الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 / 09-جمادى الآخرة-1446

كيف أنال عناية أبي ؟؟



كيف أنال عناية أبي ؟؟

منذ عرفت نفسي لم امر بيوم تعاملت فيه مع ابي معاملة ابنه مع والدها بل زائرة تطل سريعا وتذهب وهذا بسبب ان ابي منفصل عنا في السكن ومتزوج باخرى غير امي وهكذا مرت طفولتي وانا لا اعرف ابي جيدا

وعندما كبرت زاد الوضع سوءا لان ابي هاجر من البلاد لسنوات ولا يتصل بي كثيرا ولا بامي ولكنه يتصل بباقي اخوتي ابي متكفل بكل مصاريفي الماديه ووضعنا المادي اكثر من جيد ولكني اشعر اني فقيرة عاطفياً

احاول ان احسن علاقتي به ولكن دون جدوى ارسل له رسائل اعبر عن حبي له فيها ولكنه لا يجيب عليها احاول ان الفت انتباهه بتفوقي في دراستي ولكن هذا لم يجد نفعا ايضا

احبه جدا رغم جفائه ولكني اشعر بعاطفة قويه تجاهه التقيته لبضعه ايام عندما سافرت عنده ولا استطيع ان اصف كم كانت تغمرني السعادة وانا اقوم بخدمته او حين اسمع اسمي على لسانه وهذا الحب منذ الطفوله

ففي مره بعد ان سافر مدة طويله عاد وعندما سمعت امي تقول ابوكم عاد واخوتي ذهبوا ليستقبلوه رحت اجري معهم ولكني لم استطع ان اكمل الجري بعد بضع خطوات عجزت قدماي عن حملي من شدة السعادة التي غمرتني بسبب عودته

وهذا حدث وانا لا ابلغ من العمر الا 6 سنوات او اقل اشعر ان هذا الامر يؤثر على جميع مناحي حياتي كم اتمنى لو اعرف ماهي الوسيله التي بهاالفت بها عنايته واهتمامه واتقرب منه

ومن الامور التي اضنها ناتجة عن ما اشعر به من حرمان هو انني لا احب الا من هم اكبر مني سنا ولم استطع ان اقتنع برجل اوان اقبل الزواج منه الا رجل واحد وهو متزوج ويكبرني ب14 سنه على الاقل واحببته كثيرا ولكن زواجنا لم يتم .


بسم الله الرحمن الرحيم .

ابنتي الصغيرة ليال:

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا ابنتي ويا حلوتي:

قرأت رسالتك، وشعرت بما تشعرين من فقر عاطفي أبوي، وهذا طبيعي لبعد المسافة بينك وبين والدك.

واعلمي يا ابنتي: أن والدك يحبك كثيراً، والدليل على ذلك أنه لم يقصر يوماً بتأمين المصاريف والمستلزمات التي تفرضها الحياة لك لكي تعيشي حياة كريمة لا ينقصك شيء.

بالنسبة للتعويض العاطفي تجاه والدك، الذي أقوله وبالله التوفيق:
1- كلميه على الهاتف أو عبر الانترنت (سكايبي) كلما سنحت لك الفرصة، وبثي له شكواك، فإن الصوت عندما يصل من الابنة إلى والدها تُحرك فيه عاطفة الأبوة.
2- قومي بزيارته من حين إلى آخر في العطل الموسمية إن أمكن أو في العطلة الصيفية، بشكل سنوي.
بالنسبة إلى أنك لا تحبين إلا من هم أكبر منك سناً فهذا طبيعي لأنك تبحثين في داخلك عن عاطفة الأبوة من خلال الآخرين كتعويض عاطفي.

وفي هذا أقول وبالله التوفيق، ما يلي:

1- إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار للإنسان شريك عمره، واحمدي الله تعالى أنه لم يتم نصيب بالزواج من ذلك الرجل المتزوج والذي يكبرك بأربعة عشر عاماً.
2- لا تعجلي على نفسك بالنسبة لموضوع الزواج، فإن شاء الله ستعوضين برجل يتناسب سنه مع سنك يا حلوتي، ولم يفت عليك قطار الزواج بعد، فأنت لا زلت في مطلع سن الرشد. فلا تعجلي.
3- حاولي مساعدة الآخرين وأعطيهم من فيض حنانك وعاطفتك، فالوقوف إلى جانب الآخرين من أطفال أو مسنين تجلب سعادة نفسية للإنسان.
4- استعيني بالله سبحانه وتعالى وأكثري من ذكره، فإن ذلك سيساعدك كثيراً، وهو القائل: ) ألا بذكر الله تطمئن القلوب(.
5- أنا سأكون أول من يطلب منك المساعدة، فأرجو منك الدعاء لي ولجميع المسلمين في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بأمتنا الإسلامية.
والله الموفق .والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

اسم المستشار :   د. حنان قرقوتي

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم