الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

كيف أركز عند القراءة ؟



إعداد أ.فؤاد بن عبدالله الحمد

–    أعاني من الملل السريع عند القراءة مهما كان الموضوع الذي أقرأه مشوقاً.

–    نادراً ما أركز فيما أقرأ ودوماً أسوف!.

–    عندما أقرأ مقالة أقفز عن الشواهد والأدلة وأقفز إلى رؤوس الفقرات!.

–    كيف أمرن نفسي على القراءة بتمعن وكثرة؟

–    كيف أستمتع بالقراءة , وكيف أحب القراءة ؟؟

بداية لنعلم ــ يا رعاكم الله ــ أن القراءة دليل الوعي وهي عادة حسنة وإيجابية تزيد وتتطور بالممارسة والتعود. والإنسان الواعي؛ يحرص ــ قبل القراءة ــ أن يتعلم فنونها وقوانينها وأيضاً متطلباتها.. فهناك أوقات يفضل فيها القراءة وأخرى غير مستحب فيها القراءة.. كذلك هناك حالات نفسية وأيضاً جسدية  وبيئية يفضل فيها ممارسة القراءة وأخرى غير مستحب فيها كذلك!! أيضاً هناك طرق وأساليب علمية ومتعارف عليها للقراءة! إذاً القراءة فن!! وجدير بكل إنسان أن يتعلم هذا الفن ويحرص عليه ويدعو له.. ورسالة الإسلام ــ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ــ بدأت بكلمة ( أقرأ ) لعظما وعلو قدرها وأهميتها.. وحري بالمسلم أن تكون القراءة نبارس حياة ومنهج يسير عليه في حياته..

هناك تحدي يواجهنا أثناء القراءة ؛ وهو ” عدم التركيز! ” فإن كان هذا بشكل عام..! فالأمر لا يعدو أن يكون مرتبط بشعور سلبي أو أثر نفسي سلبي وعليه يجب العمل على التخلص من ذلك الشعور واستبداله بشعور الابتهاج والسعادة..!! معظم الناس يصيبها الملل والسأم أثناء القراءة وهذا بسبب جهلهم ـ تارة ـ بفنون القراءة الصحيحة! وتارة أخرى؛ بسبب الاختيار الخاطئ للزمان والمكان وأيضاً الحالة النفسية!  وبالتالي يعزون الفشل في القراءة بسبب القراءة ذاتها متناسين أنهم هم السبب!! والناس ـ في العادة يقرؤون ولكن ليس كلهم يتذكرون ما قرأوه! .فهناك أصول للقراءة ينبغي مراعاتها حتى نستطيع أن نخزن ما نقرأه بذاكرتنا ونستدعيه عند الحاجة . كما أن ما نقراه يحدد لنا ما يجب أن نلتزم به أثناء القراءة فقراءة تختلف عن قراءة كتاب علمي وتخلتف قراءة كتاب علمي عن قراءة كتاب أدبي, وهكذا .

ابدأ بتكوين فكرة عامة عما تقرأه:

إن أول ما يجب أن نفعله عندما تبدأ قراءة كتاب أو موضوع جديد أن تأخذ فكرة سريعة عن هذه المادة التي بين يديك فتتعرف على مضمونها وأفكارها الرئيسية فيجب أن تهتم بعمل الآتي :

– اعرف مضمون الكتاب من خلال قراءة السطور الموجزة التي يضعها المؤلف على ظهر بافتراض وجود ذلك.

– استطلع فهرس الكتاب ومحتوياته لتتعرف على موضوعا ته الأساسية.

– اقرأ مقدمة الكتاب قراءة سريعة والتي يوضح المؤلف من خلالها مضمون كتابه والغرض من إصداره.

كيف تقرأ ؟

من أهم قواعد القراءة الصحيحة أنه يجب الاهتمام بقراءة الجملة ( أو المعنى ) أكثر من الاهتمام بقراءة كل كلمة. فلاشك أن الذي يقرأ ببطء شديد ويمعن النظر في كلمة أمامه اقل فهما من الذي يقرأ بدرجة أسرع تجعله يلتقط معاني الجمل بأكملها . وهذا ينطبق بصفة خاصة على اللغات الأجنبية حيث أن المعنى أو المضمون يأتي من العبارة بأكملها وليس من معنى كل كلمة منها .

ولذا فانه يجب الاهتمام أثناء القراءة بمراعاة علامات الوقف ( النقطة والفاصلة ) لأنها تفصل بين جملة وأخرى أو معنى وآخر .كما يجب أثناء القراءة الانتباه لبعض الكلمات التي تحدث انتقالا في المعنى فمثلا عندما تجد أمامك أثناء قراءة موضوع باللغة الإنجليزية كلمة” furthermore ” أو كلمة” likewise ” أو كلمة ” moreover ” فان وجود هذه الكلمات يعني أن ما يأتي بعد ذلك ليس جديدا تماما. أما عندما تجد أمامك كلمات مثل ” the other hand “أو ” however ” أو ” never the less ” فان ذلك يعني أن ما سيجيء سيكون إضافة جديدة لما سبق ولذا ينبغي التمهل والتركيز.

قراءة الموضوع في وحدات منفصلة:

ولا يفضل بالطبع قراءة موضوع كبير أو كتاب جملة واحدة ؛ لأنك بهذه الطريقة لن تتذكر جيدا ما قرأته . كما لا يفضل ان تقرأ عدة اسطر من كل موضوع , ثم تمهل قراءة الباقي وتنتقل لموضوع آخر . وإنما يجب أن تهتم بقراءة الكتاب في صورة أجزاء أو فصول أو موضوعان كاملة . وقبل أن تنتقل لقراءة فصل أو باب أو جزء آخر لابد أن تتأكد من تخزين ما سبق بذاكرتك تخزينا جيدا بإعادة التكرار والمراجعة . فأنصحك بعمل الآتي :

– جهز ورقة وقلما ودوّن بها أهم العناصر أو الأفكار التي تضمنها الموضوع الذي قرأته بحيث تكون هذه الأفكار بمثابة ” مفاتيح للتذكر ”

– ودوّن أو استنبط أهم الأسئلة وإجاباتها التي تغطي الموضوع الذي قرأته أو بمعنى آخر العب دور معلم لبعض الوقت لتختبر نفسك !

– دوّن المعاني أو الأفكار أو الأسئلة التي لا تفهمها فهما جيدا واعد قراءة الموضوع مرة أخرى لزيادة فهمها وإذا لم تستطع أن تجد إجابة واضحة لما يدور بذهنك من استفسارات وأسئلة الجأ لمعلم الفصل ليساعدك في فهمها أو استعن بكتب إضافية. 

قراءة المواد العلمية :

تحتاج قراءة المواد العلمية مثل : الراضيات , والكيمياء , والفيزياء إلى نوعية مختلفة من القراءة . فبالإضافة إلى القواعد السابقة , يجب أن تحرص كذلك على التأكد من حفظ القواعد والنظريات والمعادلات وفهمها فهما جيدا , وان تقوم بتطبيق ما فهمته من خلال الإجابة عن نماذج للاختبارات والأمثلة والمسائل الرياضية.

–     

–    ويجب أن تلاحظ أن هذه النوعية من المواد تعتمد اعتمادا كبيرا على تسلسل الفهم , بمعنى انه لابد أن تفهم جيدا وتطبق ما درسته من معادلات ونظريات وقواعد حتى تستطيع أن تفهم وتتذكر ما سوف يستجد من معلومات أخرى . فلا تنتقل من جزء للآخر دون فهم وتطبيق وممارسة جيدة.

–   

–    استبقاء المعلومات بالمخ :

–    إن من أهم ما يجعل المعلومات تثبت بذهنك أثناء القراءة هو اصطياد الأفكار المهمة ( أو القواعد والنظريات والمعادلات ) والتأكد من فهمها فهذه تكون – كما قلت – بمثابة المفاتيح التي تعينك على تذكر الموضوع بأكمله . ولذا فانه يجب أن تكون منتبها أثناء القراءة للعناصر الأساسية المهمة, فضع تحتها خطا – إذا شئت- وقل لنفسك لابد أن أتذكر هذه المعلومة وقم بترديدها أو بإبرازها على ورقة جانبية . ولاحظ أن ” الفهم ” يعدّ وسيلة قوية لتخزين المعلومات بالمخ وسهولة تذكرها , فاحرص على فهم كل الأفكار الأساسية بالموضوع حتى تتمكن بالتالي من تذكرها عند الحاجة .

وقفة:

قال الملول للراسخ: العلم أكثرُ من أن يكرَّر منه شيءٌ!

فقال الراسخ للملول: العلم أمنعُ من أن يثبت بلا تكرار!وقديما قال الإمام البخاري: لا أعرف من ذلك إلا نهمة الرجل وإدامة النظر

وأنشد أحدهم…

فأدم للعلم مذاكرة ……… فدوام العلم مذاكرته

من حفظ العلم وذاكره ……… حسنت دنياه وآخرته

أخيراً… الكتب التي تحملك على قراءتها مرارا، فهي:

– كتب الأحاديث والسنن؛ لكثرة من يشتغل بها من أهل العلم، سماعا وإسماعا، ورواية ودراية، وبحثا وشرحا وغير ذلك، وفي تراجم أهل العلم من ذلك الكثير، فبعضهم ختم البخاري تسعين مرة، وبعضهم ختم مسند أحمد ست مرات إلى غير ذلك.

– الكتب المختصرة أو المتون، فإنها عادة تكون صعبة الألفاظ معقدة التركيب فتحملك على قراءتها كثيرا حتى تفهم المراد فقط، كالقاموس المحيط، ومختصر التحرير، ومتن خليل، وتسهيل الفوائد.

– الكتب المحكمة الممتعة الأسلوب، فهي كالسحر في عين مطالعها، وكالعسل في فم قارئها، وكالنشوة في نفس كاشفها، كصيد الخاطر لابن الجوزي، وتهذيب الأخلاق لابن حزم، وكليلة ودمنة لابن المقفع، ووحي القلم للرافعي، وأباطيل وأسمار لمحمود شاكر، وغيرها.

– الكتب المطولة الجامعة، فتحملك على تكرار قراءتها لطولها كي تثبت، كما يحكى عن الشيخ حماد الأنصاري أنه قرأ فتح الباري عشرين مرة، وعن الشيخ ابن باز أنه قرأ شرح النووي مرارا، وعن الشيخ حسن أبي الأشبال أنه قرأ مجموع الفتاوى مرارا، وعن الشيخ أحمد حطيبة أنه قرأ المغني مرارا. وبعض الإخوة معنا هنا في الملتقى قرأ لسان العرب مرتين، وبعضهم سير أعلام النبلاء مرتين، وغير ذلك.

– الكتب المتفننة المستطردة، التي تخرج بك من باب من العلم إلى غيره، فلا يجد الملل إليك سبيلا، وذلك ككتب الجاحظ وابن قتيبة والمبرد، وكتب الأدب عموما، ويحكى عن حافظ إبراهيم الشاعر أنه قرأ كتاب الأغاني كاملا مرتين.

– الكتب التي تميزت عن غيرها في بابها، كجامع بيان العلم لابن عبد البر، والموافقات للشاطبي، وإعلام الموقعين لابن القيم، والروض الباسم لابن الوزير اليماني، وغيرها.

– كتب التخصص الأساسية، وهي الكتب الأمهات في كل علم من العلوم، ولذلك تجد من أساتذة النحو مثلا من قرأ كتاب سيبويه مرارا كثيرة، وقرأت الإنصاف لابن الأنباري مرتين.

– الكتب العجيبة الغريبة التي يشدك اسمها، ككتاب (الخالدون مائة أعظمهم محمد) الذي ترجمه واختصره أنيس منصور، و(الصعقة الغضبية على منكري العربية) للطوفي، و(كتب غيرت العالم)، و(غرائب وطرائف الكتب) و(مذكرات دجاجة)، إلى غير ذلك.

وهنا بعض المصادر تعينك بإذن الله تعالى حول فنون القراءة..

-كيف تستوعب ما تقرأ ؟

http://www.saaid.net/mktarat/alalm/11.htm

-محاضرة (فن القراءة)

http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49625

– كيف أنظم وقتي ؟

http://www.almostshar.com/web/Consult_Desc.php?Consult_Id=16936&Cat_Id=3

– النعاس يزعج قراءتي !

http://www.almostshar.com/web/Consult_Desc.php?Consult_Id=11817&Cat_Id=3

هذا وبالله التوفيق,,, ولا تنسونا من صالح دعائكم

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم