي في حقه أن لا يستجيب لوسوسته وشكه مطلقاً، على عكس غير الموسوس الذي يكون لشكه اعتبار في أمور معينة، وإنما يثاب الموسوس على تطبيقه للأحكام المختصة به، لا على ما لم يطلب منه من الأحكام التي تختص بالأصحاء. 
– مثال تطبيقي لهذا المفهوم على وسواس الصلاة : 
المريض: أشك في نيتي وعدد ركعات صلاتي. 
العلاج: تمضي في صلاتك رغم شكك، وإذا شككت هل صليت ثلاث ركعات أم أربع، قل صليت أربعاً، وهكذا…، وهذا هو الواجب عليك شرعاً. 
المريض: أخاف أن يكون عملي ناقصاً وغير مقبول وأدخل النار! 
العلاج باستخدام مفهوم العبودية: قل: يا نفس إنما أنا عبد لله أمرني -أنا الموسوس- أن أمضي صلاتي مع الشك، وألا أهتم بما يطرق ذهني، والعبد يفعل ما يطلبه منه مولاه، وأنا أفعل ما يطلبه الله مني لذلك أنا أرجو ثوابه يوم القيامة، 
إذن: لن أذهب إلى النار إن لم أُعِد صلاتي، بل على العكس، ولا يُهمني ما يأتيني من الشكوك. وإن سألني الله: لمَ صليت ثلاثاً بدل أربعاً قلت له: طاعةً لك يا رب! 
عن طريق هذا المفهوم، يخفف الموسوس من قلقه عند عدم الاستجابة، ويجعل علاجه أيسر وأسهل، بل إن الإيمان بهذا المعنى وتمثله هو المفتاح الذي يفتح للموسوس أبواب الاستفادة من جميع العلاجات التي سترد فيما بعد. 
ثانياً: مفهوم الكمال في الشريعة الإسلامية: 
الكمال في الإسلام: بلوغ تمام الاتباع لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه، وليس هو الزيادة المفرطة من الفعل والإيغال فيه بما يؤدي إلى الخروج عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وطريقته. 
– مثال تطبيقي على وسواس الطهارة (أو النظافة): 
المريض: أغسل ثيابي كلما دخلت الحمام، لأني أخشى أن يكون قد أصابتها النجاسة (تلوثت-اتسخت) دون أن أعلم، وأحب أن أفعل الأكمل ولأحوط دائماً. 
العلاج: عليك ترك ذلك، ولا تغسل ثيابك إلا عند تيقن نجاستها/تلوثها… 
المريض: وكيف تدعوني إلى ترك الحيطة والكمال والإتقان، أليست هذه صفة حسنة مرغوبة؟ 
العلاج باستخدام مفهوم الكمال الشرعي: قل يا نفس أنت تحبين الكمال في أفعالك، وتميلين إلى فعل الأحوط لكن فعلي ليس من الكمال في شيء، بل هو تنطع وإفراط مذموم! لأنه زيادة على ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ الله أن يكون فعلي أكمل من فعله، سأحاول مهما كان الأمر صعباً ألا أستجيب لرغبتي في غسل ثيابي، لأصل إلى الكمال الذي أحبه وأطلبه ! 
ثالثاً: التكليف بالفعل متعلق بالقدرة عليه: 
ويعني هذا الكلام: أن الإنسان لا يُكَلَّف بأمر إلا إذا كان قادراً على فهمه أولاً، ثم كان قادراً على أدائه والعمل به ثانياً، بدليل قوله تعالى: ((لا يُكَلِّفُ الله نِفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)) [البقرة:286].[انظر: تقويم أصول الفقه: 2/889] 
– مثال تطبيقي على الوسواس في نية الصلاة وتكبيرة الإحرام: 
المريض: عندما أريد الصلاة، أبدأ فأكبر فأشعر أني ما كبرت جيداً، وأن نيتي ليست صحيحة، فأظل أعيد النية والتكبير عدداً كبيراً من المرات، مما يشعرني بالضيق والحرج. 
المعالج: اِنْوِ الصلاة وكَبّر للمرة الأولى، فإن حدثتك نفسك أنك لم تحسن ذلك، فقل: لا يهمني، فأنا مهما أعدت النية والتكبير لا أحسن أداءهما على نحو جيد،  
إذن: أنا لست قادراً على الإتيان بهما أفضل مما أفعل، وإذا لم توجد لدي القدرة على إتمامهما على النحو الأفضل، فأنا لست مكلفاً بأكثر مما أفعله، وصلاتي صحيحة، وإذا صحّت صلاتي فلا أحتاج للإعادة، وانتهى الموضوع…! 
– مثال آخر على الأفكار القهرية المتنوعة: 
المريض: تداهمني أفكار بغيضة، لا يمكنني الخلاص منها (في العقيدة أو غير ذلك). 
المعالج: إذا كنت غير قادر على الخلاص منها، فهذا يعني أنك غير مكلف بإزالتها، وأنه لا يترتب عليها حكم البتة، يعني وجودها وعدمها سواء. 
المريض: كنت أظن أني قد كفرت، أو جننت، ولكن إذا كان ما تقول صحيحاً فلا داعي للقلق، سأحاول تجاهل هذه الأفكار قدر الإمكان.. 
وهذا المفهوم يمكن استخدامه في أنواع كثيرة من الوساوس كإعادة غسل اليدين، أو إغلاق الأبواب، أو التأكد من إطفاء الأنوار، ونحو ذلك….، حيث يوقف المريض الاستجابة للأفعال القهرية، بإقناع نفسه أنه لا يكلف بأكثر مما صنعه، وإن لم يقم به على الوجه الأمثل. 
رابعاً: اليقين لا يزول بالشك: 
فإذا كان الإنسان متيقناً من أمر (100%) وشك فيه (50%) فهذا الشك لا يؤثر على يقينه ولا يعمل به لأن الضعيف لا يغلب القوي. 
مثال تطبيقي على الشك بطهارة الثياب/أو تلوثها: 
المريض: غسلت ثيابي بالأمس، لكن لا أدري ربما أصابها نجاسة/جراثيم وربما لا..، الأفضل أن أغسل تخلصاً من الشك الذي في قلبي… وربما إذا كانت هناك نجاسة لم تصح صلاتي.. 
العلاج: لا تعمل بهذا ولا يؤثر هذا الشك في صحة صلاتك، لأنك تيقنت طهارة الثوب بغسله، وشككت بحصول النجاسة، واليقين لا يزول بالشك. 
ومما لا يعمل به أيضاً: الظن إن تبيّن خطؤه فهناك قاعدة تقول: (لا عبرة بالظن البيّن خطؤه)، مثال: 
المريض: أظن أن هذا الثوب نجس/ملوث لأن طفلاً صغيراً كان يلبسه. 
المعالج: احتمال قوي، لكن قد تبيّن خطؤه إذ لا نرى على الثوب شيء، ولم يذهب الطفل إلى مكان نجس. 
هذا المفهوم أيضاً يمكن استخدامه في أنواع كثيرة من الوساوس، إذ إن الوسوسة هي كثرة الشك الذي يعارض يقين الموسوس من غير دليل. 
خامساً – الأصل في الصفات العارضة العدم: 
صفات الشيء على نوعين: صفات أصلية وهي الصفات التي يشتمل عليها الشيء بطبيعته: كالبياض في اللبن، والبكارة في الأنثى، والنجاسة في الخنزير…، وصفات عارضة وهي التي تحدث بعد أن لم تكن موجودة: كالعلم في الإنسان، والنجاسة في الثوب… 
فالقاعدة في الصفات الأصلية أن تكون موجودة (يعني: أن يولد الخنزير وهو نجس، وأن يخرج اللبن من الضرع وهو أبيض)، بينما على العكس: القاعدة في الصفات العارضة أن تكون غير موجودة –أو معدومة- (يعني: أن يولد الإنسان جاهلاً ليست فيه صفة العلم، وأن يكون الثوب طاهراً ليست فيه صفة النجاسة). [انظر: شرح القواعد الفقهية: ص117-120]. 
* تطبيق: 
– موسوس يخاف من التلوث/ النجاسة، فيغسل الأشياء الجديدة قبل استعمالها: نقول له: الأصل أن تُخلَق الأشياء وتوجد نظيفة طاهرة سالمة من العيوب.  
وأما التلوث/النجاسة فهي صفات عارضة تطرأ على الأشياء وليست أصلية فيها (والأصل في الصفات العارضة العدم)،  
فالتلوث/النجاسة غير موجودَيْن إلى أن تعلم وجودهما بيقين، إذن: غسل الأشياء الجديدة إضاعة للوقت في إزالة شيء غير موجود، ومشقة لا داعي لها، فقاوم رغبتك في الغسل لأنه تبين –بعد هذا الكلام- أنه ضرب من العبث، لا يوافقك عليه عاقل. 
سادساً -المشقة تجلب التيسير: 
هذه القاعدة من أمهات القواعد التي تدور عليها معظم أحكام الشريعة، وهي تعبّر عن مضمون آيات كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ((يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)) [البقرة:185]. وقوله: ((وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)) [الحج:78]. 
وإذا كانت الشريعة قائمة على التيسير، فليس من المستغرب، أن يذم الشرع الوسواس، ويطلب الانتهاء عنه، لما فيه من الحرج العظيم للناس. وليس من المستغرب أن تُشرع أحكامٌ خاصة بالموسوس تخالف أحكام غير الموسوسين، من باب التخفيف عليهم، والمساعدة على تخلصهم من علتهم. 
فالموسوس في أمور العقيدة، لا عبرة بما يجري في فكره، ولا تخرجه وساوسه عن الإسلام. والموسوس في الصلاة، لا تبطل صلاته مهما طرأ عليه من شك. وكذلك في الوضوء… والموسوس في الطلاق، لا يقع طلاقه! وهكذا…. 
هذه بعض المفاهيم والقواعد الشرعية، المستمدة من مقالة للأستاذة رفيف الصباغ بعنوان منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري تم ورودها على موقع مجانين 
دوت كوم. 
– ثم إليك تلك الرسائل السبعة لمن يعانون من الوسواس القهري للدكتور محمود العصافرة أخصائي العلاج النفسي: 
الرسالة الأولى : الفكرة الوسواسية ما هي إلا… 
1-إشارة كيميائية دماغية زائفة 
2-لست المسئول عنها ” أي ليس لك ذنب فيها 
3-هي ليست منطقية وليست حقيقية ولا يمكن ان يتقبلها العقل . 
الرسالة الثانية : بما أنها زائفة … وليس لك ذنب فيها ….وليست منطقية ولا حقيقية وأنت غير متقبل لها ….؟؟؟ فلماذا تستجيب لها وتعيشها وتجعل مما هو مزيف واقع تعيشه …. ليصبح بعدها واقعك وحقيقتك في هذا الموضوع زائف ..؟؟؟؟ !!!!! . 
الرسالة الثالثة : ستجيب بأنك تطيع الفكرة وتنفذها حتى تشعر بالراحة وتتخلص منها فالذي يتوضأ وتأتيه فكرة انه لم ينوي الوضوء ،او لم ينظف بعض أعضاء الوضوء عنده … وهو متأكد من انه نوى او توضأ بشكل جيد … يعيد الوضوء أكثر من مرة ليشعر بالراحة … أو يعيد التأكد من قفل الباب أو صنبور الغاز أو إقفال السيارة أو… الخ فانه يعيدها مكرها حتى يشعر بالراحة ويتخلص من الفكرة المزعجة . 
الرسالة الرابعة : اعلم أخي واعلمي أختي إنكم بتنفيذكم الفكرة والاستجابة لها فإنكم تحيونها وتزيدون من تكرارها وقوتها…والتوتر والخوف والقلق الناجم عن الفكرة المزيفة وتنفيذ هذه الفكرة يزيد من تكرارها وشدتها . 
الرسالة الخامسة : إذا فما هو المطلوب وكيف نتعامل ؟؟ … أقول لكم : امنعوا الاستجابة … امنعوا الاستجابة .. وأعود للسؤال الأول واذكر بما أن الفكرة زائفة وغير منطقية احصروها في كونها فكرة مزيفة ولا تجعلوا منها واقعا تعيشونه فيصبح واقعكم مزيفا . 
الرسالة السادسة : في منع الاستجابة نقلل الحساسية تجاه الفكرة الوسواسية المزيفة , فلا يتبعها بعد ذلك توتر وقلق وخوف …وبالتالي فإن الفكرة تنطفئ تدريجيا . 
الرسالة السابعة : استعمال تقنية التعرض … فحين تأتيك فكرة زائفة بأنك ستمرض مرضا معديا وساريا إذا صافحك شخص ولم تغسل يديك بعدها , أو إذا مسكت بمقبض الباب أو صنبور المياه … الخ . 
هنا يجب عليك القيام بتقنية التعرض أي مسك مقبض الباب وصنبور المياه ومصافحة الآخرين … وسترى بالدليل العملي بعد ذلك انك لن تصاب بمكره وبهذا تقل الحساسية ويقل التوتر والقلق والخوف وبهذا تنطفئ الفكرة تدريجيا 
والدراسات والأبحاث النفسية أثبتت التأثير القوي للجانب النفسي على الجانب الفيزيولوجي والجسدي فلا داعي لان تسألوا كيف يؤثر منع الاستجابة والتعرض على الفكرة الوسواسية وهي إشارة كيميائية دماغية ، لان منع الاستجابة والتعرض يطفئ الفكرة تدريجيا. 
وفيما يلي توضيح لكل ما سبق بمثال : 
تخيل أنك تسير في الصحراء بسيارتك وفجأة غرزت كفرات ( دواليب ) السيارة بالرمال … أنت تعلم جيدا بأنه يجب عليك النزول من السيارة والحفر خلف الكفرات وأمامها ثم تسير بالسيارة وتنتهي المشكلة …  
لكن تأتيك فكرة بأنك لو نزلت من السيارة سيأتي أسد ويفترسك… وأنت هنا تشعر بالخوف والتوتر والقلق ولا تستطيع النزول من السيارة …. رغم أنك تعلم جيدا بأن فكرة وصول الأسد فكرة مزيفة لأنه لا يعيش الأسد بالصحراء … ورغم ذلك فانك تخاف من الأسد مع علمك التام بزيف هذه الفكرة … إلا أنك خفت وتخاف مما تعلم بأنه مزيف وغير حقيقي …. وما أسوأ أن يعيش الإنسان واقعا مزيفا . 
هنا أمامك خياران … إما أن تبقى خائفا من الأسد وهو غير موجود ، وتبقى داخل السيارة حتى تهلك جوعا وعطشا …  
وإما أن لا تستجيب للفكرة المزيفة ( الخوف من الأسد ) وتنزل من السيارة حتى لو شعرت بالخوف وتحفر حول الكفر الأول … لتشعر بعدها بان الخوف أقل … 
ثم الكفر الثاني يكون الخوف اقل … ثم الكفر الثالث اقل واقل … ثم الكفر الرابع ينتهي الخوف وتشعر بالراحة … ثم تعود وتقود السيارة وتنتهي المشكلة . 
وفي التعرض ومنع الاستجابة انطفاء تدريجي للفكرة الوسواسية ( الإشارة الدماغية الزائفة) .وانتهاء للمشكلة بإذن العلي القدير . انتهت رسائل السبعة. 
الأخت الفاضلة: 
اعلمي أن مرضك شديد المعاناة ولكن من السهل واليسر التخلص منه عبر جلسات العلاج النفسي المعرفي السلوكي مع العلاج الدوائي.  
والهدف من العلاج الدوائي هو إطفاء الكرب المصاحب للوسواس ويجعلك تملكين القدرة على إيقاف التكرار للفعل . 
تابعينا بأخبارك بعد تنفيذ البرامج السابقة واعلمي أيضا أن علاج الوسواس يلزمه الوقت والجهد والصبر. أتركك في أمان الله وحفظه. 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم