الأحد 06 أكتوبر 2024 / 03-ربيع الثاني-1446

كيف أربي طفلتي على طاعتي ؟



                                              كيف أربي طفلتي على طاعتي ؟
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRC3YeQjkGuIKy9SLi-rw0EbIgvItUpX_bVS0uh9So1CTjXEE7tK4aP_jld

طفلتي حبيبتي عمرهاسنتان وأربع أشهر وهي الأولى لديناولكني متعب منها كثيرا حيث أنها تكرر الاخطاء دائماالتي ننهاها عنهاولا أعرف كيف أتصرف معهاوالمثال على ذلك (عندنا برادة موية صغيرة بالمطبخ فأجد ابنتي عندها تسكب الماء كاملا على الأرض ، فاذا وجدتها أنا أو والدتها ننهرهاونحاول أن نعرفها أن هذا خطاء ويتكرر يوميا فأصرخ عليها وبعض الأحايين أضربها إذا كررت الخطاء ولا أجد ذلك نافع معهافبعد لحظات تأتي وتتأسف بتقبيل أوغيره ثم تكرر نفس الخطاء ثم أرمقها بعيني فتتراجع وتنتظر غفلتي حتى تكرره)

فبكثرة الصراخ عليها أخاف أن تكرهني وهي الآن صغيرة فكيف إذا كبرت والله إن الهم يؤرقني كثيرااااا فأرجوكم دلوني على أسلوب أتعامل معها به ولا أفقد حبها وكذلك أيضا أربيها تربيتا حسنة والله يحفظكم ويرعاكم ولكم جزيل الدعاء وإني أنتظركم بشغف كبير…

اسم المستشير     ماجد
………………..

رد المستشار    أ.د.علي أسعد وطفة

بسم الله الرحمن الرحيم .

الأخ ماجد تحية طيبة وبعد :

أحمد الله كثيرا على النعمة التي أنت فيها فأنت في النعيم إذ وهبك الله طفلة رائعة تسكب الماء وتداعبه على الأرض . إنني أتصور الطفلة وهي تسكب هذا الماء كصورة إنسانية جميلة لا بل رائعة الجمال.

يا أخي ماجد لا تكون الطفلة طفلة إلا إذا سكبت الماء وحطمت الأواني وقرعت الأبواب وصرخت في الليل وبكت في النهار وركضت في ضوء الشمس و خرشت الجدران كل هذا وألف مرة فوق ذلك كله هو عبث الأطفال وحياة الأطفال وتلك هي بهجتهم أيضا .

قليل من الماء ويغضبك يا أخي ماجد ، ما كان لهذا كله أو لمئات الأحداث مثل ذلك أن تجعلك غاضبا من الصغيرة .

الطفلة لا ترتكب خطأ أبدا وهو حال كل الأطفال فحركات الطفلة ونشاطها واندفاعها ذلك كله من طبيعة الأطفال. ولكن من يرتكب الخطأ أنت يا أخي ماجد لأنك تضربها وتعنفها على أمور صغيرة كان يجب عليك أن تكافئها وتستجيب لها بالابتسامة والدعوات .

أخي ماجد الطفلة الصغيرة لا تدرك ولا تعرف ما تقوم بها فهي كائن صغير برئ يتحرك بنوازعه الطبيعة والفطرية . ما تقوم به الطفلة ليس خطأ بل لعبا إنها ببساطة تلعب ولأنك مقصر في إحضار الألعاب إليها فهي تلجأ إلى مبردة الماء حيث كان عليك أن تحيطها بالألعاب والألوان والأصوات وكل ما يبهج إذا شئت أن تبعدها من مبردة الماء .

ضرب الطفلة في هذا العمر جريمة إنسانية بكل المعاني ولا يحق لك ذلك أمام القانون والقيم والأخلاق . فالطفلة في هذا العمر لا تفهم وعقابك إياها لن يردعها أبدا عن اللعب .

بل يجب عليك أن تحيط الطفلة بالحنان والحب والابتسامة حتى لو حطمت المنزل بكامله وأحرقت الجدران والمكان مهما فعلت لأن كل الأفعال التي يمكن أن تقوم بها أفعال بريئة طفولية .

هل سمعت يا ماجد في تاريخ الأنبياء والصحابة أن أحدا منهم ضرب طفلا أو طفلة من أبنائه . أليس عليك أن تذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبنائه وأحفاده كيف كان يداعبهم ويلاعبهم ويطيل أمد الصلاة من أجلهم .

كل ما عليك أن تقوم به الآن أن تبتهل إلى الله ليغفر لك عن كل عقوبة صغيرة عاقبت بها الطفلة وأن تستغفر لنفسك وأن تعوضها بالحب والحنان والرحمة والعطاء ولتعلم أن سلوكها هو البراءة عينه وأن عقاب الطفلة سيضرها ويؤذيها ويقهرها ويؤثر سلبا على شخصها .

أخي الفاضل إياك ثم إياك أن تضرب الطفلة لأن ذلك يدمر شخصيتها وسلوك الطفلة لا تعاقب عليه . بل أنت المسئول عن ذلك عليك على سبيل المثال ألا تضع شيئا تريد حمايته أمام الطفلة أبعد عنها الأشياء التي ترغب في سلامتها وقدم لها الألعاب ووفرها لها لكي تشغل بها عن غيرها .

نعم عندما تتعرض الطفلة للضرب ستكرهك في المستقبل وسيكون من حقها أن تجحدك وترفضك في قادمات الأيام وهذا الأمر يحدث بصورة عفوية لا شعورية عند الأطفال . ولتعلم بأن العقاب بالضرب مكروه جدا حتى عند الكبار جدا من الأطفال والضرب لا يكون في الأصل للإنسان الحر .

والضرب حرام كله ( إذا كان على غير أسسه وضوابطه الشرعية ) ؛ لأنه يؤذي ويضر ويلحق الضرر .

سأكرر لك ما قلته أعلاه الطفلة لا تفهم معنى العقاب أو الثواب وهي لا تدرك ما تفعل فقط هي تدرك أنها تلعب بمعنى أنها لا تمتلك وعيا كالذي يمتلكه الكبار فحافظ عللا براءة الطفلة وصن براءتها وخذ بيدها إلى أحضان المحبة والرحمة والعطاء فهي هبة إلهية يجب أن تحافظ عليها وأن تقدر عطاء الله بالحب والحنان والرحمة .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم