الأثنين 04 نوفمبر 2024 / 02-جمادى الأولى-1446

كيف أنشا طفل سليم نفسيا بعد انفصال والديه



 ان أبغض الحلال عند الله الطلاق .صدق الله العظيم . من اسوا القرارات ضد الابناء طلاق والديهم حيث ينفصل الزوجان ويعيش كل منهم حياته وقد تنتهى المشاجرات اليومية لكن يظل الابناء وخاصة الصغار منهم حيث لا يدركوا المعنى او السبب الحقيقي للانفصال بعد عيشه امنه ومستقرة وهى أبسط حقوق الطفل في الحياه بعد اطعامه فيتأثر الأبناء تأثرا بالغا ويقع الكثير منهم في مشاكل نتيجة هذا الانفصال ومن الأزواج من يستهين بهذا القرار فينظر له بانه سيصرف على الاطفال ويلبى طلباتهم ولا يهمه ما سيحدث لهم في الحياه بعد هذا القرار على نفس الطفل وشخصيته.

ورغم ان الام تحقق للطفل كل طلبات الابناء لتعوضهم غياب وحنان الأب التي يتواجد فيها لبضع ساعات الا انه صعب تعويضه بين الابوين معا فيصبح الأبناء مدللين وعدوانيين حيث يظن ان تلبية طلباته اوامر منه فينتقل هذا الشعور الى المجتمع ويعامل مدرسيه وزملاء المدرسة ومرؤوسيه بعد ذلك بنفس الاسلوب فيفشل دراسيا وعمليا.

مهما زاد عند الطفل اللعب الا انه يشعر بالنقص عندما يجد زميله مصطحبا أباه المدرسة او النادي مما يزيد حزنه واحباطه داخليا فينشا عنده ميل للانطواء وحب العزلة مع العصبية لأتفه الأسباب لان وجود الام والاب والطفل معا ثلاثي كامل لأسره مستقرة.

وقد ينعكس سلوك الام على الابناء نتيجة ظروفها فدائما تبدو حزينة ومهمومه ومتعصبة مما يزيد تمرد الأبناء فتلجأ الى الضرب والتعنيف فتنسي ان العقاب يعزز القسوة وانه شيء مسموح به من القوى للضعيف ويظهر ذلك عندما يكبر الطفل فيتعامل بنفس الاسلوب.

لذا فإن ميزة وجود الأب دائما بجانب اولاده ورؤية تصرفاتهم فبمجرد مصاحبة الابن لصديق سيء فيكتشف الاب ذلك سريعا ويتمكن من ابعاد هذا الصديق قبل ان تتوطد علاقة ابنه معه فالأم لا تدرك هذه العلاقة الا بعد ان تشم رائحة فم الابن بالدخان ومن ذلك لابد من حاجة الابن لوالده.

اما حالة الطفل الصغير النفسية فقد يظهر عليه بعض اضطرابات الكلام مثل اللجلجة و التأتأة والتأخر في الكلام وانعدام الشعور بالأمان والتقلب في الفراش والتنطيط والبكاء بدون سبب وبذلك يتطور التدهور النفسي للأبناء نتيجة هذا القرار الخاطئ وأنانية من طرف منهم فينزوي الطفل ثم يتدهور دراسيا واخلاقيا ثم يستمر الشعور بالاكتئاب والحزن نتيجة احساسه بفقدان الأمل.

أظهرت دراسة أمريكية حديثه ان 20% من الاطفال المراهقين يعانون من اضطرابات نفسيه نتيجة النزاع الأسرى المستمر وحرمان الأطفال من الدفء العائلي والانفصال الواضح بين الأبوين وإشراكهم في مشاكلهم علاج الأبناء نفسيا بعد الانفصال والتخفيف من شعورهم بالألم النفسي ان يظل الوالد او الوالدة على الاتصال بالأبناء وبعلاقه طيبه بينهما على الاقل امام ابنائهم وعدم تحميل الطفل قرارهم السيء لأنه يحتاج للعطف والحب والحنان والأمان من كليهما وليس الانفاق من جانب الأب فقط لابد ان يسعى الزوجان للاتفاق الهادئ وبالرضا لعدم إفساد حياة ابنائهم ولعدم ترسب ذكريات أليمه بأذهانهم وصراع نفسى وحقد وكراهية تجاههم فضلا عن تكوين صوره سلبيه عن الزواج والحياه الزوجية في نفوسهم ولكى يتربى الكفل ايضا بعض الانفصال تربيه نفسيه سليمه يجب ابعاده تماما وعدم اقحامه في المشاكل بينهم ،وعلى الام ان تستشير الأب ولو بشكل اعتباره في المسائل المتعلقة بمستقبل الابن ودراسته واخيرا على الوالدين إعطاء الابن حياه سعيدة ومستقرة قدر الامكان رغم الانفصال وبذل الجهد الإيجابي في سبيل تحقيق ذلك الهدف لينشأ اطفال اسوياء لخدمة مجتمعهم بدلا من ان نربى قنابل موقوته في وجه المجتمع

________________________________

بقلم/الزهراء فاديه عبد العزيز

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم