الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

كل فتاة بأبيها معجبة.



كل فتاة بأبيها معجبة .

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTQL3TZ5UNxoy30lFfRLrThjSjOq0dISCNcTUJvFntiOpzV6uP9

أ. سلطان بن عبد الله المياح .
إن ما تحمله المرأة من عواطف وأحاسيس ومشاعر فطرية فسيولوجية وهبها الله عز وجل، لحكمة منه سبحانه، وذلك من أجل أن تكون سكن نفسي روحي للرجل، وكذلك لتحقيق متطلبات الأمومة مستقبلاً، أو مبكراً عندما تكون الفتاة الكبرى مسئولة عن إخوانها لظروف أسرتها، وكذلك لما تحتاجه الأم في التربية من صبر وتحمل على أبنائها.
فالمرأة بطبيعتها تعيش في كنف أسرتها، مختزنة تلك العواطف والمشاعر والتي قد تظهر عليها مبكرا في فترة الطفولة(الطفولة المتأخرة) حيث تميل إلى الإعجاب بالمعلمة والصديقة، وغيرها ممن هم في جنسها، وعندما تصل إلى مرحلة المراهقة، قد تتغير تلك المشاعر وتتحول للميل إلى الجنس الأخر(الذكر)،
فتظهر هذه المشاعر في البداية بالإعجاب بالأب، وشخصيته في الأسرة وهذا شيء محبب وفي إطار شرعيتنا الإسلامية.
ولكن عندما لا تجد الفتاة هذا الإعجاب في أبيها، قد تنحرف تلك المشاعر عن مسارها الصحيح، فكثير من الفتيات يتجهن بتلك المشاعر إلى الإعجاب بشخصية مشهورة (ممثل، مغني،لاعب، شاعر وغيرهم). وقد يتجه بعضهن إلى إقامة علاقات غير شرعية لتفريغ تلك العواطف والمشاعر، وتلك الممارسات تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فالحمد لله أن من الله علينا بنعمة الإسلام الذي هذب تلك العواطف ووجها الوجهة السليمة من خلال الزواج.
إن إعجاب الفتاة بابيها أمر ايجابي ومطلوب في ضل الظروف والمعطيات الراهنة، ولكن قد يصبح أمرا غير مرغوب فيه بعد ذلك، عندما يتعدى هذا الحد من الإعجاب وينتقل مع الفتاة إلى مرحلة ما بعد الزواج، والذي قد يجر معه الكثير من المآسي والويلات!
فمن مظاهر ما قبل هذه المرحلة ظهور الميل والرغبة من الفتاة في أن يكون فارق في السن بينها وبين زوج المستقبل، لتشعر بالأمان في أنها لا تزال تعيش مع والدها. كذلك وقد تلجأ الفتاة إلى البوح بمشكلاتها وهمومها لوالدها، أو التفرد برأيه والأخذ به دون رأي والدتها.
عندما يتم الزواج وتلتقي الفتاة(الزوجة) مع الرجل(الزوج)، تظن أن الزوج يتمتع بنفس الصفات والقدرات التي يتصف بها أبيها حتى وأن كانت سلبية، ولذلك قد تُصدم بالواقع الذي عليه زوجها.
الإيجابي في هذا الأمر بالرغم من الكثير من سلبياته أن المرأة قد تُبقي هذا الأمر ولا تظهره مباشرة مع الزوج، ولكن بداخلها تبدأ بالمقارنات، والتي هي بمثابة شرارة الانفجار الذي قد يحدث في أي لحظة،
ومن سلسلة هذه المقارنات، المقارنة في كيفية التعامل والحكمة في إدارة الأزمات بين والدها وزوجها، المقارنة في أسلوب الحوار والاستماع والإنصات، وقد تمتد هذه المقارنة في كيفية الإنفاق وتلبية الرغبات المادية، وقد يفوق ذلك رغبتها إلى تطبيق زوجها أسلوب والدها في تربية الأبناء. وبناء على ذلك فهي تنظر إلى كل ما يقدمه الزوج نظرة سلبية، لأنها ليست نسخة مكررة لما يقدمه أبيها.
ولكن ماذا عن الزوج الذي يعتقد أن زوجته هي صورة طبق الأصل لأمه، من حيث العادات اليومية والأطعمة التي اعتاد عليها، وعندما يفاجأ ويجد خلاف ذلك، يظهر لديه الاعتقاد بأن زوجته لن تحقق له مهما بذلت ما كانت تقدمه له أمه، ولا يعلم أن ذلك الأمر أنما هو مسألة وقت، حتى تتعرف على رغباته وعادته.
وهنا تظهر براعة الزوجة في احتواء ذلك. ولكن في حال اختفاء هذه البراعة من الزوجة يبدأ الزوج بالمقارنات الصريحة فيما بين زوجته وأمه، والتي قد تؤدي إلى الغيرة الشديدة للزوجة من أمه، بل قد يصل الأمر إلى كرهها ومحاولة إبعاده عنها.
فهل يظهر لنا مثل قائل: كل زوج بأمه معجب !
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم