القلق في موسم الامتحانات : كيف نعالجه ونتغلب عليه ؟
أ. ناهد الخراشي .
لاشك أن الشباب هم محور اهتمام أي مجتمع، فهم صناع المستقبل وأمل الغد،
وأماني الآباء والأمهات. لذا تهتم الدولة بفئة الشباب اهتماما كبيرا وتحرص على تحقيق اهتماماتهم وطموحاتهم مما يوفر لهم الشعور بالأمان والاطمئنان، وحمايتهم من مشاكل وأمراض هذا العصر الذي يغلب عليه المادية والذاتية.
ومن الظواهر النفسية التي يعانى منها الكثير من الشباب : القلق .. القلق من الغد ،
وتتصارع نفوسهم بين الحلم والواقع وأصبح ا لقلق اليوم هو داء العصر ويزداد بشكل ملحوظ في موسم الامتحانات.
ومعظم الطلاب في موسم الامتحانات يعانون من أعراض نفسية وجسمية عديدة نتيجة قلقهم على مستقبلهم مثل: الضعف العام، الصداع الشديد، اضطرابات في المعدة ، ضيق التنفس، رعشة في الأيدي هذا بالإضافة إلى شدة الانفعال وعدم الصبر أو التحكم في أي سلوك..الخ.
وقد بدأت تظهر اتجاهات بين علماء النفس في العصر الحديث بأن الإيمان بالله يمد الإنسان بطاقة روحية على تحمل مشاق الحياة ونجنبه القلق والتوتر النفسي. وأن الصلاة أعظم علاج للقلق حيث تبث الطمأنينة في النفوس وتحدث نوعا من الاسترخاء في العضلات والأعصاب يؤدى إلى زيادة النشاط والفعالية والقدرة على مواصلة العمل والأمل في النتيجة مما يحيط الشاب القلق بالاطمئنان والسكينة والأمان.
وبمناسبة اقتراب موسم الامتحانات أقدم للطلاب والطالبات بعض الإرشادات التي تساهم وتساعد على قدرة التركيز والاستذكار وتنمية الذاكرة مما يهيئ جوا ومناخا مناسبا لتقوية العزيمة وطرد القلق.
بعض الإرشادات التي تساعد على الاستذكار وتخزين المعلومات في الذاكرة لأكبر وقت ممكن:
1- الاســـترخاء :
فإن كثرة المذاكرة والقراءة والخوف من الامتحان تسبب نوعا من التوتر والقلق يحدث ضغطا عصبيا . لذا فللوصول إلى استذكار فعال لا بد من الاسترخاء ولو لدقائق حتى يصفى الذهن ويتقبل ما يقرأه.
2- كن نشـطا :
فلا شك أن النشاط يساعد على استذكار فعال ، وسبيلك في ذلك القراءة بصوت عال، وتدريس المادة التي تذاكرها لشخص آخر وكتابة الأفكار الرئيسية بأسلوبك.
3- قم بتقسيم المادة:
عندما تقوم بالاستذكار والمراجعة ، حاول تنظيم المواد ذات العناصر الدراسية المشتركة لمراجعتها واستعراضها معا حتى لا تحشو ذاكرتك بمعلومات كثيرة لا ارتباط بينها .
4- التدرب على الحفظ من خلال المراجعة اليومية وحاول أن تلخص دائما بأسلوبك الخاص ما استذكرته.
5- أدوات الاستذكار :
أ- القراءة وعمل ملاحظات حول القراءة .
ب- استخدام القلم ا لشمع الملون عند النقاط الرئيسية التي تسترعي انتباهك.
ج- كتابة بطاقات صغيرة لأهم العناصر الرئيسية والتي تساعدك في المراجعة.
ولقد اكتشف الباحثون في كثير من الدراسات الدقيقة أن هناك ست طرق تساهم بشكل
مؤثر على حفظ أفضل وتقوية القدرة على التذكر:
1- التقاط الأنفاس لبعض الوقت أثناء عملية الحفظ .
2- تعامل مع كم صغير من المعلومات ، ومن الأفضل تقسيم المعلومات التي تريد أن تحفظها إلى أجزاء صغيرة .
3- تسميع المعلومات بصوت مرتفع للانتباه إلى المعلومة التي تذاكرها.
4- البحث عن شيء ذي صلة بمتطلبات الحياة. أيا كان الشيء أن تريد أن تتعلمه وتحفظه لابد وان يكون له معنى في حياتك وتربطه بأحداث واقعية.
5- التركيز على ما تقرأه والابتعاد عما يقطع مذاكرتك أو تركيزك مثل مشاهدة التليفزيون، أو الرد على التليفون.. الخ.
6- التكرار وسيلة جيدة لتعزيز الإحساس بالثقة وعملية التكرار لها تأثير بطريقتين : تدعم عملية الحفظ ، وتزيد من سرعة وقت التذكر.
وما يساعدك على التركيز هو إعطاء نفسك فترة راحة كل 30 – 60 دقيقة من المذاكرة أو القراءة لتشحن ذهنك ليزداد تركيزك.
وختاما أوصى كل طالب وطالبة قبل البدء في المذاكرة أو الامتحان أن يسترخ ويغمض عينيه لمدة دقائق أو ثوان ويتخيل كل شيء جميل أمامه ويملأ نفسه بالأمل والتفاؤل واليقين بأن الله سيشرح صدره وسيوفقه.
وأخيرا الدعاء بأن يلهمه الله ا لرشد والصواب في إجابته والتذكير بما ذاكره وقرأه.
وليعرف كل منكم بأن الصور الجميلة والتفاؤل تطرد كل شحنة سالبة وتملأ النفس بشحنات موجبة تمتزج بإشراقة جديدة بالنجاح والتفوق.