استشارة :: غلطة كلفتني الكثير ..!!
تعرفت على شاب يصغرني بستين خلال المرحله الثانويه واستمرت العلاقه لمده ثمان سنوات وخلال هذه الفتره حصلت بيننا معاشره جنسيه واستمر يعاشرني لمده سنه تقريبا
وكل ماساله متى الزواج يقول انتظري لين مااكون نفسي في الاخير فكرت في طريقه علشان يخطبني استدرجته للبيت عندي وخليته يعاشرني وبعدها اقنعته اني حامل وفعلا جاء وخطبني وتزوجنا والحين احنا في فتره الملكه بس الشخص هذا ماعاد يطيقني ويقول انو راح يتزوجني فتره معينه ويطلقني بس اذا صار مشتاق يرجع لي ويحبني واذا اخذ اللي يبيه راح وخلاني وانا بصراحه احبه وماني قادره اتركه سويت المستحيل علشان احافظ عليه بس ماقدرت افيدوني وانا عارفه مابني على باطل وهو باطل لكن تعبت نفسيتي من كثر التفكير ساعدوني الله يجزاكم خيرا
اسم المستشير : مؤمنة
………………
رد المستشار : الشيخ عبد الله بن راضي المعيدي
الحمد لله رب العالمين .. في البداية أسال الله تعالى لك أختي الهداية والتوبة و أسأل الله العظيم .. رب العرش الكريم أن يحفظك بحفظه .. وأن يحيطك برعايته وفضله .. وأن يصرف عنك شر الأشرار وكيد الفجار . . إنه سميع قريب .
فإن ما قمت به خطأ عظيم وجرم كبير !!!
(( كما أنبهك في البداية على أن عقد الزواج هنا محرم شرعاً وغير صحيح وأنا استغرب أنا الأولياء من هذا العقد .. فلابد هنا من عقد جديد بعد التوبة ونظر أحد المشائخ في العقد مع بيان حالكم له ولهذا لابد لك – إن أردت الزواج من هذا الرجل – من الاتصال هاتفياً بأحد طلبة العلم الثقات العارفين بالحكم الشرعي ..))
أختي الكريمة :
لقد تألمت لما أصابك ورثيت لحالك .. وقلت في نفسي: متى تدرك بناتنا وأخواتنا الحال والواقع .. متى تنتهي معاناة الفتيات من المزعجات؟! متى تدرك الفتاة كثير من الخدع ؟! والله يأخية إن قلبي يعتصر ألما على كل فتاة مثلك .. أخلاق .. وأدب .. وعلم .. ثم هي تقع في براثن هؤلاء الذئاب ؟!! لماذا ؟ هل هو قلت فقه ؟ أم هو فراغ عاطفي ؟ وأنا أركز على هذه القضية كثيراً .
أختي الكريمة : أنا لن أقول لك أن ما فعلتيه حرام .. فأنت على علم بذلك .. بدليل أنك تودين تغيير الوضع !!
ولكن مما شدني في رسالتك هو أني لم أقرأ بين أسطر رسالتك أن الأمر الذي فعلتيه أنت وهذا الشاب أمر عادي ؟!!
فأنا لا اقرأ في رسالتك عتب ولا ندم ولا شيئا من التوبة على مافعلتيه ؟
فاسمحي لي أن أضع بين يديك هذه الخطوات ..وهي تأملات وخطوات للخلاص –بإذن الله- :
إذ أن كل مشكلة تبدأ من خطوة واحدة (وهي استشعار وجود خلل) .. فإذا عرفت ذلك فإن للمشكلة أسباباً لا بد من مقاومتها، ولها أعراض تحتاج للمعالجة .. وبالتالي تستطيعين معرفة وسائل تعين على علاج المشكلة، وما يتوجب عليك الآن معرفته الآن هو:
أولاً : استشعري دوماً عزيزتي اطلاع الله عليك .. ومراقبته لك في سرك وعلانيتك في خلطتك وعزلتك، دائماً تذكري قوله تعالى:. “ألم يعلم بأن الله يرى”.
“وذروا ظاهر الإثم وباطنه” “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور” استشعري ذلك وستجدين خشية الله والخوف منه والحياء من اطلاعه يسري في قلبك.. وإن كنت لا تحسنين ذلك فتعرفي على ربك من خلال التأمل في أسمائه وصفاته وعظمته في ملكوته .. فإن ذلك يورث في قلبك استشعار قربه وقدرته وسلطانه عليك.. فإنه سبحانه فوق سبع سموات مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه.. وهو مطلع عليك لا تخفى ..
ثانياً : أن الاتصال من الرجل بالمرأة أو العكس يحكمه في جميع فصوله عاطفة جياشة غامرة مغرقة،) وأن العقل يغيب في جميع فصول العرض( .. والعاطفة لا يمكن أن تسير الحياة أبداً، ولذا اشترطت الشريعة في النكاح أن يكون ثمة ولي للمرأة .. ولا يمكن أن تزوج نفسها مع أنها تستطيع أن تجري أعظم الصفقات المالية بدون الرجوع إلى رجل .. فهي في باب تدبير المال لا ينقصها شيء فطري في أصل الخلقة والمتحكم إليه العقل، وإنما قد يستدرجها من ليس لها بكفء؛ لأن العاطفة الغريزية –الميل للذكر- حاضرة في نفسها تغطي العقل أو تحجب أفضل أشعته؟!!
والخلاص من [العذاب … الحيرة .. المرارة] -كما وصفت حالك- يكون بالاتجاه المعاكس .. وقطع هذه العلاقة مباشرة .. نعم مباشرة .. ولهذا فقد أخطاتي كثيراً .. وكثيراً حينما أعطيته الرقم .. ومحاولتك العود ؟!! عجيب هذا والله منك .. أيعود المظلوم إلى جلاده ؟!
ثالثاً : كثيراً ما تقع الفتيات فريسة لبعض الذئاب البشرية. حيث يغريها بمعسول الكلام .. وربما بالأيمان المغلظة .. والوعود الكاذبة بالزواج .. واستمعي إن شئت إلى بعض القصص الواقعية في شريط “والفتاة ألم وأمل” للشيخ إبراهيم الدويش ” لتقفي على مرارة الأحداث التي عاشتها فتيات من بعض الشباب .. وأنهم لما تمكنوا مما أرادوا من بعض الساذجات كانوا أبعد ما يكونون من الزواج منهن .. بل كانوا أزهد بهن ممن لم يعرفهن ..
رابعاً : أرجوك .. ثم أرجوك أن تقومين .. مخاطبة العقل في طرح هذا السؤال: شاب يتصل بفتاة قصده التسلية، فهل يكون أميناً من يأتي البيوت من غير أبوابها؟ وهل يرغب أن يُتَّصل على أخواته أو قريباته؟ ثم كم اتصل بعدك وقبلك وأثناء الاتصال بك على بنات وغرر بهن ؟!!
رابعاً : أنصحك بالمبادرة بالزواج من الرجل المناسب – إن تقدم لك- لأن الزواج عفاف لك وصون لعرضك وحفظ لمشاعرك من الذئاب البشرية.
خامساً : أديمي سؤال الله ودعاءه بأن يرزقك الستر والحفظ من الزلل، وأن يحفظ عليك دينك وعرضك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً وذرية طيبة..
قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” وأكثري من قول: “اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي”، وقول: “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى”.
وأخيراً … لا أنصحك أن تُقدِم على الزواج من مثل هذا .. وذلك للأسباب التالية:
1- لأنه مبني على خطأ ومعصية لله عز وجل، .. فأصله تعرف عن طريق محرم ، وهي طريقة محفوفة بالمخاطر، ثم تعرف عن طريق اللقاء، وهذه الطريقة تكون دائما مبنية على المجاملات، وإظهار الوجه الحسن من صفات الإنسان تكلفا وربما تصنعا، فلا تظهر الصورة الحقيقية للإنسان، ثم إن هذه اللقاءات حرام ولا ترضي الله عز وجل.
2- لأن الزواج المبني على علاقات واتصالات سابقة يكون في كثير من الأحيان معرضا للشكوك بعد الزواج، حيث إن الرجل سيخطر بباله أن التي كلمتني كلمت غيري، وقد تكون لها اتصالات ولقاءات، وهذه الشكوك قد تكون سببا لكثير من الفساد في العلاقة الزوجية، وهذه الشكوك قد لا تخطر بالبال في بداية الأمر، حيث يكون العقل مشغولا بالجمال والمتعة، ويكون القلب هائما في الحب والعاطفة.
وفقك وحفظك .. وأنصحك بقراءة كتاب : ( قصة امرأة ) وهو موجود على موقع ( صيد الفوائد ) بعنوان ( تريد أن تقتل نفسها ..
أسأل الله لك التوفيق والحفظ والستر والسعادة في الدارين. ووافينا بأخبارك والله معك.