الأثنين 09 ديسمبر 2024 / 08-جمادى الآخرة-1446

دروس تعلم طفلك الذكاء المالي



دروس تعلم طفلك الذكاء المالي
https://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcQ7JGg4CnKgMErSuhIR4db3wqfyMYybK_6IEmC7VJl0839uN-5S
فادية عمار
– أخطاء يجب على الأهل تجنبها مع الصغير:
يؤكد خبراء التربية أنّ الإنسان يبدأ بالتعرف على المال، وطريقة التعامل معه منذ الطفولة. كما أن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر كبير على حياته المستقبلية، وطريقة تعامله مع المال، لافتين إلى وجوب توجيه الأطفال في سن مبكرة (ما بين 8 و10 سنوات) إلى الطريقة الأفضل للتعامل مع المال، كي يتمكن الطفل في ما بعد من اتخاذ قرارات سليمة يستطيع من خلالها تحديد الميزانية والإنفاق والتوفير.

ويعتبر مصروف الطفل اليومي أو الأسبوعي خير وسيلة وأفضل طريقة للبدء بتعليمه إدارة المال وإنفاقه، حيث يمكن للأهل من خلاله إرشاد طفلهم إلى الطريقة المثلى للإنفاق والتوفير، مع إفساح المجال أمامه للاستقلال برأيه، وتحديد مسؤولياته، وجميع قراراته وطلباته الشخصية.

تشدد إيركا ساندبرج، الخبيرة الوطنية في التمويل الشخصي، ومؤلفة كتاب (توقعات المال، الخطة المالية الأساسية للأسر الجديدة والمتنامية) على مسؤولية الأهل عن تعريف أبنائهم على المسؤوليات المالية، وتقول: “يعتقد معظم الأطفال أنّ العملات المعدنية مجرد لعبة يلهون بها، وأنّ المال يشكل العصا السحرية التي تجلب كل ما يرغبون فيه، ولكن الأمر الواقع يتطلب من الأهل بذل كافة الجهود لتعريف أبنائهم على كافة الحقائق المتعلقة بالتوفير والمصروف، لمساعدتهم على وضع معالم المال في كافة الظروف والمواقف”، مضيفة: “وإذا استطعت أن تغرسي في نفس طفلك هذه المبادئ التوجيهية العامة في الصغر، فإنّك بذلك تكونين في بداية الطريق الصحيح، وتأكدي بأن كافة النقاط المهمة لن تغيب عن ذهن طفلك عند الكبير”.
وتتساءل جبن بيرل، المؤلف المساعد لكتاب (الأطفال.. الثروة والعواقب): “هل تريدين أن يمتلك طفلك الدهاء والذكاء المناسبة لإدارة المال، فعليك أن تشرحي له من أين تأتي الأموال. الأمر متروك لك لتعليم طفلك العادات المالية الذكية. وإذا كنت لا تعرفين من أين وكيف تبدئين، فستجدين في السطور التالية نصائح تساعد ابنك على تعلم كيفية حفظ الأموال وإدارتها”.

– الدرس الأوّل: الأموال لا تنمو على الأشجار:

عندما يشاهد الأطفال أهاليهم، وهم يسحبون النقود من ماكينات الصرف الآلي، يعتقدون أن هذه الأموال لا نهاية لها، لذلك عليك أن تشرحي لهم أنكِ ووالدهم تعملان طوال الوقت وبجهد كبير لتتمكنا بالتالي من سحب النقود، وأنّ البنك هو المكان الآمن للاحتفاظ براتبيكما الشهريين لاستخدامهما في ما بعد في الإنفاق على المنزل وتلبية متطلبات الحياة اليومية.

– الدرس الثاني: العمل وفقاً للميزانية:

وتؤكد بيرل أن أفضل طريقة لتعليم الأطفال كيفية استخدام النقود تتمثل في إعطائهم بعض الأموال، فإذا قاموا بإنفاقها على الحلويات ولم يتبق منها شيء لشراء لعبتهم المفضلة فهذا أمر جيِّد، لأنهم بذلك يتعلمون، وبشكل مباشر، نتيجة الإفراط في الإنفاق.

– الدرس الثالث: الأشياء الجيِّدة تأتي لأولئك الذين ينتظرون:

وتضيف بيرل: “إنّ تعليم الأطفال تأجيل شراء الأشياء غير الضرورية، يساعدهم مستقبلاً على تجنب الوقوع في مستنقع بطاقات الائتمان التي تغرس مبدأ (اشتر الآن وادفع لاحقاً). لذلك عليك العمل قدر الإمكان على غرس فكرة أنّ الانتظار يؤتي ثماره لاحقاً، فصنع البيتزا من المكونات الموجودة في المنزل، أفضل من شراء البيتزا المجمدة. كما أن انتظار خروج الحلويات من الفرن يجعلها أطيب وأشهى”.

– الدرس الرابع: التخطيط للشراء:

يمكنك أن تكوني النموذج المثالي لطفلك، لمساعدته على الحدّ من عمليات الشراء التي يقوم بها، فقبل ذهابك إلى التسوق، يمكنك تحديد ميزانية للإنفاق، وإخبار طفلك بأن هذا المبلغ هو الجزء المسموح بإنفاقه من المدخرات لهذا الأسبوع، واختيار بعض المنتجات التي تريدينها من صفحات العروض، لتعليم طفلك درساً مهماً في التخيط المتوازن قبل الشراء.

– الدرس الخامس: الادخار شيء جيِّد:

إذا رغب طفلك في شراء لعبة، وليس لديه المبلغ الكافي، فاطلبي منه أن يقوم بالتوفير، من أجل شرائها، وعندما يجمع المبلغ كاملاً اصطحبيه لشراء اللعبة، واطلبي منه دفع النقود بنفسه، وهكذا لن ينسى أبداً تلك المشاعر الرائعة، وجهوده في التوفير التي ساعدته على تحقيق أهدافه.

– الدرس السادس: دفتر الميزانية:

وتلفت بيرل إلى أن معرفة الطفل للطريقة التي أنفق بها أمواله، تعتبر خطوة مهمة في تعليمه مبادئ إدارة الأموال. لذلك قومي بشراء دفتر متميز، أو اطلبي منه إنشاء صفحة خاصة على الحاسوب لتسجيل كافة المصاريف التي يدفعها، وقومي بإهدائه محفظة صغيرة يمكنه الاحتفاظ بكافة الفواتير في داخلها.

– الدرس السابع: قائمة الأمنيات:

من الصعب على الأطفال تحديد أولياتهم ورغباتهم، لذلك يمكنك الجلوس مع طفلك، ومساعدته على كتابة قائمة بالأشياء التي يرغب في الحصول عليها من خلال مصروفه الخاص. اعملي معه على ترتيب كافة الرغبات حسب الأولية وأهمية كل رغبة على حدة.

– الدرس الثامن: الاستفادة من الادخار:

تقوم معظم البنوك والمؤسسات المالية بتقديم برامج خاصة لادخار الأطفال. يمكنك الجلوس مع طفلك، والاستعانة بالإنترنت للبحث عن أفضل العروض، ثمّ اشرحي له، باستخدام الآلة الحاسبة، كيف يستطيع زيادة رصيده عبر التوفير في أحد هذه البرامج.

– الدرس التاسع: الاعلانات الترويجية:

تؤكد بيرل أن بعض الشك مفيد من أجل تفكير مادي إيجابي، لذلك احرصي على إخبار طفلك بأنّ الإعلانات التلفزيونية تشكل في معظم الأحيان حيلاً لزيادة مبيعات الشركات، وبأنّه يتوجب عليه التفكير في الرسالة الكامنة خلف الإعلان، مع ضرورة تذكيره بأن شخصيته، وليست الملابس أو الألعاب التي يتم الإعلان عنها، ستجعله مقبولاً لدى الآخرين.

– الدرس العاشر: المشاركة:

ساعدي طفلك على التبرع بجزء من مصروفه لأعمال الخير، وذلك كي يتعلم أنّه يستطيع استخدام النقود لمساعدة الآخرين، وليس لمجرد شراء الأغراض. ذكريه بأنّ التبرع، ولو بمبلغ صغير، يمكن أن يشكل نقطة مهمة في حياة الناس من حوله.

–  6 أخطاء يرتكبها الأهل عند تعليم أطفالهم كيفية استخدام النقود:

* الكذب عندما يسأل الطفل عن النقود:

يعمد بعض الأهالي إلى الكذب وادعائهم عدم امتلاك النقود للتخلص من إلحاح أطفالهم على شراء الألعاب، ويقول أنطون سيمونوفيك، مؤلف كتاب (الجرّات الثلاث)، “إنّ الكذب على الطفل غير مفيد على المدى البعيد، لذلك يمكنك إخباره ببساطة أنك تمتلكين النقود، ولكنك لن تشتري اللعبة لأنّها لا تستحق الثمن الموجود عليها”، مضيفاً: “عندما تذكرين لطفلك أسباباً مقنعة، فأنت تساعدينه على التفكير في قيمة الأشياء، ووضع أوليات لإنفاق نقوده بشكل صحيح”.

* عدم التحدث في الأمور المالية أمام الطفل:

يؤكِّد سيمونوفيك أن التزام الصمت حيال الأمور المالية داخل الأسرة يؤدي إلى نتائج سلبية على المدى البعيد، ويُسهم في تعويد الأطفال التبذير المتواصل، لذلك إنّ الحوار الإيجابي المبكر مع الأطفال حول الأمور المالية، وطريقة الإنفاق والتوفير، يؤهلهم للتعامل بحكمة مع أموالهم الخاصة، لاستخدامها في تحقيق أحلامهم المستقبلية.

* عدم القناعة بما هو موجود:

من أهم الدروس الأساسية في إدارة الأموال بشكل جيِّد علمنا أنّ الدخل محدود، وعلينا العيش ضمن حدود إمكانياتنا. لذلك ينبغي إعلام الأطفال أن ميزانية الإنفاق محددة، وضرورة توعيتهم بالعواقب المترتبة على الإسراف، وخصوصاً مع زيادة المصاريف اليومية.

* إغفال متابعة إنفاق الأطفال:

ليس من السهل أن نكون آباءً، فنحن نتطلع دائماً إلى تقديم الأفضل لأطفالنا، لذلك إن معرفة أخطائهم عند التعامل في الأمور المادية ومتابعتها، تسهّل علينا مهمة تعريفهم بالعواقب، خصوصاً وأنّ الأخطاء في مرحلة الصغر تتمثل في مبالغ صغيرة، علاوة على أن نتائجها غير خطيرة.

* إرجاء تحقيق الأحلام:

يجد الأطفال صعوبة في تأجيل شراء الأشياء التي يريدونها، لذلك عليك تلبية طلباتهم، وخصوصاً إذا كانت مرتبطة بهواية معينة، حيث تؤكدالدراسات أنّ الأطفال الذين يشترون الغيتار الكهربائي مثلاً أو غيره من الأدوات التعليمية يحوزون مستوى عالياً من النضج، من شأنه أن يزيد من إبداعهم في المستقبل.
قومي بتشجيع أطفالك على التفكير بشكل خلاّق حول كيفية الوصول إلى أهدافهم بشكل أسرع، واحتفلي معهم بتحقيق أحلامهم.

* الخلافات الزوجية:

تنشأ الخلافات الزوجية عادة نتيجة قيام أحد الطرفين بمنح الطفل كافة رغباته للتعويض عن غيابه المتواصل، في حين يعاني الآخر لضبط الطفل وطلباته المتواصلة، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يلجأ الطفل إلى استغلال الخلاف لمصلحته،
لذلك يتوجب عليك الانفاق مع زوجك على خطة واحدة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بتحديد مصروف الطفل.
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم