الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 / 12-ربيع الثاني-1446

كيف أتصرف مع سلوكيات طفلي غير المقبولة .



                              كيف أتصرف مع سلوكيات طفلي غير المقبولة .
http://www13.0zz0.com/thumbs/2011/12/22/11/154135548.jpeg                                                   د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي .

كثرت الأسئلة والمداخلات أيضاً في كيفية التعامل الأمثل مع بعض السلوكيات التي تصدر عن الأطفال الصغار وخصوصاً تلك السلوكيات التي يكون فيها:

“ألفاظ غير حسنة”

هنا سأنقل لكم استشارة مرت علي من واقع عملي في مجال الاستشارات، وبعدها سأذكر نقاطاً مهمة في الموضوع.

تسأل أحد الأمهات قائلة: ( ابني يبلغ من العمر 6 سنوات، وهو يستخدم كلمات أستطيع القول عنها بأنها سخيفة لوصفي ووصف زوجي (والده) فكل مره يراني يناديني بتسمية جديدة وغريبة في نفس الوقت،مرة ناداني “دبة” وأخرى “جاموسه”، وكل كلمة جديدة يدرسها في الروضة يناديني بها أو ينادي بها أبوه. أعرف أنها تبدو مسألة تافهة بعض الشيء، ولكن كيف يمكن أن نجعله يتحدث معنا باحترام أكثر؟ )
يجيب المختص :

في الحقيقة إنه ليس بالأمر الخطير أن يستخدم الطفل أحد الأسماء الدعابية لينادي به أحد والديه، خصوصاً إن كان قد سمع أحدهما ينادي به الآخر.

إلا أنه حسب الوصف هنا يظهر لي أنه يمارس معكم لعبة الاختبار، فالطفل يكرر أمراً يعرف أنه يضايقك ويضايق والده (زوجك)، وهو بهذا يختبر ردود أفعالكم تجاه ما يفعله ويرى إن كان من الممكن أن يستمر أم يتراجع.

أعتقد أنه حان الوقت للتحدث معه، أخبريه أنه قد تصرف بطريقة غير لبقة وغير محترمة وهذا لا يتناسب مع خلق المؤمن الذي يحب الله ويحب رسوله، ويطمع في أن يحبه الله ورسوله. وأنه في المرة القادمة حين يستخدم واحدا من هذه الألقاب أو ما يماثلها فإنه سوف يُعاقب. ولتكن العقوبة أمرا بسيطا لا يؤذي بقدر ما يردع ولا تنسي أن تعاقبيه إن فعل ذلم فهذا مهم جداً.

كان ذلك نص الاستشارة ولدي ما أضيفه هنا أيضاً:

الأطفال غالباً ما يحاكون تصرفات وسلوكيات الكبار، ويكفي أن تقال الكلمة مرة واحدة أمامه ليلتقطها ثم يعيد استخدامها في مواقف عدة.
إذا حصل ذلك مع طفلك فلا تبحث عمن تلقي اللوم عليه، فهذا لن يصحح الوضع.

إن من بين أفضل الخيارات في مثل هذا الموقف أن تحسن أنت من طريقتك في التحدث مع طفلك وكذلك التحدث في حضور طفلك.
راقب نفسك وتصرفاتك جيداً فكما أسلفنا الطفل يتعلم من المحاكاة أكثر مما يتعلمه من التلقين.

عامل مساعد آخر هنا وهو تعزيز الجانب الإيجابي، أي أن نكافأ الطفل إذا صدر منه سلوك إيجابي ليدرك أهمية هذا السلوك وأنه طريق الفوز بينما السلوك الآخر لا يكسب منه شيئاً بل يجعل الآخرين ينفروزن منه وربما تعرض للعقاب.

كيف نتحدث لأطفالنا لنضمن أننا لا ننقل إليهم سلبيات لا ندركها من خلال حديثنا معهم؟

1. ابتعد عن الصراخ في التحدث إلى الطفل حتى إذا أخطأ ومهما كان حجم الخطأ.

2. كافئ الطفل حين يتصرف بشكل إيجابي لتعزيز القيمة الإيجابية لديه.

3. تحدث معه بشكل إيجابي يعني : التركيز على ما ينبغي أن يفعله الطفل ويقول عوضاً عن تكرار قائمة الممنوعات . مثال: عوضاً عن قول: لا ترمي ألعابك في الطريق هكذا ، نقول: هيا بنا لنجمع الألعاب ونضعها في المكان المناسب.

4. الابتعاد عن الألفاظ الجارحة أو الصفات السلبية الموجهة لشخص الطفل.

5. الابتعاد على مفاجئته بالتعليمات أو إعطاءه قائمة تعليمات طويلة متتابعة، هنا النتيجة ستكون إما المقاومة أو عدم التركيز على ما قلته له.

6. لا تقارن بين طفلك وبين إخوته سواء الأكبر أو الأصغر.

7. احذر كل الحذر أن تتكلم عنه وهو يسمعك، مهما بدا مشنغلاً أو غير متابع، فسواء امتدحته أو قلت العكس فالنتيجة سلبية هنا،

امتدحه في وحضوره وموجهاً الحديث له إن أحسن التصرف، وبين له استغرابك من السلوك او اللفظ الغير حسن إذا صدر منه.

8. اللباقة أمر مهم للغاية في التعامل مع الطفل فهذا ينمي شخصيته ويحسسه بأهميته وأن ليس مجرد تابع ومنفذ للتعليمات والأوامر.

9. لا تساوم طفلك على من يحبهم وتربط سلوكياته بمواصلتهم أو حرمانه من التواصل معهم كعقاب.

10. عندما يكون الطفل غاضباً تجنب الحديث معه ولا تعرض أي خيارات أو مقايضات بل انتظر حتى تهدأ موجة الغضب، وإن تحدثت إليه فبين له أن ليس من العيب أن يشعر بالغضب.

11. ليكن هناك اتفاقاً بين الأب والأب أنه في حال تحدث أحدهما مع الطفل فعلى الآخر أن يصمت لأن الطفل إن تحدث الاثنين معه بنفس الوقت فلن يستمع إلى أيهما.

12. ليكن حديثك مع طفلك من القلب إلى القلب لا مجرد تمثيل أو ترتيب كلام فقط أو لمجرد توصيل معلومات له.

13. اقضي وقتاً أطول في التحدث مع طفلك وبين استمتاعك بالوقت الذي تقضيه في الحديث معه.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم