أستاذي الكريم ..
أناحأتكلم معاك بكل مصداقيه ورح أقلك على مشكلتي لكن أرجوك ساعدني لأني أحتاج أحد ينقذني ..
أناحأقلك مشكلتي مع الاخرين ومشكلتي مع نفسي ..أنا أتزوجت من سنتين وعندي بنت وكل حياتي نكد في نكد
شخصيتي قويه وأكره الرجل الضعيف ..
المهم أهل زوجي متسلطين ويبغوا يمشوني على كيفهم وإذا ماسمعت كلامهم سرت من المغضوب عليهم وأنا بطبيعتي أكره التسلط والدي الله يحفظه شويه متسلط فكنت مره أتعب معاه طلعه هدول أخس من أبويه بمراحل يدخلو في كلامي في لبسي..وسببولي كتير مشاكل دحين سرت ماأطيقهم ولاأطيق زوجي وسرت أتفنن في التنكيد عليه وخاصه إذا كان موضوع يخص أهله وهوه دايما يسمع كلامهم هوه طيب وحنون ومررره بار بأمه وأبوه ومره بيضغطوا عليه بكل الطرق وبيحطموه بإستمرار عشان ينفذ إلي يبغوه ولو مانفذ يسير غضيب وأنا أكره ضعفه وإستسلامه أنامررررره أخدت موقف ..
وتانيا ..
العلاقه الجنسيه مع زوجي مررره خاطئه أساسها الخيال ويوصفلي في مفاتن الحريم وكان بدايتها يقولي قصص وكده ودحين سار هوه يقولي أنا وإنتي ونجلس نتخيل أطراف خارجيه معانا ومن هذا القبيل سار عندنا نوع من الإدمان بالإضافه لذلك أول زواجنا دخلني على شات وجبلي صور وكان يخليني أرد على الرجال عشان يسمعوا صوتي وبعدها بفتره أنا أتعرفت على واحد من الشات وطلع ذئب وضحك عليه بكلمتين وخرجت مره وقابلته لكن ماجلست معاه أبدا يعني دخل سياره التكسي وركب قدام وكان يبغاني أنزل شقته طردته من التكسي ورجعت البيت يعني مالمس شعره مني
المهم لمن رجعت كنت مصدومه مرره وقلت لزوجي على كل شيء المهم سرت في نظره أكبر خاينه وسار يضربني أحيانا ويعصب بسرعه عليه وسارت حياتنا نكد ولكنه مررره يحبني ودايمايحاول يكسبني المهم مرره زودها معايه وهددني بالطلاق مرتين يعني قلي انتي طالق بنيت التهديد المهم روحت عند أهلي وقلتلهم ماأبغى وجلست عند أهلي فتره شهر وهوه طبعا حاول يراضيني وأهله وأهلي أدخله المهم أخويه مستشار في العلاقات الزوجيه هوه خرجهم بره الموضوع وسار هوه إلي دايما يتابعناوهوه إلي صلح بيننا وقلنا انتوا عندكم ثلاثه مشاكل أولا ..التبرير تانيا..الإنفعال الطاغي ثالثا..إدمان فن الخساره وأنا أحس نفسي مني واثقه في نفسي أبدا ومحطمه جدا وبدل مابأحل مشاكلي بأخبص أكتر وحاسه إني في دوامه وكمان زوجي أحس إنه مررررررررره آخد موقف مني وكم مره يقولي كلام سيء
وأنا كم مره أكلم شباب وأحيانا أدخل شات إلى الآن وقبل شهر حبيت واحد من عائلتي ودحين خلاص ماب أحتك في الرجال
عشان أحس إني أحاول لفت نظرهم ليه ماأدري ليش ؟؟
وأنا أحس إني في دوامه أهلي محافظين كلهم أحس إني مررره سيئه ،أحس إني سرت إنسانه متسلطه ونكديه ولساني طويل وخاينه يوم عن يوم أذبل وأقول ياريت إلي جرى ماكان صح وأنا ساكنه مع أهل زوجي كمان وزوجي طالب يعني أهله بيصرفو علينا وكمان أنا ليه خمس شهور ولدانه وكل إلي أبغاه ونفسي فيه وأي بنت تتمناه ماحققته إبتداء من يوم الفرح
طولت عليك أستاذي أرجو إنك تعذرني وآسفه إذا كنت بأتكلم بدون ماأرتب أفكاري ..
على العموم شكرا وإذا عندك أي سؤال أنا حاضره ..
تحياتي وتقديري
* * * * * * * * * * *
آسف قرأت الموضوع بطوله وبعرضه (ويا ليتني ما قرأته )
كنت أبحث في المستندات عن موضوع خاص بي يحمل نفس اسم المجلد (بسم الله الرحمن الرحيم )
أي أنني لم أكن أتجسس أو أخترق خصوصيتك وأنا صادق فيما أقول عندي بعض الملاحظات يا زوجتي المحترمة أقولها لك من قلب قد أحبك يوما ومن قلب مشفق عليك إذا أردت استشارة أي طرف خارجي فيجب عليك لزاما إذا أردتي الفائدة أن تكوني حيادية ومنصفة ، بمعنى أنك إذا كنت منحازة وتصوري المواقف بشكل فيه شيء من المبالغة والشطط فأنت بذلك لا تضرين إلا نفسك , ولن تستفيدي من هذه الاستشارة أبدا
اسمحي لي يا زوجتي أن ألخص ما كتبته في نقاط حتى يسهل على أيا كان أن يساعدك
وعلى الرغم من أن موضوعك مليء بالمفاجآت ومليء بالنقاط كذلك غير أنني سأحاول أن أستخرج كل النقاط
وسأنقله كما هو بدون تعديل مع التفصيل والتوضيح لبعض الجزئيات سأصور الوضع كما صورته أنتي لكن في نقاط مرتبة
أولا
زوجي طالب جامعي(السنة الأخيرة) وموظف بشركة خاصة تزيد دخله زيادة طفيفة
يـنـفـق على أسرته وبيته من مكافأته الجامعية ويساعده أبوه بمصروف شهري ثابت بالإضافة إلى دخل العمل البسيط
عمره 24 سنة كان عمره عند زواجنا 22 سنة شاب محافظ من عائلة محافظة وربما كانت متشددة
ثانيا
أنا ربة بيت توقفت عن دراستي بعد شهادة أولى ثانوي وعمري حاليا 19سنة وتزوجت وعمري 17سنة , عائلتي محافظة ومحترمة وأنا أيضا أحب أن أحافظ على ديني وتديني , شخصيتي قوية جدا وأكره الرجل الضعيف
نسكن مع أهل زوجي في بيتهم وهو عبارة عن فيلا بنظام شقق عمر زواجنا سنتين ولنا بنت صغيرة عمرها خمسة أشهر
الآن نأتي إلى المشاكل الكثيرة التي أعاني منها أشد العناء وأرجو أن يتسع صدرك لي يا حضرة المستشار
1 – أهل زوجي متسلطون :
وهذه النقطة لها محوران :
أ) تسلطهم عليّ أنا كزوجة لابنهم فوالداه يتدخلون في كل تفاصيل حياتنا , كثيرو الانتقاد والتعليق , يتصيدون في الأخطاء وفي الزلات ويريدون مني أن أكون كما يريدون أي مثلهم يتدخلون في كل شيء حتى في لباسي
وفي أدق تفاصيل حياتي أيضا يذكرونني أمام الناس بسوء , وأحيانا تتعمد أمه استفزازي وتحاول أن تشعرني أنها تملك زوجي وأن لها سلطة عليه مما يخرجني عن طوري .
