الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 / 12-ربيع الثاني-1446

ظلم الزوجات .



                                                   ظلم الزوجات .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTl8wWUcKkhubqW9HO0NCL3iiaoNloXFxnjJJY6lBbeh3o1JOiM                                                                              د . خالد الجابر .

أسأل الله _ تعالى _ الذي قلب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء ، أن يحبب الزوجات إلى أزواجهن والأزواج إلى زوجاتهم ، ويحننهم عليهن ويحننهن عليهم ، آمين .
ليس أقسى على المرء من أن يرى أسرة مسلمة تشكلت وتكونت ، ثم إذا هي بين عينيه يراها يأكل بعضها بعضاً ! ويضرب بعضها بعضاً . إنها نواة الحالقة التي خاف منها علينا رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ .

والتآكل من الداخل في الأسر له صور كثيرة وأنماط مختلفة ، غير أن الحديث هذه المرة عن نوع واحد منه ، وهو قسوة الزوج على زوجته ، وظلمه لها وضربه إياها، وهذا فوق أنه ليس من شيم أهل المروءة والشرف إلا أنه أيضاً ليس من الإسلام في شيء .

يالله! هذا النبي الكريم يقرر للأمة كلها أن أفضل أفراد الأمة هم الذين يحسنون التعامل مع زوجاتهم ، قال الحبيب الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ : ” خيركم خيركم لأهله ” ، ثم يقول : ” وأنا خيركم لأهله ” ، وقال في الذين يضربون زوجاتهم : ” ليس أولئك بخياركم ” .

ومع ذلك فإن مشكلة ضرب الأزواج لزوجاتهم شائعة جداً في العالم كله ، حتى البلاد التي يسمونها بلاد الحرية ، بل إنها عندهم أخطر مما عندنا بسبب كثرة تعاطيهم الخمر .

أنماط قسوة الأزواج :

قسوة الأزواج لها أنماط وصور كثيرة ، وليست هي مقتصرة فقط على الضرب الجسدي ، وهذه بعض صور قسوة الأزواج أخذت غالبها من أفواه الزوجات أنفسهن ، ويتضح منها بجلاء أن الضرب هو نوع واحد فقط لا غير من أنواع القسوة ..

1 ) يضربها .

2 ) لا يحترمها ، يكسر كلامها ويسفه رأيها ، ويهينها عند أولادها وأهله ، ويشتمها ويسبها.

3 ) عصبي ، غضوب لأدنى سبب ، سريع الغضب .

4 ) شديد مرعب ، يعتمد النظام العسكري .

5 ) مقطب وعبس .

6 ) شرس ، عنيف ، فظ ، غليظ .

7 ) لا يلاعب أولاده ، عنيف معهم .

8 ) شكاك ، لا يثق .

9 ) يستهزئ بأهلها ، يمنعها من زيارة أهلها.

10 ) نقاد لكل شيء لا يقبل الأعذار ، ألفاظه جارحة .

11 ) يهدد بالطلاق في كل مناسبة .

12 ) ممتاز مع الآخرين ، سيئ معها .

13 ) لا يتنازل عن حقه .

14 ) دائم الحديث عن رغبته في الزواج .

15 ) لا يسعى لإرضائها عند غضبها .

16 ) لا يستقر في البيت ، كثير السهر ، مشغول ، يسافر كثيراً .

17 ) لا يصلي ، يشرب .

18 ) له علاقات محرمة .

19 ) عواطفه باردة تجاهها ، لا يبادلها كلمات الحب .

20 ) عيونه زائغة .

21 ) لا يراعي حاجتها الغريزية .

22 ) لا يباشر مسؤولياته في البيت ، ولا يشارك في أي عمل من أعمال المنزل ، ولا في تربية الأولاد ، ولا في شراء الحاجيات .

23 ) بخيل .

24 ) لا يدافع عنها عند أهله .

لكن .. لماذا يتعامل بعض الأزواج بقسوة مع زوجاتهم ؟ وهل من حل ؟

هذا هو السؤال الجوهري ، وله أسباب كثيرة ، ليس المجال لاستقصائها ، وكتبت فيها دراسات كثيرة ، لكن سأتناول هنا أهمها مع الإشارة إلى بعض الحلول الممكنة لكل سبب ، وأنت أيتها القارئة الكريمة _ إن شاء الله _ تتأملين في هذه الأسباب وتنظرين منها ما يكون أقرب لحالتك ، وفقك الله وأعانك .

1) قسوة الزوج بطبيعة شخصيته ..

وهذا السبب ليس قليل الانتشار ، خاصة في البيئات التي يقل فيه العلم ، وتقل فيها مخافة الله ، وهؤلاء ربما لم يسمعوا قول النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله ” ، وقوله : ” استوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن عوان ( أي : أسيرات ) عندكم ” ، يعني بسبب ضعفهن وعاطفتهن فهن كالأسيرات ، وهذا واقع ، فالمرأة مهما تجبرت فهي في النهاية محتاجة إلى بيت الزوجية ، والعامة يقولون : ” نار زوجي ولا جنة أبوي !! ” ، وهذا المثل ليس على إطلاقه .

والحل مع مثل هذا الزوج أن تسعى الزوجة بحكمتها وبدون توجيه اتهامات إلى محاولة إيصال هذا المفهوم لزوجها ، بكل ما يمكنها من وسيلة ، ومن أهمها الذهاب إلى من بيده مفاتيح أخلاق الناس وقلوبهم وهو الله _ تعالى _ ، بالدعاء واللجوء والتضرع والإلحاح عليه ، شهراً بعد شهر وسنة بعد سنة ، ومن صبر ظفر ، والعجلة والتسرع تعقبها الندامة .

ومن الطرق إهدائه الأشرطة والكتب العامة التي تتكلم عن الحياة الزوجية .

ومنها : جلسات المصارحة والمكاشفة ، والملاحظ أن كثيراً من الأزواج يخبرني أن جلسات المصارحة هذه تزيد الأمور تعقيداً بسبب ما يكون فيها من الصراخ وتبادل الاتهامات ، وهذا سببه أننا للأسف الشديد في كثير من الأحيان لا نعرف كيف نحاور ، فنحن ندخل للحوار عادة متشنجين منفعلين ؛ لأنه يكون عقب حدث معين ، وهذا لا ينفع فلابد للحوار أن يكون مجدولاً في موعد يتفق عليه ، في جلسة هادئة في مكان هادئ والله يعينهما ؛ لأنه قال : ” إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما “

ومنها : أن الزوجة كلما زاد زوجها قسوة تزيد معه ليناً ورفقاً ورقة وتودداً ، فإن كان فيه خير فستعلمه الأيام أن يقابل إحسانها بإحسان ، لكن إذا كانت الزوجة تعامل زوجها القاسي الغليظ بمثل صنيعه وأخلاقه ، فالنار لا تزيدها النار إلا اضراماً ، وللأسف فالانتقام للنفس أحياناً يعمي ويصم .

2 ) قسوة الزوج بسبب مرض نفسي أو ضغوط نفسية ..

وهذا كثير جداً وتغفل عنه النساء ، لكني رأيته كثيراً في العيادة ، ولهذا كلما اشتكت لي زوجة من زوجها طلبت حضوره لأتحقق من ذلك بنفسي .
وعلى الزوجة أن تلاحظ زوجها فربما كان يمر بظروف صعبة أو تحت ضغوط نفسية أو ما هو أدهى قد يكون متورطاً في مخدرات وشراب .

3 ) سوء تعامل الزوجة ورداءة أخلاقها ..

وربما تنكر الزوجة هذا وتقول : ” عجزت عنه ! ” ، والواقع أن بعض قسوة الأزواج سببه سوء خلق الزوجة ، فلتنظر المرأة في حال نفسها ، ولتكن مع زوجها لطيفة رقيقة ودودة ..
فمثلاً قد يكون سوء تعامل الزوجة مع أهل زوجها أو نفرتها منهم سبباً في قسوته وغلظته ، ومن ذلك إلحاحها المستمر للخروج في بيت مستقل ، فهو وإن كان أمراً تحبه المرأة لكن لكل زوج ظروفه الخاصة … وهكذا .

4 ) ضعف آليات الحوار والنقاش بين الزوجين ..

ولو قال قائل : إن نصف مشاكل البيوت من ضعف آليات الحوار بين الزوجين لكان صادقاً .
يا جماعة نحن لا نعرف كيف نتحاور في الظروف العادية ، فكيف في حالات الخلاف !! اسألي يا أختي عن دورات في فن الحوار وبالذات الحوار العائلي ، وستكتشفين _ بإذن الله _ إن وفقت في دورة جيدة وقمت بتطبيق مهاراتها كيف ستتغير حياتك _ بعون الله _ .

5 ) تدخل أطراف خارجية .

وهذا أيضاً ليس قليلاً في مجتمعاتنا العربية ، وإني والله لأعجب من أم أحد الزوجين أو أبيه كيف يكون سبباً في تدمير بيت بنته وولده ! إنها فعلاً كارثة ! لكن ماذا نصنع ليست أخلاق الناس على سنن مشط واحد ، ولله في خلقه شؤون .
وفي هذه الحالة فالحكمة واللطف والرفق حل وأي حل .

6 ) قلة الصبر .

وربما تعجبين يا أختي من كلامي هذا ، لكن الواقع غير المثالية . فالصبر واحتساب الأجر في الآخرة وانتظار الفرج قد يكون هو غاية ما تقدر المرأة على صنعه ، وكثير من النساء تقول : أنا لا أطيقه ولا أريده ، لكن لو طلقني فأين أذهب ؟
وأنا أقول هذا هو عين العقل أحياناً ، إذا لم يكن بد من البقاء معه .

7 ) برود العاطفة .

وهذا أسبابه كثيرة .

8 ) آخر الدواء الكي ..

فإذا لم ينفع شيء مما مضى ، ولم تتعجل المرأة وحاولت سنوات ، وليس مجرد شهرين أو ثلاثة ، ولم يقض الله _ تعالى _ لحكمته أن يستجيب لدعائها وإلحاحها وتضرعها ، فإن هذا إيذان من الله _ تعالى _ بأن الحل هو ” التسريح ” ، ويرزق الله كل واحد منهما من واسع فضله .

ماذا تفعل الزوجة ؟

المشاكل قد تقع من الزوج وقد تقع من الزوجة .
ماذا تفعل الزوجة إذا كانت المشكلة من الزوج ؟
1 ) لابد من مصارحة الزوج ، لابد ! لابد !
2 ) لابد من إبداء التعاطف مع مشكلة الزوج .
3 ) لابد من إشعار الزوج بمعاناتها .
4 ) لابد من إشعار الزوج رغبتها في استمرار الحياة الزوجية ، لكن لابد من التغيير .
5 ) لابد من إشعار الزوج أنها مستعدة للتعاون لحل المشكلة ، ولكن لابد من تعاونه معها.
6 ) لابد من الاستمرار على ذلك .

المصدر : موقع المسلم .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم