مع اقتراب بزوغ الفجر.. ومع هبوب نسيم الصباح الندي العبق بشذى الزهور الزكية.. مع تغريد البلابل و الطيور و البلابل الشجية وتسبيح البحر بحمد ربه .في هذا الجو الشاعري المفعم بالروح و الإيحاء كنت على الشاطئ أشهد ولادة يوم جديد على سكان هذه البقعة من الأرض الطيبة …شاهدت شخصا يهرول باتجاهي على طول الكورنيش و لما تبينت ملامحه عرفت أنه صديقي .. بادرته بالسلام فرد علي و يداه على جانبي رأسه..
– كم أكره الضوضاء !!
– و ما هي المناسبة ؟ عن أية ضوضاء تتحدث ؟!
– مشكلتي الصغار.. أكره إزعاجهم أكره بكاءهم .. لقد تركت البيت كما ترى هربا من الأصوات .. هذا وقت استيقاظهم ..
قلت متعجبا : حياة بلا أصوات موت رهيب ..ألا ترى هذا الكون الجميل البديع ..إنه يعج بالأصوات المحببة ..لذا يمنحنا السعادة ، فلولا تغريد الطيور و حفيف الغصون و ثرثرة الموج لما طابت الحياة .. كذلك الأطفال … هم فلذات الأكباد و نور الأبصار .. لهم تغريدهم و شقشقتهم أيضا حين يمرحون … قد يطلبون حقوقهم بالبكاء فترق لهم قلوبنا .. فنترضاهم ..قد يعبرون عن امتنانهم بضحكات تثري الوجود .. كل شيء يفرحهم .. أين أنت من قدوتنا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم :
رسول يحمل الأطفال لطفا
ويجعل عاتقه لهم حصانا
و يختصر القراءة حين يبكي
صبي.. والموفق من ألانا
نعم …. الموفق من ألانا ….