ب) تسلطهم على ابنهم أي على زوجي دائما ما يسيـّـرانه ويضغطون عليه ويريدانه أن يكون كما يريدوا هم لا كما يريد هو مما يؤثر على تعامله معي في كثير من الأحيان يكون تسلطهم تسلطا بسياسة ( أي لا يكون ظاهرا )
في أول حياتنا كانوا ينتقدونني أمامه في غيبتي ويعللون ذلك بأن النصيحة من الزوج للزوجة تكون افضل , أيضا يتحدثون عن زوجي بسوء أمام الناس مثل القول (بأنه عصبي وعنيد … إلخ )
صراحة أنا كرهتهم ولم أعد أطيقهم ولم أعد أريد مقابلتهم وكرهي لهم يجعلني أنتقدهم بكثرة نظرا لأسلوبهم المقيت وذلك طبعا أمام زوجي و أمام غيره وهذا يسبب لي المشكلات الكثيرة والكبيرة أنا أعلم أنني مخطئة في هذا لكني لا أستطيع تمالك نفسي وأشعر أن قلبي حاقد عليهم كثيرا , في أول زواجنا كنت أتذمر وأتضايق من مرور زوجي اليومي عليهم لأنه يعتبره شيئا مقدسا وكانت تضايقني أيضا كثرة طلباتهم وحاجاتهم التي يلبيها لهم زوجي أما الآن فأحاول إعادة برمجة نفسي على ما يريد زوجي فلم أعد أتذمر من كل ذلك بل وأصبحت أعاملهم معاملة طيبة جدا مع الابتعاد عنهم قدر الإمكان وأريد من زوجي أن يكون ذو شخصية قوية وأن لا يرضخ لهم ولا لأحد مهما كان أود تغييره ليصبح قوي الشخصية وهو يستطيع ذلك لكنه اختار أن يكون ضعيفا أنا أكره ( ضعف شخصيته ) أمام أهله تحديدا , وأريده أن يكون رجلا مستقلا بمعنى الكلمة لا أن يستقوي على زوجته الضعيفة ويفرض عضلاته عليها فأنا بطبعي أقدس الخصوصية والاستقلالية بشكل كبير وأريد أن يكون لي بيت مستقل وأنا أطلب من زوجي ذلك وأعتقد أن من حقي السكن في بيت مستقل لا في شقة تابعة لمسكن أهله
2 – علاقتنا الجنسية علاقة خاطئة :
قبل الزواج بسنتين كنت أمارس العادة السرية بانتظام
وبعد فترة ليست بطويلة من عمر زواجنا بدأنا بممارسة الجنس وإدخال قصص خيالية جنسية فيها طرفين أو أكثر يمارسون الجنس بشتى أنواعه وأساليبه وكانت هذه الطريقة تزيد من حميمية اللقاء وأحيانا ليست بالقليلة لا يتم الإيلاج وإنما ينتهي اللقاء بالإنزال من الطرفين عن طريق اليد , وقد كنت في البداية أحيانا أكره الإيلاج لما يسببه لي من آلام تلاشت مع مرور الأيام والشهور بعد فترة تطور الخيال فأصبحنا طرفا في هذا الخيال بالإضافة إلى شخصيات مجهولة كنا نمارس أيضا جميع أصناف وألوان الجنس وأنا وزوجي نستمتع بذلك .. تفاصيل ذلك أن زوجي يحكي أو أحكي أنا ( أيا كان) عن ما يمارسه زوجي مع نساء من نسج الخيال وأكون أنا حاضرة وربما تنقل زوجي بيني وبين الشخصية الخيالية وربما كنت الوسيط ( جنسيا ) في العلاقة بينه وبين الخيال كنا أحيانا نتوقف مع تأنيب الضمير ثم لا نلبث أن نعود بعد فترة قد تطول أو تقصر بعد هذا بفترة شاهدت ( فيديو كليب ) غربي مثير وخليع وحملته على جهازي وأثناء اللقاء الحميم وفي ذروة الإثارة سألت زوجي إن كان يرغب في مشاهدته
فأجاب بنعم فقضينا هذا اللقاء بهذه الطريقة وبعد الإنزال كانت الرغبة لا تزال موجودة عندنا نحن الاثنين فسألني زوجي إن كنت أرغب بمشاهدة صور إباحية فأجبته بنعم وكنت متحمسة جدا لذلك جلسنا على الشبكة العنكبوتية وكان زوجي يحاول فتح مواقع إباحية لكنه فشل في ذلك لأن المواقع محجوبة ولم تكن لديه طريقة اختراق أو فك هذا الحجب
دام هذا الحال يومين وبعدها شكيت إلى أخي الأكبر وهو مستشار قدير في العلاقات الأسرية والزوجية
شكيت له لأنني أحسست بالذنب وبالخطأ وبأنني أغرق في وحل الرذيلة
وتدخل بيننا مرارا وحاول أن يصلح بيننا وأن يصلح الفساد الجنسي الذي عندنا لكننا لم نستفد باختيارنا في هذا الجانب ! وإن كنا قد استفدنا منه في الكثير والكثير من الجوانب الأخرى
بعد فترة من الزمن عدنا للخيال الجنسي بعد أن زال مفعول الاسبرين الخاص بأخي
لكن للأسف عدنا ثم تدرجنا إلى وضع منحط وهو أننا نتخيل أناس أعرفهم ولا يعرفهم زوجي من صديقاتي وقريباتي ثم تطور ليشمل أناس نعرفهم نحن الاثنين كان يستيقظ ضميرنا أحيانا ثم لا نلبث أن نعود
وكنا نقوم بممارسة الحب بطريقة صحيحة أحيانا ثم لا نلبث أن نعود كنا نمارس الجنس أحيانا بدون خيالات لكن كنت أطلب من زوجي أو يبدأ هوفي شتمي وإهانتي والتقليل من جمالي مقارنة بالأخريات وازدراء مفاتني
وكان هذا يثيرني كثيرا فيزيد زوجي العيار حتى اصل الى مرحلة الرعشة قيقوم هو بالإيلاج
كما أسلفت لك أنا وزوجي نحب أن نكون من المحافظين على دينهم ولسنا ممن تحرروا من دينهم ( أسبور ) , نتمنى أن نقترب من الله وننجح في ذلك أحيانا لكن الهوى والإدمان على الخطيئة قيدانا حتى أصبحنا مدمنين تقريبا الخيال مع المعارف توقف منذ فترة طويلة وعدنا إلى الخيال مع أناس لا نعرفهم ،وللأسف عدنا إلى الصور ومقاطع الفيديو الإباحية في حوالي مرتين
كنا نتوب ثم نعود إلى الخيال ومرتين تقريبا كما أسلفت عدنا إلى الصور والأفلام الإباحية معا
وفي أحيان ليست بالقليلة كنت أبحث عن هذه الصور والمقاطع من وراء زوجي إما عن طريق الشات أو غيره
في الشهر الماضي كنت أبحث عن الصور الجنسية وجاءتني مجموعة من الرسائل على الايميل كلها تحتوي على الكثير من الصور والمقاطع الجنسية الخليعة وكنت أشاهدها يوميا على مدى أسبوع تقريبا
وحصل أن رغـّبـت زوجي في مشاهدتها معي عندما كنا في قمة لقاء حميم في البداية رفض فضغطت عليه فاستجاب وشاهدناها معا وأخذنا نداعب بعضنا بالأيدي حتى وصلنا إلى مرحلة القذف وانتهت السـّـكـْـرة
غضب زوجي مني لأنه مرت فترة جدا طويلة لم نشاهد فيها أشياء إباحية
وأحسست أننا أصبحنا ضائعين تماما في هذه المسألة وأن حياتنا لن تستمر
تأنيب الضمير دفعني إلى حذف كل الصور والمقاطع الإباحية مع نية صادقة في أن لا أعود إليها أبدا
وللعلم فعملية الإيلاج أصبحت منتظمة لكن في الغالب بعد أن أقضي وطري عن طريق الخيال يقضي وطره هو عن طريق الإيلاج وغالبا أقضي وطري أنا مرة أخرى أثناء عملية الإيلاج
بقي أن تعلم أن خيالنا يتضمن جميع أنواع وأصناف الجنس بما فيها الشذوذ الجنسي باستثناء أنني وزوجي لا نحب أن يمسني رجل غيره في الخيال ,
(( أستاذي أعتقد أن هذا المحور هو أساس البلاء , فأرجوك ساعدني فأنا غريقة في هذا البحر الأسود المعتم)) والمحور التالي هو :
3 – علاقتي بشاب عن طريق الشات
وكان ذئبا بشريا في الثلاثينات ولديه باع طويل في اصياد الفرائس ممن ضعفت أنفسهم مثلي
وأنا يا أستاذي بيني وبين نفسي ألوم نفسي باستمرار وألوم زوجي أيضا لأنه من عرفني على الشات وجرأني على مكالمة الشباب بالصيغة المذكورة سلفا حتى ننال غرضنا من الصور الجنسية
نعود إلى موضوع الشاب
بدأت علاقتي به عن طريق الشات ثم تطورت إلى الماسنجر ثم إلى الهاتف
كنت أحدثه يوميا من هاتف البيت أثناء نوم زوجي في الليل لمدة لا تقل عن أربع ساعات
وبعد حوالي الأسبوعين ضحك عليّ بكلامه المعسول و طلب مني أن أقابله فخرجت لمقابلته وقلت لزوجي أنني ذاهبة إلى النادي المجاور لبيتنا , ركبت مع التاكسي وأعطيته هاتفي بعد أن اتصلت بالشاب حتى يصف للتاكسي مكان لقاءنا المنتظر
يا أستاذي أقسم لك أنه لم يمس شعرة مني , فبعد أن أوصلني التاكسي إلى المكان ركب هذا الذئب في الأمام
وحاول استدراجي إلى شقته ولكنني أبيت ورفضت بشده وطردته من سيارة التاكسي وعدت إلى زوجي الذي كان يتصل عليّ باستمرار وقد راودته الشكوك
وصلت الى البيت وكنت شاحبة راجفة أخذني زوجي وهدأ عليّ فأخبرته بكل ما حصل من البداية للنهاية
مضى على هذه الزلة أكثر من سنة ونصف غير أنني أعتقد أن زوجي لم يسامحني إلى الآن ومن بعد هذه الحادثة أصبح عصبيا وانفعاليا وحارا وتطاول عليّ بالكلام وبالضرب المبرح أكثر من مرة ( حتى وان كانت ضربة واحدة على الكتف أو على الفخذ فأنا أسمي هذا ضربا مبرحا ) ولا أرضى أن يمد إصبعه عليّ ،ويتهمني أحيانا ( أثناء انفعاله الطاغي ) في شرفي وعرضي
وطلقني بنية التهديد في مرتين ولم يقع الطلاق وهذا رأي شيخ ثقة سأله زوجي واستبان منه تدخل أهلي وتدخل أهله للإصلاح بعد أن ذهبت مرة بعد أن مد يده عليّ إلى منزل أهلي ومكثت عندهم حوالي الشهر وللأسف حتى يومنا هذا أعاني من هذه المشكلة ( الانفعال الطاغي مني ومن زوجي )
في أكثر من موقف تبادلنا الضرب ( ضربته وضربني ) زال الاحترام بيننا فصارت الشتيمة والاحتقار والازدراء والاستفزاز والتفنن في ايذاء الطرف الآخر باللسان موجودة بيننا بشكل كبير ،تصفو حياتنا حينا وأحيانا ثم يأتي موقف على نفس نمط المواقف سالفة الذكر فيفتح جراح القلب
أصبحت أحاول التحكم فيه والتسلط عليه وايذائه والتنكيد والتنغيص عليه
وهو أيضا لم يقصر بالاضافة إلى كثرة انتقاداته لي في كل شيء ودائما ما يحطمني
أحيانا نتعلم وتتحول حياتنا إلى حياة مثالية ( في جانب التعامل )
فنكون جدا مثاليين ونضرب أروع الأمثلة في الحب والتضحية والعشق والرومانسية ولا يمضي أكثر من شهر على هذه الحياة الرائعة حتى يأتينا موقف سيء من المواقف سالفة الذكر
4 – مشكلتي مع الشباب حاليا :
ولا أدري والله ما سببها لكنني أشعر أنني أريد أن ألفت أنظارهم وأصبحت أدخل على الشات باستمرار وتحدثت وتكلمت مع بعض الشباب وقبل حوالي الشهر أحببت شابا من عائلتي ( حب إعجاب ) ولكنني الآن تجاوزت ذلك وأحاول أن لا أحتك بالشباب
أستاذي هذه هي الخلاصة وأنا الآن أشعر أنني سيئة وخائنة ونكدية ولساني طويل
وعصبية حتى مع الناس ( في ثلاثة مواقف كان انفعالي طاغي مع أناس من عائلتي ) على الرغم أن عادتي الهدوء في التعامل مع الناس حتى صلاتي تأثرت فأصبحت لا أحافظ على الصلاة في وقتها وربما صليت الظهر والعصر مع المغرب
أنا جدا مكتئبة ومتشائمة ولا أرى أرى بريق أمل يخترق هذا السواد الكثيف الذي يلفني من كل جانب
نفسيتي جدا محطمة ولا أثق في نفسي أبدا , أنا طموحة وأريد أن أنجز وأن أكون شيئا في هذه الحياة غير أن زوجي دائم التحطيم لي ولا يساعدني أبدا وربما دفعني بأسلوبه هذا للأسوأ
أخي المستشار يقول أن جلد الذات عندي عال جدا وأن أشعر أن هذا صحيح وأشعر أيضا أنني أحاول حل مشاكلي بالهروب !
أهلي أناس طيبين ومحافظين وأنا أشعر أنني سيئة وأنني لم أحقق أي من طموحاتي في هذا الزواج بدءا من يوم الزواج وحتى هذا اليوم نادمة جدا لكنني ضائعة وأقول يا ليت اللي جرى ما جرى ويا ليت اللي كان ما كان
أخيرا : يجب أن تعلم :
أن زوجي يحبني ودائما يحاول يكسبني وهو حنون وطيب بطبعه معي ( فيما عدا البلاوي سالفة الذكر)
وأنا أيضا رومانسية وحنونة ومعطاءة وست بيت غير أنني أشعر أنني لا أحبه أبدا
إذا أردت أن تسألني أي أسئلة فأنا حاضرة
كتابة وصياغة الزوج مع مراجعة وتدقيق وتعديل وتأييد الزوجة على كل نقطة وكل فقرة مذكورة في الاستشارة
مع تحياتي وتقديري الزوجة التائهة
اسم المستشير الزوجة التائهة المصدومة
رد المستشار د. خالد بن سعود الحليبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنعم، والصلاة والسلام على من ابتلي فصبر، ولم يزل يذكر أفضال الله عليه في كل موقف مهما كان مؤلما أو مبكيا.
أختي الكريمة أخي الكريم :
لأول مرة ـ ربما على موقع المستشار ـ يقع أن يشترك الزوجان في صياغة استشارة واحدة، بدأتها الزوجة، ثم يتدخل الزوج تدخلا إيجابيا فيرتب الاستشارة ويعيد صياغتها بكل أريحية، ثم يرسلها، رغم أنها ـ في ظاهرها ـ ضده.
رائع .. هذا رائع جدا .. ودليل ظاهر على عمق الحب بين الزوجين.
رائع لأن الزوج خرج عن التقليدية والثورة الفارغة والغيرة الهوجاء إلى العقل والحكمة والشفافية، والحرص الشديد على أن تكون الاستشارة نافعة.
رأى بعمق نظرته أن الهدف من الاستشارة الوصول إلى حل، ورضا كل من الطرفين، وراحة وسكينة وطمأنينة، وليس ما يبحث عنه كثير من الناس: أي الطرفين على صواب؟ وأيهما على خطأ؟
في البدء لابد أن أستأذن منكما في ثلاثة أمور:
• الإطالة وهي التي تسببت في تأخر هذه الاستشارة نحوا من شهر في يدي، على الرغم من السيف المصلت علي من زملائي في الإدارة، والسيف المصلت علي من يد الوقت، وخاصة أنها أدركت مشاغل الشهر الفضيل.
• الصراحة، فقد رأيتكما صريحين جدا، وتتمتعان بقدر كبير من التقبل.
• أن تخبراني عن النتائج بعد قراءة استشارتي.
من خلال رسالتكما أستخلص سمات شخصية كل منكما:
سمات الزوجة في نظرها:
1ـ اعتدادها بشخصيتها، وأنها قويه وتكره الرجل الضعيف.
وهذا الاعتداد إذا زاد عن حده الطبيعي، فإنه يتحول إلى معول هدم للشخصية ذاتها، بحيث تحتقر الآخرين، وتشعر بالحسرة الدائمة لكون كل شيء من حولها لا يعجبها. أنت حقا تتمتعين بشخصية قوية، ولكنك فهمت معنى القوة بأنها الصلابة، وأذكرك بأن قوة الخيزران في مرونته.
وأما التعبير بكره الرجل الضعيف فهو غير مريح للطرف الآخر الذي تعنينه، فالكره ليس للرجل ذاته، وإنما هو للضعف الذي يتلبسه. وهو ما تقصدينه حقا، وقد تقولين وما الفرق؟ لا .. الفرق كبير جدا، فالكره حين يتجه إلى الضعف، فإن الشعور الأساس نحو الرجل لن يتغير، أي أن الحب له سيبقى كما هو. بينما سيتجه الجهد المبذول لتغيير هذا السلوك السيء بالنسبة للرجل في نظر المرأة.
أرأيت كيف يفسد منحى الأسلوب مسار العواطف فتنعطف إلى مسار آخر؟
وأود أن أكشف لك الحقيقة، أنك لست وحدك التي تكره الضعف في الرجل، فكل النساء كذلك، فالمرأة بطبيعتها تحب أن تنضوي تحت جناح قوي.
ولكن زوجك ـ باعترافك ـ ليس ضعيفا دائما، وإنما حددت ضعفه مع أهله!!!!
• فهل هذا ضعف أم قوة؟
• وهل يظهر أمامهم بمظهر: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}؟
• لأنه يحترمهم؟
• لأنه يرى ذلك برا بوالديه؟!
• أم لأنه تربى على الصمت أمام الآخرين، وعدم المشاركة بآرائه، وضعف الاستقلالية في الرأي!!
كل ذلك ممكن.. ولكننا لا نجزم بشيء، ولا أظن أن ذلك سيكون بمنأى عن بحث الزوج، وفحصه في نفسه، ومحاولة تحديد المشكلة وأسبابها، ومن ثم علاجها، ولاسيما أنه سيقرأ هذه الاستشارة، وهذه ميزتها التي تفوقت بها على كل أقرانها.
2ـ الصفة الثانية: أنك تكرهين التسلط، ومما أعجبني أنك نجحت في التعليل، حين قلت: “والدي ـ الله يحفظه ـ شويه متسلط فكنت مره أتعب معاه”، لقد ولد ذلك في نفسك بغضا لأي نوع من التسلط، حتى بدأت تضخمين كل تصرف، وتقرأينه تسلطا.
وهو ما أريدك أن تراجعيه مجددا، حتى لا تكوني ضحية فهم خاطئ من طرفك، أو من طرف آخر، سواء أكانوا أهل زوجك أم غيرهم.
3ـ الصفة الثالثة: التذمر: من حقك أن تقولي أنا أتألم، حين تخزك شوكة، فكيف وقد أحطت ببيئة (ترين) أنها تتعمد الإساءة النفسية لك؟!!
ولكن مثلك مؤمنة صبور، تضع الأمور في موازينها، فليس من الصبر أن تقولي: “حياتي كلها نكد في نكد” إذ لا يعقل هذا أبدا، فلا بد أن تكون في حياتك مواطئ للسعادة، ولكنك في غمرة المشكلة تفوهت بهذه الكلمة، والله غفور رحيم لمن تاب واستغفر.
وإني أعيذك من كفران النعم، فإنك لو عرضت مشكلتك على المشكلات الكثيرة جدا والتي تنشر هنا في هذا الموقع وأمثاله لاستصغرت مشكلتك مع حساسيتها الشديدة.
شخصية الزوج في نظر الزوجة:
أنت ترين أن زوجك فيه صفات رائعة، وكل النساء تحبها في الرجال، ألم تقولي: “هوه طيب وحنون ومره بار بأمه وأبوه” ثم اعتذرت له بقولك: “ومره بيضغطوا عليه” أنت تحبينه كثيرا، بل ومعجبة به إعجابا كبيرا، وكل ملاحظاتك عليه أتت من مواقفه من أهله، أو من بوابة المعصية التي سأبحثها بمفردها إن شاء الله تعالى.
طبيعة العلاقة الجنسية بين هذين الزوجين:
القضية الكبرى التي أردت أن تتحدثين عنها، وهي التي أقلقتكم، ودخلت معها قضايا أخرى ربما لتبعثرها، هي طبيعة العلاقة الجنسية بينكما، وقد قمت بتلخيصها تلخيصا جيدا في مبدأ حديثك، ثم فصلت تفصيلا قد لا أحتاج إليه: فقلت: ” العلاقه الجنسية مع زوجي مره خاطئة أساسها الخيال؛ يصف لي مفاتن الحريم، وكانت بدايتها أنه يقول لي قصصا، والآن صار يقول لي أنا وأنت ونجلس نتخيل أطرافا خارجية معنا ومن هذا القبيل سار عندنا نوع من الإدمان”.
التخيل في العلاقات الجنسية لأطراف خارجية محرم شرعا، وهي الكارثة التي وقعتم فيها، وهو ما يجعل الهوة النفسية تتسع بينكما.
نتائجها المرة:
1. ضعف الغيرة بين الزوجين، وهو ما حدث لك، إذ لم أتخيل كيف ترضين أن تستمعي وتشاهدي زوجك وهو يشاهد غيرك على الشاشة، أو يتخيلها، ثم يعاشرك على أنك هي؟! لم تكوني راضية في داخلك، ولكنك رضيت، بحيث أدمنت هذه العملية، بينما هو لم يرض أن يحضر خيال رجل ليدخل حلبة الجنس الزواجي، وهو حس حي، على الرغم من وجود المعصية.
2. عدم الرضا عن الذات، لكون الإنسان يعرف أنه يرتكب جرما، ويظل تأنيب الضمير الحي منغصا عليه حياته، كما حدث لكم.
3. الشعور بأنكما ـ دائما ـ في حاجة إلى هذه الطريقة الرديئة؛ ليحصل الإشباع الجنسي، وهو ما يكدر صفو المتعة الجنسية الحالصة من كل الوسائل السيئة. ويجعل الحياة الجنسية بينكما قلقة غير ماتعة، تماما ـ أجاركم الله ونزهكم وشرفكم ـ كما يقع بين المتعاشرين بالحرام، إذا تعقب المتعة المؤقتة حسرات وندم، وخوف.
العلاج:
1. التقوى، فإن الله تعالى يقول: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}. ولا شك أن التخيل لا يأتي إلا من تشكيل صور ذهنية، تكونت عن طريق النظر والسمع، فلو هجرتم مصادر هذه الصور بكل أشكالها الفضائية والعنكبوتية والورقية، لضعفت، وجفت في الذاكرة، ولم تعد قادرة على إمدادكم بمواد جديدة لتلك الأفلام البائسة.
2. العزم والإرادة القوية، ويمكن تدعيمهما باتفاقٍ موقَّعٍ منكما على ترك هذا الفعل، وإذا بدت له أية بوادر أو بدايات توقفونه فورا بتذكير أحدكما للآخر.
3. أن تعلما أن ما تجدانه من ألم عقب هذا الفعل ربما يكون عقوبة إلهية، وأن الله عفو غفور، يقبل توبة عبده. (اقرآ الفتوى التي ألحقتها بهذه الاستشارة).
4. وقد أعجبني منك هذه التوبة العملية التي قمت بها بشجاعة: “تأنيب الضمير دفعني إلى حذف كل الصور والمقاطع الإباحية مع نية صادقة في أن لا أعود إليها أبدا”. وليكن الدافع هو الخوف من الله المطلع على السرائر، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
الشات خطوة في طريق الشيطان:
من أسوأ ما قرأت في هذه الاستشارة هو دخولكم على الشات بهذه الطريقة التي فيها اعتداء وتواطؤ على المنكر، وقد رأيت كيف أن الخطوة الجريئة التي خطاها زوجك دون أي وازع من غيرة، قد تجرع هو مرارتها، حين وضع رجلك على طريق الحرام.
من فضل الله عليك وستره الجميل أن نجَّاك هذه المرة، ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة!!!
وقد أخطأت حين قلت لزوجك ما حدث، فلو سترت على نفسك لكان أصفى لقلبه تجاهك، ولا تلوميه حين غضب، وغار على عرضه، فأي جريمة يمكن أن تحدث أعظم من خيانة الزوجة لزوجها، بل خيانتها لدينها؟!!!
ولكن لا بد أن يعلم هو أنه كان السبب المباشر في هذه المشكلة، وأن الله سلم، وعليه أن يعفو ويغفر ويصفح ما دام قد رآك ندمت واستقمت.
بل عليكما أن تعلما أن الحرمان العاطفي بين الزوجين يؤدي إلى أن كلا منهما يبحث عن العاطفة خارج حدود المنزل!! وهنا تقع الكارثة!!
تذكرا هذ الكلام الجميل الذي قالته الزوجة: “أنا وزوجي نحب أن نكون من المحافظين على دينهم ولسنا ممن تحرروا من دينهم, نتمنى أن نقترب من الله وننجح في ذلك أحيانا لكن الهوى والإدمان على الخطيئة قيدانا حتى أصبحنا مدمنين” واليوم تحررتما تماما من هذه القيود المريعة، وانطلقتم في فسحة من الحياة والثقة والإيمان. بفضل الله ورحمته.
لماذا كل هذا التأنيب؟
“أنا أحس إني في دوامه.. (أهلي محافظون كلهم) أحس بأني سيئة وأني صرت إنسانة متسلطة ونكدية ولساني طويل وخائنة، ويوم عن يوم أذبل وأقول يا ليت الذي جرى ما جرى”.
جميل هذا الاعتراف، وجميل أن يحس الإنسان بخطئه، ولكن ليس جميلا أن يستمر التأنيب حتى يلحق الإنسان منا الضرر بنفسه، من جراء إلصاق الصفات السلبية بها:
– كنت متسلطة والآن أنت عازمة على ترك هذه الصفة، وأن تكوني حنونة، عطوفة، عاشقة لزوجك الحنون.
– كنت نكدية .. ولكنك الآن أصبحت زوجة محبة لزوجها، حريصة على عواطفها تجاهه، تتجنب كل ما يغضبه، وتدعه يرسم تصرفاته مع أهله كما يشاء، وتستمتع هي بحياتها معه بكل سعادة.
– كنت ذات لسان طويل، ولكنه الآن لسان معمور بالذكر، والكلمات الحلوة الرقيقة، بعيد عن كل الكلمات النابية.
– حدث منك تصرف خياني، ولكنك ندمت عليه أشد الندم، وأصبحت الآن زوجة نقية، ترعى حق بيت الزوجية، وتحفظ الله تعالى في نفسها وعرضها.
ولعلك تبدئين الآن مباشرة باستهداف السعادة المنشودة، والبعد عن كل المنكدات، وقد ساءني كثيرا أن أثرت هذه المشكلة على صلاتك وعلاقتك بربك، فإنها أهم من كل علاقة، وأنت الآن في أمس الحاجة إليها، كي تطمئن الروح، وتسكن النفس إلى خالقها. عودي إلى صلاتك في أوقاتها، وأدِّيها بروح مطمئنة خاشعة، لكي تجني ثمراتها في الدنيا والآخرة، واحذري من العوائد المريعة لترك الصلاة أو تأخيرها، فقد توعد الله من أخرها عن أوقاتها بويل وهو واد في جهنم لو صيرت فيه جبال الدنيا لذات من شدة حرارته ، نعوذ بالله من ذلك. والصلاة أول الطريق إلى سعادة الدنيا والآخرة.
لا تظني أن الهروب هو الحل .. لا وألف لا .. الحل هو بحث المشكلة، وإيجاد عدد من الخيارات، واختيار أفضلها، ثم العمل مباشرة دون تسوييف.
لا تصنفي نفسك تصنيفا سيئا وأنت تتذكرين طيبة أهلك ومحافظتهم، فأنت فرع من تلك الشجرة، ولا بد للفرع أن يطيب بإذن الله، وما حدث لك هو غبار علق بورودك ورياحينك وثمراتك وحتما سينقشع بإذن الله تعالى.
أما الطلاق الذي ذكرتيه، فإني أنبهكما على ضرورة أن يسأل الزوج عالما شفاها، دون هاتف أو موقع، حتى يعلم هل وقع الطلاق أم لا؟ وهو إن وقعت الطلقتان فالمراجعة واردة، ولكن لا بد أن يسأل حتى يعلم بأنه لم يبق له سوى فرصة واحدة، فيحذر من ذلك.
أخيرا أرجو أن تتأملي صياغة زوجك حين قال على لسانك: “زوجي يحبني ودائما يحاول يكسبني وهو حنون وطيب بطبعه” نعم إنه اعتراف منه أنه يحبك ولا يزال يحبك. وهو يرى ـ أيضا ـ أنك رومانسية وحنونة ومعطاءة وست بيت .. أي أن هذه هي الصفات التي يحبها فيك فاحرصي عليها.
أملي أني استطعت أن ألامس المشكلة من الداخل، وأن أسهم في حلها، بل أنا واثق ـ بإذن الله ـ بأنكما سوف تطبقان كل ما ورد فيها إذا اقتنعتما بها، وذلك لسبب واحد فقط هو أنكما عازمان على التغيير، ولذلك أرسلتم هذه الرسالة.
أيها الزوج الكريم:
عفوا إذا كنت قد ناقشت زوجتك من منطقها هي، واستفدت من صياغتك أن عرفت شيئا عن عواطفك تجاهها:
أنت تحبها، ولا تزال تحبها على الرغم من أنك غيرت المصطلح إلى الاحترام، فإن الحب يسكن سويداء قلبك، وأما ما حدث من أحداث جسام فإن لها أسبابا وظروفا انتهت الآن أو يجب أن تنتهي، ولذلك فإن الحب سيعود للسطوع مرة أخرى كالشمس بعد أن تغشيها السحب، ثم تقلع عنها.
زوجتك محترمة في كتابتك وفي فؤادك ويجب أن تكون محترمة في لسانك أيضا، وفي تعاملك معها بيدك، ودون هذا الاحترام فإن السعادة سوف تقف بعيدا تتفرج عليكما وتنتظر حتى تقلعا تماما عن كل هذه التجاوزات الزوجية.
ومما يدل على أنكما قريبان جدا من أحضان السعادة أنكما حين تبعدان عن أذهانكم كل الترهات القديمة والذكريات التعيسة تنعمان فورا بجو رومانسي رائع على حد تعبيركما، ألم تقل أنت على لسان زوجتك: “نكون جدا مثاليين ونضرب أروع الأمثلة في الحب والتضحية والعشق والرومانسية ولا يمضي أكثر من شهر على هذه الحياة الرائعة حتى يأتينا موقف سيء من المواقف سالفة الذكر” إذن فالاستعداد لحياة هانئة هادئة مستقرة سعيدة موجود، وعليكما أن تستفيدا منه.
وعلى لسانها صغت ـ أيها الزوج الكريم ـ هذه العبارة “أنا طموحة وأريد أن أنجز وأن أكون شيئا في هذه الحياة غير أن زوجي دائم التحطيم لي ولا يساعدني أبدا وربما دفعني بأسلوبه هذا للأسوأ” وأنا أترك لك أنت أيها الزوج أن تقرر هل من الصواب الاستمرار في هذا الأسلوب الذي ربما ترك آثاره على تربية أولادك وبناتك في المستقبل:
متى يرجى لأطفال كمال إذا ارتضعوا ثُدَيَّ الناقصات
كلما رفعت من مكانة زوجتك، وربيت فيها العزة والكرامة، وبنيتها بناء نفسيا سليما سويا كلما أحسنت بناء أولادك في المستقبل إن شاء الله، فقد ثبت أن 85% من تصرفات الأم تنتقل إلى الأولاد.
أما مشكلتك ـ أيها الزوجة ـ مع أهل زوجك فيمكنك أن تطالعي فيها عددا من الاستشارات في هذا الموقع، وكذلك ما يخص الاكتئاب.
وفقكما الله لكل خير وأسبغ عليكما نعمه ظاهرة وباطنة.
أخوكم/ خالد بن سعود الحليبي
——-
فتوى في حكم التخيل الجنسي بين الزوجين:
ويسرني أن أرفق في نهاية استشارتي جواب أحد العلماء عن مثل هذا السؤال من موقع (الإسلام سؤال وجواب) ويعالج التخيل أثناء الجماع الزوجي، من وجهات علمية ووعظية ونفسية:
التخيلات الجنسية جزء من الخواطر التي تطرأ على ذهن الإنسان بسبب ما يستدعيه العقل الباطن من صورٍ مختزنةٍ أوحتها له البيئة التي يعيش فيها ، والمناظر التي يراها ، وهي تخيلات تصيب أغلب الناس ، وخاصة فئة الشباب ، لكنها تختلف من شخص لآخر من حيث النوع والإلحاح والتأثير .
والشريعة الإسلامية شريعة الفطرة ، جاءت منسجمةً مع الطبيعة البشرية ، وملائمةً للتقلبات النفسية التي جعلها الله سبحانه وتعالى جزءا من التكوين البشري ، فلم تتعد حدود الممكن ، ولم تكلِّف بما لا يطاق .
يقول الله سبحانه وتعالى : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعمَلُوا بِهِ ) رواه البخاري ( 2528 ) ومسلم ( 127) .
قال النووي – رحمه الله – في شرح هذا الحديث :
وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه : فمعفو عنه باتفاق العلماء ؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه .
” الأذكار ” ( ص 345 ) .
والتخيلات العارضة تدخل في دائرة حديث النفس المعفو عنها بنص الحديث السابق ، فكل من تصورت في ذهنه خيالات محرمة ، طرأت ولم يطلبها ، أو حضرت قَسرًا ولم يَستَدْعِهَا : فلا حرج عليه ، ولا إثم ، وإنما عليه مدافعتها بما يستطيع .
ثانياً :
وأما إذا كان الشخص يتكلف التخيلات المحرمة ، ويستدعيها في ذهنه ، فقد اختلف كلام الفقهاء في تكييف هذه الحالة ، وهل هي داخلة في دائرة العفو أو في دائرة الهم والعزم المؤاخذ به ؟
والمسألة يذكرها الفقهاء بالتصوير التالي :
لو أن رجلا وطئ حليلتَه متفكِّرا في محاسن أجنبيَّةٍ ، حتى خُيِّلَ إليه أنَّه يطؤُها ، فهل يحرم ذلك التفكر والتخيُّل ؟ اختلفت في ذلك أقوال الفقهاء :
القول الأول : التحريم ، وتأثيم من يستحضر بإرادته صُوَرًا محرَّمَةً ويتخيلها حليلته التي يجامعها .
قال ابن عابدين الحنفي – رحمه الله – :
والْأَقْرَب لقَوَاعِد مَذهَبِنَا عَدمُ الحِلِّ ، لأَنَّ تَصَوُّرَ تلك الأَجنبِيَّةِ بَينَ يَدَيْهِ يَطَؤُهَا فيهِ تَصويرُ مُبَاشَرةِ المَعصِيَةِ عَلى هَيئَتِهَا .
” حاشية رد المحتار ” ( 6 / 272 ) .
وقال الإمام محمد العبدري المعروف بابن الحاج المالكي – رحمه الله – :
ويتعين عليه أن يتحفظ في نفسه بالفعل ، وفي غيره بالقول ، من هذه الخصلة القبيحة التي عمَّت بها البلوى في الغالب ، وهي أن الرجل إذا رأى امرأةً أعجبته وأتى أهله جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها .
وهذا نوع من الزنا ؛ لما قاله علماؤنا رحمة الله عليهم فيمن أخذ كُوزا يشرب منه الماء ، فصوَّرَ بين عينيه أنه خمر يشربه ، أن ذلك الماء يصير عليه حراما .
وما ذُكر لا يختص بالرجل وحده ، بل المرأة داخلة فيه ، بل هي أشد ؛ لأن الغالب عليها في هذا الزمان الخروج أو النظر من الطاق ، فإذا رأت من يعجبها تعلق بخاطرها ، فإذا كانت عند الاجتماع بزوجها جعلت تلك الصورة التي رأتها بين عينيها ، فيكون كل واحد منهما في معنى الزاني ، نسأل الله السلامة منه .
ولا يقتصر على اجتناب ذلك ليس إلا ، بل ينبه عليه أهله وغيرهم ، ويخبرهم بأن ذلك حرام لا يجوز .
” المدخل ” ( 2 / 194 ، 195 ) .
وقال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله – :
ذكر ابن عقيل وجزم به في ” الرعاية الكبرى ” : أنه لو استحضر عند جماع زوجته صورةَ أجنبيَّةٍ محرَّمَةٍ أنَّه يأثم ، …أما الفكرة الغالبة فلا إثم فيها .
” الآداب الشرعية ” ( 1 / 98 ) .
ودليل هذا القول : ما يرجحه طائفة من أهل العلم من أن خواطر النفس إذا أصبحت عزيمة وإرادة دخلت في دائرة التكليف ، والتخيلات المحرمة التي يجلبها الذهن بإرادته انتقلت من دائرة العفو ؛ لأنها أصبحت هَمًّا وعزيمة يحاسب عليها المرء .
قال النووي – رحمه الله – :
وسبب العفو ( عن حديث النفس ) ما ذكرناه من تعذر اجتنابه ، وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه ، فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حراما .
” الأذكار ” ( 345 ) .
القول الثاني : الجواز ، وأنه لا حرج على من فعل ذلك : وهو قول جمع من متأخري الشافعية : منهم السبكي والسيوطي .
قالوا : لأن التخيلات ليس فيها هم ولا عزم على معصية ، إذ قد يتخيل في ذهنه أنه يباشر تلك المرأة الأجنبية وهو مع ذلك ليس في قلبه عزم على فعله والسعي إليه ، بل قد يرده لو عرض عليه .
جاء في ” تحفة المحتاج في شرح المنهاج ” ( 7 / 205 ، 206) – وهو من كتب الشافعية – :
” لأنه لم يخطر له عند ذلك التفكر والتخيل فعل زنا ولا مقدمة له ، فضلا عن العزم عليه ، وإنما الواقع منه تصور قبيح بصورة حسن ” انتهى .
وانظر ” الفتاوى الفقهية الكبرى ” ( 4 / 87 ) .
والذي يبدو أن الراجح القول بكراهة ذلك التخيل إن لم نقل بالتحريم ، وذلك للأسباب التالية :
1. أن كثيراً من المتخصصين النفسيين يعدون التخيلات الجنسية اضطرابا نفسيا إذا سيطرت على عقل الإنسان بحيث تفقده كل لذة تأتي من غير طريق تلك التخيلات ، وذلك قد يفضي إلى تخيلات جنسية غير سوية .
2. أن الشريعة الإسلامية جاءت بقاعدة سد الذرائع ، ومنع كل باب يفضي إلى الشر ، وإفضاءُ التخيلات الجنسية إلى الوقوع في المحرمات أمر متوقع ، فإن مَن أَكثَرَ مِن تصور شيء وتمنيه لا بد وأن تحفزه نفسه إلى الحصول عليه ، والسعي إلى الاستكثار منه ، فيبدأ بالتطلع إلى الصور المحرمة ، وتعتاد عيناه على مشاهدة المحرمات ، سعيا لتحقيق الشبع الذي أصبح مرتبطا بتلك التخيلات .
3. أن غالب تلك التخيلات إنما تجتمع في الذهن بالأسباب المحرمة ، عن طريق فضائيات الرذيلة ، ومشاهدات الواقع المتحلل من كل خلق في بلاد الكفار ، حيث ينعدم الحياء وتصبح مناظر ممارسة الجنس عادةً يومية يعايشها من يسكن في بلادهم ويخالطهم في أعمالهم .
4. وأخيراً قد تفضي كثرة تلك التخيلات إلى زهد الزوجين ببعضهما ، فلا تعود الزوجة محل نظر الزوج ، كما لا يعود الزوج محل إقبال الزوجة ، وتبدأ حينئذ رحلة المعاناة والمشاكل الزوجية .
ولذلك كله ، فالنصيحة لكل من ابتلي بمثل تلك التخيلات أن يسارع إلى إيقافها والتخلص منها ، ويمكنه الاستعانة بالوسائل التالية :
1. الابتعاد التام عن كل ما يثير تلك التخيلات من الأفلام والمشاهد المحرمة التي تعرضها الفضائيات ، والابتعاد عن قراءة القصص التي كانت السبب في تولد تلك التخيلات.
قال الغزالي في ” إحياء علوم الدين ” ( 1 / 162 ) :
” وعلاج دفع الخواطر الشاغلة : قطع موادها ، أعني النزوع عن تلك الأسباب التي تنجذب الخواطر إليها ، وما لم تنقطع تلك المواد لا تنصرف عنها الخواطر ” انتهى .
2. المحافظة على الأذكار الشرعية ، وخاصة تلك التي تقال قبل الجماع ( الَّلهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبِ الشَّيطَانَ مَا رَزَقتَنَا ) رواه البخاري ( 141 ) ومسلم ( 1434 ) .
3. الانشغال باللذة الحاضرة عن اللذة الغائبة ، فإن في كل من الزوجين ما يغني الآخر عن التطلع إلى الحرام ، فإذا انشغل الزوجان بمحاسن بعضهما واستغرقا في ذلك لم تنصرف الخيالات إلى شيء آخر .
4. تصوري لو كان خيال زوجك يجول في مثل ما تجولين فيه ، هل ستكونين راضية عن ذلك ؟ ألن يشعرك ذلك بعدم الرضا ؟ فكيف ترضين أنت أن تصيبي زوجك بمثل هذا الشعور ، فاحرصي على استغلال هذه الفكرة للتخلص مما تجدين .
5. استشارة المختصين النفسيين ، فلا حرج عليك أن تراجعي الطبيبة النفسية أو الأسرية وتطلبي نصيحتها في حالك ، وستجدين عندها ما يساعدك إن شاء الله تعالى .
وأسأل الله لك ولزوجك التوفيق والسعادة .
والله أعلم .