الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

التمييز بين الأبناء : تساؤلات وردود.



التمييز بين الأبناء : تساؤلات وردود .

https://encrypted-tbn2.google.com/images?q=tbn:ANd9GcRM64F_GAINiP18Wzn5twJgQsRwwpysDHFCcl-IVORqV2H8qHxW

أ. روحي عبدات .
• ما هي الأسباب التي تؤدي إلي التمييز بين الأبناء داخل الأسرة الواحدة؟
قد ترجع الأسباب إلى التمييز على أساس الجنس، حيث أن مجتمعاتنا العربية تحبذ الذكور على الإناث فيكون التعامل مع الولد من هذا المنطلق، وقد يكون التعامل على أساس تدليل الابن الأصغر، على اعتبار أنه لا يزال صغيراً على منظومة المحاذير والقواعد في الأسرة، فيتم تسهيل حركته وإتاحة المزيد من الحرية له،
وتتاح له بعض المحاذير المحظورة على الأخ الأكبر، أو قد يكون التمييز بين صحيح الجسم و عليل، أو بين متفوق دراسياً وبليد، وما إلى هنالك من فروقات بين الأبناء قد تكون طبيعية واعتيادية فيأخذها الوالدين على أساس أنها أفضليات، ويتعاملون مع الأخوة على أساسها.
• ما هي طبيعة المشاكل التي يمكن أن تنتج عن هذا التمييز بالنسبة للأبناء والأهل؟
إن التمييز بين ابنين قد يخلق روح الكراهية والعداوة بينهما، وينظر كطرف بمنافسة نحو الآخر، والابن المميز ضده يتعامل مع أخيه على أنه أخذ مساحته المخصصة من الحب والمودة، وبأنه سرق حصته من والديه،
إضافة إلى علاقة فاترة بين المميز ضده وبين والديه وإحساسه بالظلم والنقص، وفقدانه الحنان المنشود، مما يدفعه إلى تعويض هذا الحنان عبر طرف آخر قد يكون أحد الأقارب أو الأصدقاء وقد يصل الأمر إلى رفاق السوء، كبديل عن الأسرة ما دامت الأسرة لم تشبع له رغباته وحاجاته.
• ما هي الكيفية التي يمكن أن تعالج بها هذه الإشكالية؟
لا شك أن التعامل مع الأبناء لا بد أن يكون مختلفاً على أساس الجنس أو المرحلة العمرية التي يمر بها الابن، لكن هذا الاختلاف في التعامل لا ينبغي أن يصل إلى التمييز، فكل طفل له سمات مختلفة ينبغي التعامل معها
لكن دون أن نهضم حقوقه في إشباع دوافعه نحو الحب والتقبل من الوالدين،وقد يفسر الأبناء هذا الاختلاف في التعامل على أنه تمييز في المعاملة لذا يجب توضيح ذلك للأخوة.
قد يكون الابن المريض بحاجة إلى اهتمام زائد، وقد يكون الطفل الصغير بحاجة إلى ذلك أيضاً لكن دون أن نأخذ من حق ووقت الابن الآخر، ودون أن نشعر الطفل الأكبر بأن الصغير هو أفضل منه.
كذلك فإن تعاملنا اليومي مع الأبناء ينبغي أن يكون على أساس بناء روح التعاون والثقة بينهم، والبحث عن القواسم المشتركة، والألعاب والأنشطة التعاونية الجماعية التي تنمي بينهم المحبة والحوار والتعاون، كأن يستعير الأخ أغراض وممتلكات أخيه ويعيدها له، أو المشاركة بلعبة جماعية مع بعضهم، أو أن يتحمل الأخ الأكبر بعض مسؤوليات أخيه الصغير، إن زرع المحبة بينهم منذ الصغر يستبعد عنهم أية تفسيرات خاطئة لتعامل الوالدين معهم على أساس أنهم يميزون.
• هناك بعض الأبناء يستميلون الأهل إلى محبتهم وتمييزهم ,ما تعليقك على ذلك؟
هناك بعض الأبناء يتميزون بالذكاء الاجتماعي والعاطفين ولديهم قدرات غريبة في إقناع الوالدين واستمالتهم والتعاطف معهم، وقد يكون هذا الأسلوب متوفر عند الإناث بشكل أكبر، إلا أن ذلك يجب أن يبقى في وعي الوالدين بـأن هناك أخوة آخرين قد لا يجيدون تسويق أنفسهم أمام الوالدين،
أو أن كبرياءهم لا يسمح لهم باتباع ذات الوسائل في الاستمالة والتقرب، أو أنهم ليس من السهل عليهم الحديث عن مشاعرهم وما يجول في خواطرهم، لذلك يكون هنا دور الوالدين في مساعدتهم في التعبير عما يعج في صدورهم، والتعبير عن أنفسهم.
• هل من نصائح يمكن توجيهه إلى الأهل والأبناء في هذا الصدد؟
عدم التمييز بين الأبناء مهما كان السبب، وتقبل الطفل كما هو مهما اختلفت قدراته عن الآخرين، وأن يسلم الوالدين أن الاختلاف بين الأبناء هي ظاهرة طبيعية وصحية، وعلينا الاستفادة من هذا الاختلاف في الميول والاتجاهات والقدرات،
وتوجيه الأنشطة وفقاً لهذه القدرات، كذلك لا بد من التركيز على الأنشطة التعاونية، وزرع المحبة منذ الصغر، وعلى الأخوة الكبار أن يدركوا أن طبيعة الرعاية المقدمة إلى الصغير هي واجبة ولازمة، وهي لا تعتبر على أساس التمييز.
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم