اتمنى ان يكون لدي قدر كبير من المعلومات وان اتحدث بطلاقة لكن المشكلة اني اتكاسل عن ذلك و مما يؤلمني ان ثقافتي الدينية كذلك و ليس هذا مقصورا علي فاغلب من أعرف لا يملكون ثقافة الدين لكنهم لا يأبهون بذلك أما انا فأن الشعور بالذنب يكاد يقتلني ومع ذلك لا ابذل القليل من الجهد ، حتى اني سمعت بمقولة تقول
نقول لمن يقول
لا اقدر == حاول
لا اعرف == تعلم
مستحيل == جرب
جعلتها ثلاثية هكذا
لا اقدر = حاول = مالي خلق
لا اعرف = تعلم = بعدين ان شاء الله
مستحيل = جرب = فيني كسل
عندي رغبة كبيرة في التغيير لكن لا أترجمها للواقع
و المصيبة اني على اعتاب التخرج و لو تسألني عن تخصصي لاجبتك بإجابات سطحية مع ان تقديري العام ممتاز ذلك لاني أذاكر وقت الامتحان ثم انسى جميع المعلومات
و هذا ما يصيبني في مقتل
مــاذا افعل وانا اخشى ان يمضي عمري و هذا حالي؟
اتمنى ان تفيدونني بخطة عملية استطيع من خلال تطبيقها الوصول لمستوى معين من الثقافة ؟
و لكم جزيل شكري
اسم المستشير دانـه
…………………..
رد المستشار أ. فؤاد بن عبدالله الحمد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكرك يا أختي الكريمة على طرح مثل هذا التساؤل الهام, وعلى هذه البادرة التي تنم عن حرص ورغبة في التميز. وعن موضوع استشارتك التي بعنوان ” أريد أن أكون مثقفة لكن …. “. اسمحي لي بهذه المقدمة البسيطة عن موضوع ” صناعة الثقافة ” يقال : قل لي ماذا تقرأ! أقل لك من أنت!
لقد أصبح مصطلح ” صناعة الثقافة ” فناً وعلماً له مدارسه ورواده! كما أصبحت الثقافة عنواناً للحضارة والتقدم والرفعة للأمم وللأفراد على حد سواء! والإنسان الذي يحرص على تنمية ثقافته ويتعاهد نفسه في ذلك, هو إنسان مثقف واعي لما يصلح حاله ومؤثر إيجابي في بيئته ومجتمعه, وهو من صناع الحياة إن صح التعبير.
مشكلتك يا أختي الكريمة, ليس في موضوع الثقافة أو كيف تكوني مثقفة! بل هي مشكلة في تقبل هذا النمط, وهذا النوع من الحياة الجادة! واسمحي لي على هذه الجرأة, فالمستشار مؤتمن على ما يقول! فكما كتبت في رسالتك , أنك تعانين من مشكلة التسويف والتكاسل والاستسلام للإحباط وهي كثيرة في حياتنا هذه الأيام والله المستعان.!
إلا أننا يجب أن لا نستسلم أمامها, وخاصة إن تعلق الأمر في أمر هام في الحياة! مهم جداً أن تحسمي هذا الموضوع مع نفسك.! حددي الأسباب التي من أجلها تريدين أن تكوني مثقفة! بغض النظر عن موضوع الثقافة وكيف يكون! إجابتك على ذلك تحدد طبيعة دوافعك وحقيقتها. أيضاً ــ مهم جداً أن نكسر حاجز الكسل والتسويف, وذلك يتأتى بذكر أسبابه ووضع الحلول الناجعة لتخطي ذلك, حددي الأسباب التي تمنعك من أن تكوني مثقفة! ما هي العوائق والتحديات التي تمنعك من نيل هذه الأمنية, ثم بعد ذلك ننطلق لموضوع الثقافة ونحن مستعدون له! متحصنون بإذن الله تعالى.
وبعد أن تجتازي تلك المرحلة, تكوني إن شاء الله مستعدة لخوض أجمل وأمتع تجارب الحياة! ألا وهي تجربة صناعة الثقافة! هنا يأتي دور الاهتمامات, أو ما يعرف بدائرة التخصص!! هناك قاعدة جميلة أقترحها الدكتور طارق السويدان, في كتابه المميز ( صناعة الثقافة: ماذا نقرأ؟ و كيف نقرأ؟ و لماذا نقرأ؟ ) وهي قاعدة 50 في 50!! حيث وضح سعادته, 50% من الجهد والوقت يكون مبذولا في مجال التخصص, والـ50% الباقية في مجالات متنوعة, في الدين, وفي الأدب, والإدارة, وفنون الحياة, والعلوم….الخ.
وأنت باعتبارك طالبة, أنصحك بالتمرحل في قراءة العديد من العلوم! واختاري منها ما هو مفتاح لعلوم أوسع وأشمل في الحياة! أبدئي بالكتيبات ثم الكتب المتوسطة وهكذا, وكوني لك صداقات جادة تهتم بالثقافة, داومي على سماع المحاضرات العلمية والتربوية وغيرها من الأشرطة التي ولله الحمد انتشرت في المكتبات والتسجيلات, وحاولي تلخيص ما تسمعينه أو تقرئينه, وشاركي به في المنتديات الحوارية الجادة, أو مع صديقاتك وحتى مع أهلك كحوارات عامة.
اكسري حاجز الخوف والرهبة, وحرري نفسك لعالم أرحب وأفضل, حياتك تستحق أن تجتهدي من أجلها, وأنت تستحقين الأفضل, وإن لم توفقي مرة سوف توفقين إن شاء الله في المرة القادمة, الحياة تجارب ومن لا يخطئ لا يتعلم.
وفقك الله في هذا المشوار وأمنياتنا لك بكل السعادة ودمت في رضا الرحمن.