الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

تحطيم ثقتي يرافقني !!



تحطيم ثقتي يرافقني !!

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR7gVvX9N6_CVEYofB_Agha08kfGOtXSgbTM6mZAIHqFWVFz4MUjA
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة جامعيه وفي الترم القادم يكون عندي تربيه عملي في المدارس ..وأنا إنساااااااانه جدا خجوووله وماعندي ثــــــــقه في نفســـي ..

ودايم الكل يحطمني ويقووولي والله مو شكلك إنك بتروحي ُُمدرسه.. لأن شكلي مره صغير..وكل الي يشوفني يحسبني في الثانوي ..وكيف راح تضبطي البنات وتشرحي وأنت موحق مسؤؤليه الخ ..

وأنا ولله الحمد والشكر كل سنه يكون اسمي مع البنات المتفوقات في الجامعه ومعي شهادات تفوق ودروع من الجامعه..ووآخر شهاده حصلت عليها كانت من إحدى الأميرات .. لكن التحطيييم وعدم الثقه في النفس دائمه ترافقني ..

سواء في الجامعه أوغير الجامعه وماأحب أطلع في المناسبات والزيارات .. ولو طلعت أكون مستحيه وما أتكلم ولو تكلمت يدي وكل جسمي يعرق ويجيني خوووف مو طبيعي وما أعرف وش أقول ..

والله إني مقهووره من نفسي وتخلفي العقلي ..
فكيف ابني ثقتي في نفسي ..؟؟وجزاكم الله ألف خير..


اسم المستشير      المتفائله .
_______________________________

رد المستشار       أ. معتز مصطفى شاهين.


الثقة في النفس عامل مهم في نجاح الفرد في مناحي الحياة المختلفة ، فالفرد الواثق من نفسه ؛ فرد ناجح ، إيجابي ، نشط ومقبل على الحياة .


والقول بأنني ليس عندي ثقة في نفسي ( ممكن ) ، ولكن القول بأنه لا يمكن ان تكون عندي تلك الثقة أو أشياء من هذا القبيل ، هي من قبيل المثبطات أو لنقل المهدئات التي ندعيها لتخدير عقولنا ، ولنبرر لأنفسنا قعودنا عن اكتساب تلك الصفة.


فالثقة في النفس سلوك (( مكتسب )) ، يكتسبه الفرد من خلال تجاربه وتعاملاته مع من يحيطونه طوال فترات حياته المختلفة ، فالطفل الذي ينمي فيه والديه تلك الصفة من صغره ، تصرفاته غير ذلك الطفل الذي تعامل معه أبويه بنوع من الإهمال أو الاستهزاء من قدراته أو مشاعره. ومع تطور الفرد ونموه تزداد درجات اكتسابنا للثقة من مجرد أبوين إلى مجتمع كامل يؤثر فينا.


وفقدان الثقة في النفس يأتي من شعورك بأنكِ اقل من الآخرين من ناحية التصميم والعزيمة ، أو الإمكانات الشخصية المتوافرة لكِ .. والحل يبدأ من عندكِ وسأحاول أن أضع يدكِ على بعض النقاط المهمة لاكتساب تلك الصفة والتي أسأل الله أن تعينك على هذا :

أولا : بداية أذكرك بالاستعانة بالله – عز وجل – ( القوي ) ، لكي يعينك على تلك الأمور ، وأذكرك بقوله – صلى الله عليه وسلم – ( استعن بالله ولا تعجز ).


ثانيا : لاحظت في كلامك انكِ تتكلمين عن مشاكل سوف تواجهينها العام المقبل ، وأنكِ أيضا قد بنيتي استنتاجاتك على كلام الآخرين – وهو بالطبع ليس بالإيجاب – .. وهذا خطأ ، فالعام القادم سنفكر في مشاكله عندما يأتي ، وكلام الآخرين لن نلتفت إليه ، وامضي في طريقك طالما انك قد درستِ الأمر بعناية ، وكفى أنكِ متفوقة في دراستك كل عام وتحصلين على الجوائز ليبرهن لكِ على قوة أدائك وحسن اختيارك لقراراتك ، فكوني هادئة وأمضي في طريقك ولا تبالي بما يقال حولك.


ثالثاً : الحياة ما هي إلا كحصان نركبه ؛ فيجري ويصول ويجول بنا ، وقد يتعرض ذلك الحصان لكبوة أو قد يدركه الإرهاق والنصب . وبين نجاح وفشل تتطور خبراتنا وتنمو أفاقنا ، وكم من عثرة جاءت من بعدها قفزة ، فلا يوجد شيء اسمه فشل ، بل هي تجربة غير ناجحة ، نستفيد من أخطأنا لنبني نجاحتنا ، وليكن شعارك ( بشروا ولا تنفروا ).


رابعًا : التغيير يبدأ بحجرة لا بجدار ، فحاولي أن تضعي لنفسكِ أهداف صغيرة محددة وواضحة ، ولا تضعي لنفسكِ مستويات أعلى من قدراتك ؛ فتصابي بالإحباط عندما لا تنجحين في تحقيقها ، ثم تبدئين في تدريج تلك الأهداف حتى تصلي لتحقيق آمالك وطموحاتك في الحياة كلها ، واصبري على تحقيق تلك النجاحات ، فالصبر مفتاح الفرج.


خامسًا : استعدي للمواجهة مع لصوص النجاح وأعدائه ، ولا تلتفتي لكثرة الأصوات وعلوها ،ولكن التفتي للأصوات الهادئة التي يكون هدفها النصح والنقد البناء .


سادسًا : بالنسبة لموضوع التربية لعملي ، ففي كليات التربية كانوا يدرسوننا مادة التربية العملي ، وبها فصول تتحدث عن ( فقه المواجهة الفصلية ، والتعامل مع التلاميذ ) ، وإن لم تكن موجودة في مناهجكم ، فحاولي الاطلاع عليها سواء بدورات تنمية التواصل مع الآخرين أو من خلال الكتب التي تتحدث عن ذلك الأمر.


وفي النهاية اعلمي أختي الكريمة أن الثقة في النفس عامل مهم في نجاحكِ في حياتكِ الشخصية والعملية ، واعلمي أن اكتسبها سهل ؛ فهي من نفسكِ وإلى نفسكِ ، ولكنها تحتاج إلى أمرين لا ثالث لهما وهما : العزيمة ، والمتابعة. 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم