الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 / 12-ربيع الثاني-1446

قبل أن تذهب إلى الطبيب ..!



قبل أن تذهب إلى الطبيب ..! 

موقع المستشار – منى ثابت .


اقتضت الحكمة الإلهية أن يبتلي كل الناس ـ حتى الأنبياء ـ بالمرض كما يبتلون في سائر نعم الله الدنيوية من مال وأولاد وغيرهما لقوله تعالى ” لتبلون في أموالكم وأنفسكم ” سورة آل عمران.

وأياً كان سبب المرض موروثاً أو مكتسباً، وأياً كان نوعه نفسياً أو جسدياً وأياً كانت الحكمة من ورائه سواء لاختبار صبر أو تكفير ذنب أو رفع درجة أو تحذير من معصية أو غير ذلك فإن غاية وأمل كل مريض أن يهتدي إلى الوسيلة التي تحقق له الشفاء التام والعاجل.

والسؤال هو : كيف يكون التجاء المريض وتقربه إلى الله تعالى من أجل كشف الضر عنه والشفاء؟

فضيلة الشيخ رزق الشناوي يجيب على هذا السؤال فيقول:

علينا أن نؤمن إيماناً تاماً أن الطبيب يعالج والله هو الشافي، قال تعالى ” وإذا مرضت فهو يشفين “، وقديماً قالوا إن شفاء المريض من حظ الطبيب.

ونوقن أن أي مصيبة من مرض أو خلافه إنما وقعت بإذن الله ووفق مشيئته، قال تعالى ” ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه “، كما أنها كانت في علمه الأزلي القديم في اللوح المحفوظ بذات القدر والكيفية والتوقيت ” ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها “.

ويتابع الشيخ الشناوي : نحمد الله على أن المصيبة لم تكن أكبر من ذلك ونحمده أنه يؤجرنا إن صبرنا عليها، قال تعالى ” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون “، وأن الله سبحانه سيكفر بها من سيئاتنا .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ” ما يصيب المسلم من نصب ـ أي تعب ـ أو وصب ـ أي مرض ـ ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه “، فالمؤمن في السراء شاكر وفي الضراء صابر.

وقد تكون الحكمة من الابتلاء بالمرض، التنبيه والتحذير من معصية أو تقصير في العبادات أو في أي حق من حقوق الله أو حقوق العباد، ولذلك على كل مريض أن يحاسب نفسه ويسرع في التوبة وتدراك أي تقصير ورد المظالم إلى أهلها ومن ثم نجاح مسيرة الشفاء.

ويضيف أن من الخطوات التي ينبغي على المريض أن يتبعها قبل الذهاب إلى الطبيب:

ـ صلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة وهي طلب الشفاء والإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار والصدقة.

ـ قراءة القرآن الكريم أو الاستماع إليه مع تدبر معانيه، قال تعالى ” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين “.

ـ ترديد ” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء “، خصوصاً بين الأذان والإقامة، وفي السجود وعقب الصلوات، وكذلك ” رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين “.

ـ الرقية للنفس والرقية من الصالحين، والدعاء للغير بظهر الغيب، ففي الحديث الشريف ” ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثله “.

ـ مداومة الاستغفار، ففي الحديث الشريف ” من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب “.

ـ تناول عسل النحل، مهما كان نوع المرض وذلك اتباعاً للهدي القرآني ” فيه شفاء للناس “.

بعد كل ما تقدم وأخذاً بالأسباب نلجأ إلى الوسائل الطبية الحديثة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا الهرم “، مع استخارة الله عند اختيار الطبيب وأسلوب العلاج.

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم