الجمعة 08 نوفمبر 2024 / 06-جمادى الأولى-1446

فلذات أكبادنا.



أ. أنس أحمد المهواتي .  

 مع اقتراب بزوغ الفجر.. ومع هبوب نسيم الصباح الندي العبق بشذى الزهور الزكية.. مع تغريد البلابل و الطيور و البلابل الشجية وتسبيح البحر بحمد ربه .في هذا الجو الشاعري المفعم بالروح و الإيحاء كنت على الشاطئ أشهد ولادة يوم جديد على سكان هذه البقعة من الأرض الطيبةشاهدت شخصا يهرول باتجاهي على طول الكورنيش و لما تبينت ملامحه عرفت أنه صديقي .. بادرته بالسلام فرد علي و يداه على جانبي رأسه..

 – كم أكره الضوضاء !!
  –
و ما هي المناسبة ؟ عن أية ضوضاء تتحدث ؟!
مشكلتي الصغار.. أكره إزعاجهم أكره بكاءهم .. لقد تركت البيت كما ترى هربا من الأصوات .. هذا وقت استيقاظهم .. 

 


قلت متعجبا : حياة بلا أصوات موت رهيب ..ألا ترى هذا الكون الجميل البديع ..إنه يعج بالأصوات المحببة ..لذا يمنحنا السعادة ، فلولا تغريد الطيور و حفيف الغصون و ثرثرة الموج لما طابت الحياة .. كذلك الأطفال … هم فلذات الأكباد و نور الأبصار .. لهم تغريدهم و شقشقتهم أيضا حين يمرحون … قد يطلبون حقوقهم بالبكاء فترق لهم قلوبنا .. فنترضاهم ..قد يعبرون عن امتنانهم بضحكات تثري الوجود .. كل شيء يفرحهم .. أين أنت من قدوتنا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم :


رسول يحمل الأطفال لطفا


ويجعل عاتقه لهم حصانا

و يختصر القراءة حين يبكي


صبي.. والموفق من ألانا

نعم …. الموفق من ألانا ….

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم