“الانطباع الأول يدوم”.. مقولة توارثناها جيلا بعد جيل، وإن كنت لا أوافق على تلك المقولة على عمومها، إلا أنني لا أستطيع أن أنكر أهمية الانطباع الأول الذي يتركه الواحد منا في أي علاقة إنسانية، هذا الانطباع سواء كان سليما أم خطأ قد يؤثر في طريقة تعامل الناس معك إلي الأبد.
فبمجرد أن يراكِ الشخص يأخذ انطباعاته عنكِ، وترسخ في ذهنه تلك الانطباعات، فلا يمكنكِ بعد ذلك أن تعيدي عقارب الزمن إلى الوراء، وليست هناك فرصة ثانية لإعادة الحدث، وتعتمد الانطباعات الأولى على لغة الجسم والملابس والسلوكيات، وبالرغم من أنها قد لا تكون صحيحة دائماً إلا أنها تؤثر بشكل كبير على علاقاتنا بالآخرين، وقد تفقدنا أشخاصا كانوا مناسبين لنا لولا أن هناك إشارات خطأ تم استقبالها وترسيخها في أذهانهم أو أذهاننا.
انطباع جيد
من هنا يتوجب عليكِ السعي جاهدة في ترك الانطباع السليم عنكِ لدى الآخرين، ووضع نفسك في الصورة الحقيقية التي تريدين أن يراك الآخرين فيها .
ولترك انطباع أولي جيد، انتبهي للنقاط التالية:
الدقة في المواعيد:
افترضي أن هناك شخصًا حددت معه لقاء للمرة الأولى، فهو لن يهتم كثيرًا بأعذارك عندما تتأخرين، حتى وإن أبدى تفهما لذلك؛ لأن الانطباع الأول قد تشكل قبل وصولك، بالاستناد إلى حقيقة تأخرك عن الموعد.
وموضوع الدقة في المواعيد يعتبر من العوامل التي تدخل ضمن إطار تشكيل الانطباع الأول عن الآخرين، وعدم الالتزام بالتوقيت الصحيح ينقل انطباعًا أوليًا سلبيًا.
المظهر اللائق:
إن المظهر ليست له أهمية كبيرة؛ لأن الأهم من ذلك هو الشخصية، ولكن ثبت أن العالم الحالي الذي نعيش فيه يعطي أهمية كبيرة للمظهر الخارجي للمرأة، والشخص الذي ستقابلينه للمرة الأولي لا يعرفك، ولذلك فإن مظهرك يكون المصدر الأول الذي ينقل انطباعًا جيدًا عنك، ولكن ذلك لا يعني أن تبالغي في هذا الأمر، المطلوب هنا هو وضع الثياب اللائقة، متناسقة الألوان، وليس المطلوب منك أن تستخدمي ملابس عارضات الأزياء.
ترك المشاكل بالبيت:
كثيرات يحملن معهن مشاكلهن الخاصة أينما اتجهن، لكن ذلك يجب ألا يحدث في اللقاء الأول مع الآخر؛ لأنه لا يعلم شيئا عن مشاكلك ولا يهمه معرفة مشاكلك الخاصة، فجميع الناس لديهم مشاكلهم الخاصة، سواء كانت مشاكل عائلية أو وظيفية، ومن الأفضل ترك هذه المشاكل في البيت عند الذهاب للقاء الأول مع الآخرين.
واعلمي أن حمل مشاكلك الخاصة معك سيحرمك من تلك الابتسامة الطبيعية والعفوية الجميلة، ذلك أن الغالبية العظمي من الناس في أيامنا هذه يستطيعون التمييز بين الابتسامة العفوية والابتسامة المصطنعة، وغياب الابتسامة الجميلة العفوية عن المرأة ينقل انطباعًا ليس بالجيد عنها.
لغة الجسد:
حركات جسمك تقول ما لا تقوله الكلمات، لذلك يجب ألا يبدو جسمك متهدلاًمتخاذلا، يجب أن تكوني مشدودة القامة بلا مبالغة، ويجب أن تكون مصافحتك لغيرك معتدلة، ليست حازمة ولا متراخية، ولا تقلبي عينيك في أنحاء الغرفة فابتعادك بعينيك عن محدثك يوحي بالخداع.
أغلقي جوالك:
لأن الانطباع الذي ستتركينه لدى الشخص الذي تقابلينه للمرة الأولي إذا تحدثت إلى شخص آخر غيره سيكون غير جيد. تعارفك الجديد يستحق 100% من اهتمامك، وأقل من ذلك سيخلق انطباعا سيئا عنك.
المرونة في التعامل:
كوني مرنة في أسلوبك، فالناس مختلفون، ويجب أن يُعاملوا على هذا الأساس، ركزي جيداً لطريقة استجابتهم لما تقولينه، وحاولي أن تغيري طريقتك بما يتناسب مع استجابتهم حتى يتحقق الوئام بينك وبينهم.
تخيُّر الألفاظ:
يجب أن تكون ألفاظك واضحة وراقية، فلا تستخدمي مفردات تجعلك تبدين من العوام الذين لا يجيدون الكلام، ويجب أن تستخدمي اللغة التي تناسب الشخص الذي تلتقين به، فشخص تلتقين به من أجل عمل، يجب ألا تتحدثي معه كما تتحدثين مع صديقاتك في أمسياتكن المشتركة.
درجة الصوت ونبرته:
لا تتحدثي بصوت عالٍ، فالصوت العالي يفقدك احترام الآخرين لكِ، الصوت العالي فظ وسيضايق الشخص وينفره منكِ حتى قبل أن يتعرف عليكِ.
وتحدثي بوضوح، ولا تتحدثي بسرعة، ولا ببطء شديد، بل بوضوح حتى تتركي الفرصة لمن يستمع إليكِ أن يعي ما تقولينه.
تجنب الأمور المحرجة:
فلا داعي للخوض في تفاصيل محرجة أو شديدة الحساسية مثل الحالة الاجتماعية أو المعتقدات الدينية والمذاهب السياسية، ولا تتحدثي بصورة سلبية عن شيء أو عن مذهب؛ لأنه من الممكن أن يحبذ الشخص شيئا تتحدثين عنه بسوء، كما يجب ألا تتحدثي عن عيوبك الشخصية.
المصدر : موقع رسالة الإسلام .