الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

ثمن الثّقافة.



http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQL1Qy6AhciosZ_m6LjR53mx1kGU6coFXg786_c0JpeSa9f21Py2w
د. خالد بن سعود الحليبي.

هل للثقافة ثمن؟

هل تستحقّ منا الثقافة أن نبذل لعينيها شيئاً من المال؟

ما القدر الذي تحمله الثقافة في نفوسنا، حين تكون في مقابل المال؟

 مجموعة من الأسئلة .. هذه بعضها، تتأهب في كل مرة أتأمل فيها علاقتنا الشخصية بالثقافة،

سواء على المستوى الشخصي، أم على المستوى الأسري أم على مستوى المؤسسات.

والذي صنع هذه الأسئلة أسئلة أخرى أفصحت عنها ممارساتنا اليومية:

لماذا نتردّد في شراء كتاب إذا كان العائق هو الثمن الذي نستطيعه؟

لماذا نحجم ـ أحياناً ـ عن المشاركة في دورة تعليمية أو تدريبية إذا كانت برسوم مالية؟

لماذا نحسّ بالأريحية حين ننفق الأموال بسخاء في مدن الألعاب، ورحلات النزهة، وحفلات السمر، وعلى طاولات المطاعم .. ولكننا نحس بقيمة المال حين يكون المقابل هو العلم والأدب والتربية والثقافة؟

لماذا تبذل بعض المؤسسات أموالاً طائلة في تحريك دفة العمل في اتجاه تحقيق أهدافها الاجتماعية

أو الصناعية أو .. ولكنها تتراجع عن بذل جزء من النفقات على القيام ببرامج تدريب لمنسوبيها ..

وإن كانت الفائدة في النهاية تعود إليها؟

إن مئة ريال ربما كانت عائقاً نفسياً عن المشاركة في إحدى البرامج التعليمية، ولكنها تخرج من برجها العاجي

على جناحي الشوق والرغبة حين تكون ثمناً للعبة اشتهاها أحد أطفالنا!


ولدينا الاستعداد أن نتحمل أخطاء الموظفين، ونقص قدراتهم، ونتصبّر على المدة الزمنية الطويلة في سبيل تطوير أدائهم بجهودهم الشخصية،

ولكننا نحسّ بالخسارة حين نخصّص جزءاً من ميزانية المؤسسة لتدريبهم!!

نشتري كل مستلزمات الحياة لأولادنا .. مطعومات .. مشروبات .. ملبوسات .. ولكننا نفكر كثيراً، وربما نتراجع حين نهمّ بشراء قصص أو كتب أو أشرطة تساهم معنا في تربيتهم وتعليمهم وتطوير مهاراتهم.

أعود فأقول: إن لكل شيء ثمناً .. ألا تستحق الثقافة أن نقدّم لها ثمناً؟

بصمة ..

من حقك أن تتلذّذ بأموالك .. ألم تجرّب لذائذ الثقافة؟


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم