أ. هناء الحكمي .
الحياة الزوجية هي هبة من الله ونعمة عظيمة لا يقدرها الا من حرم منها. ولكن كثير مننا لا يجد السعادة والاستقرار ولا يعلم ما فيها من أنس ومودة وفضل.
حيث أثبتت الدراسات أن أغلب الأزواج لا يشعرون بمعنى الحياة الزوجية ولا يصلون إلى الراحة النفسية المرجوة من تلك العلاقة كما تقتصر رؤيتهم أن السعادة تكمل في أن يلبى كل شخص منهم متطلبات الآخر وأن يكون بالصورة التي رسمت في مخيلتهم نتيجة الخلفية الثقافية التي كونتها الخبرة الاجتماعية والتربية الوالدية.
كما أثبتت الدراسات النفسية أن الصمت وانتظار الطرف الأخر أن يبدأ بالكلام وكأنما يرتقب الشخص الآخر أن يبدأ بالأول في الحديث حتى يتم الرد عليه بتهجم وإثبات القوة للشخص الأخر فيبتدء من هنا فقد أسلوب الحياة الذي يقود للتفاهم ويساهم في ايجاد الإيجابية في الحياة الزوجية بغض النظر عن اذاما كانت تلك الايجابية صحيحة أو مثالية.
إذن فللحوار الكثير من الإيجابيات التي تساهم في فهم الطرف الآخر لشريكه دونما عقد أو غايات شخصية سلبية في الإحساس بالتعالي والأفضلية والتكبر فهذا الإحساس مرفوض بين الزوجين لأنه إنما يؤدي الى انتهاء الود والعاطفة.
أما الأسلوب الذي يتبعه الزوجان في مواجهة الخلاف إما أن يقضي على الحوار ومساعي الحل وإما أن يضخمه ويوسع نطاقه.
فالكلمات الحادة, والعبارات العنيفة, لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف علاوة على الصدمات والجروح العاطفية والمعنوية والسيكولوجية التي تتراكم على النفوس.
فإياكم ولزوم الصمت فإن الصمت والسكوت على الخلاف حل سلبي مؤقت للخلاف, إذ سرعان ما يثور البركان عند دواعيه, وعند أدنى اصطدام,
فكبت المشكلة في الصدور بداية العقد النفسية وضيق الصدر المتأزم بالمشكلة, فإما أن تتناسى وتترك, وإما تطرح للحل, ولابد أن تكون التسوية شاملة لجميع ما يختلج في النفس وأن تكون عن رضا وطيب خاطر.
وأن تكون بعيدة كل البعد عن الأساليب التي قد تكسب الجولة فيها وينتصر أحد الطرفين على الآخر, لأنها تعمق الخلاف وتجذره.
أن سوء الفهم ينتج عن عدم فهم الآخر للمقصد الذي يعنيه شريكه فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم, فربما أنه لم يكن هناك خلاف حقيقي وإنما سوء في الفهم.
إن توسيع النطاق للخلافات فيما. أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها, ولا يجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش, فإن هذا قاتل للحل في مهده. فإن الحل في مثل هذه الحال كثيراً ما يكون متشنجاً بعيداً عن الصواب., فإنه من الصعب جداً حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه.
التكيف مع جميع الظروف والأحوال. ففي بدء الحوار يحسن ذكر نقاط الاتفاق فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل ويقرب عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس, قال تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا, ولم يغب عن بالي تلك الإيجابيات عندك, ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا, فإن هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور.
فالهدوء وعدم التعجل والتهور من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة والنظرة الصائبة للمشكلة.
يجب أن يعلم والزوجان بأن المال ليس سبباً للسعادة
وإنما النجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة من الطمع. بغض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ غير المقصود إن الجنبة العقلية في حياة الكائن الحي لهي من أسمى الجنبات ففيها يثيب الله ويعاقب ويحاسب وهي مفتاح النمو والتطور وبدونها يغدو الإنسان بلا قيمة تذكر.
ولعل أهم ما يميز هذه الجنبة هو الإدراك. وفي علم البرمجة العصبية الهندسة النفسية اهتمام بالغ بمستويات الإدراك للعالم الخارجي, وأنماط التفاعل معه,
فبعد التسليم بصحة الجهاز الادراكي عند الفرد ننتقل الى كيفية تحقيق افضل معدل للإدراك من خلال البرامج المقترحة من خبير الهندسة النفسية, أو المتدرب,
وأن معرفة النمط المفضل عند الزوجين في التلقي المعلوماتي, والغرس المعرفي, والتفاعل العاطفي, لهو خير معين في حل صياغة الخطاب الاحتوائي للأزمات بينهما.
المصدر : موقع مركز مطمئنة الطبي .