د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل .
صلني أحياناً رسائل جوال أو إيميلات تصور فيها بعض الفتيات مشكلاتهن،
وعلمتني التجارب أن أحكم على (قوة) نفسية صاحبة المشكلة من قاموسها (اللغوي) ..
وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن التقنع وراء أسماء من جنس (دموع، أنين، أحزان …)!!
يكشف غالباً عن (هشاشة) نفسية .. فكيف حين يصاحب رواية (المشكلة) – هاتفياً –
نشيج وبكاء يقطع انسياب (جدول) الحديث .. أنا لا ألوم صاحبة المشكلة، وقد تكون المشكلة
بالفعل قد تركت في نفسيتها آثاراً عميقة..
لكن الأيام عودتني – حين أواجه مشكلة- أن أستشعر القوة، وأتدثر بالثقة، وأنظر لبعض جوانب المشكلة
(الداكنة) من زواية تبديها بلون (أقل) قتامة، ورأيت أن هذا الأمر لا يلبث أن يكون (عادة) لي
بحيث يصبح قاموسي (اللغوي) إيجابياً ..
وحينئذ سأسأل المستشار لا لأتخذ من كلامه (حبة بندول) تسكّن الألم ولا تجتثه،
ولكن لأستفيد من تجربته في دلالتي على أفضل الطرق في التعاطي مع مشكلتي ..
ثم سأكون قادرة على عرض مشكلتي بصورتها (الحقيقية)، فـ(ثوب) رأي المستشار الذي سيقدمه لي
منسوج من خيوط روايتي للمشكلة ..
وحين أشعر بالضعف النفسي، وأسمح لقاموس (الضعف) أن يلوّن مفرداتي لن أستطيع التخلص من إضافة (بهارات) على المشكلة ما يجعل خطوات الحل التي يقدمها المستشار هي الأخرى تتأثر بـ(نكهة) تلك البهارات!
وثمة أمر له أهميته في الموضوع، وهو أن تلك اللغة (الضعيفة) تنعكس على الجانب النفسي،
ولذا لم أكن أستغرب إثر كل مكالمة أو إيميل تكون (مفرداتهما) ملونة بالضعف أن يكون الرد على
ما أطرحه من اقتراحات أو خطوات كلمة : (لا أستطيع…) !!