الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 / 05-ربيع الثاني-1446

ماذا نفعل مع الأب الظالم ؟



                                 ماذا نفعل مع الأب الظالم ؟

السلام عليكم ورحمة الله
ارجو ان اجد الحل لديكم . والدي انفصل عنا قبل 12 سنه بعد ماتزوج امراه من دوله عربيه فاصبح يدخل علينا باليوم مره واحده واقفا لا يجلس وكانه خائفا منا

من بعد زواجه بشهر اهملنا واهمل امنا وصار يتمنن علينا بالاكل والشرب وكل شي بحياتناوالله انه ينتظر لنا الزله والعثره المهم انه اذا سافرت زوجته يتغير معنا للافضل بقليل يبتسم بوجيهنا بعض الاحيان وامي صبرت وتحملت اذاه لكنه مقصر معنا بالاكل والشرب

ولا يعدل لا بين نسائه ولا بين ابنائه وكانه لا يعرفنامن كثر ظلمه لنا ابعد عنا اخونا وجعله يسافروابعده عنا وهو ذهب لعمل ابي حتى يهتم به والزمه ان يستاجر شقه ويسكن للابدوهو الولد الوحيد لامي

وغير كذا جدارنا بجداره لا يرد ع اتصالتناانا وامي والله تعبنا نفسيا مع انه رجل اعمال معروف لاكنه ظالم بكل ماتعنيه الكلمه لم يجلس معنا يوما ولم نحس بالجو العائلي والدي مع والدتي يعني من كل الجهات نعاني مع هذا كله لا يدخل علينا ريال واحد

الاقارب للاسف ضدنا اولا لان ابي يكرهنا وثانيا لانه رجل اعمال ومايقصر عليهم فهم معاه بكل شي انا محتاره امي ستطلب الطلاق وهي من دوله عربيه وستذهب بلدها وانا هنا لا ادري ماذا افعل ارشدووني ماذا افعل مع الاب الظالم عاجل قبل وقوع الطلاق جزاكم الله خير ع ماتقدموون
اسم المستشير :أم محمد

رد المستشار:     أ. مها محمد الملا

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم حياك الله أختي الكريمة في موقعك المستشار ويسعدنا تواصلك معنا .

بالنسبة لما طرحته ياحبيبة فلستم البيت الأول ولا الأخير الذي يعاني من مثل هذه المشاكل من زواج رب الأسرة وإهماله لبيته الأول وأبناءه فالعدل عزيز إلا على من وفقه الله لذلك ولهذا قال الله تعالى (فإن لم تعدلوا فواحدة ) ولهذا على المرء أن يعلم أنهه في ابتلاء ويحتسب أجره عند الله فيما يعانيه والتقصير ليس بسبب الزواج والتعدد بل بسبب عدم الموازنة والعدل
هذا ما أحببت التقديم به والآن فالنأخذ أهم ما ذكرت ونناقشه:

1-تقصيره معكم في الإنفاق وذلك من قولك /مع ذلك كله لايدخل علينا ريال واحد/ من المعلوم أنه ملزم بالإنفاق عليكم وقد يكون امتناعه عن ذلك لأسباب معينه إن مما فهمته من كلامك أن تعامله مع الآخرين وعطاياه لهم جيد وهذا يعني أن المانع ليس البخل .

2-ذكرت /أنه ينتظر الزلة والعثرة/وتشعرين بكرهه لكم أحب أن أوضح لك غاليتي أنه لا يمكن أبدا لأب أن يكره أبناءه الذين من صلبه قد يقسو وقد يظلم بسبب ظروف معينة لكن يظل قلب الأب هو الأب ولن يظهر حبه الحقيقي لكم إلا بعد انقشاع ذلك الضباب عن عينه وتلك المشاكل التي حالت بين قلوبكم ومن أجل هذين النقطتين أقترح عليك الآتي:

1-أن تحسنوا لأبيكم وتبروا به قدر ما تستطيعوا إذا دخل عليكم فلا يرى منكم إلا الكلمة الطيبة والتعامل الحسن والإكرام اكسبوه بقدر الإمكان ولتنسوا كل الأذى والضيق الذي مررتم به
2-أرسلوا له بين الفينة والأخرى كلمات جميلة في الجوال وإذا دخل أغرقوه بعبارات الحب والحنان من دون تكلف
3-لا تدعوا له مجالا أن يرى عليكم ما يضايقه أو يثيره .

صدقيني حبيبتي إن استطعتم تغيير مجرى حياتكم بهذه الصورة ستجدونه شيئا فشيئا شخص آخر أفضل مما كان عليه بكثر فأسلوب الإحسان هذا هو أكثر الأساليب ذكاء لقلب الطاولة للجانب الإيجابي وإن كان فيها صعوبة على النفس لأنها تجعل الشخص المقابل يراجع حساباته مع نفسه ويخجل من تعامله السيئ الذي لن يجد مبررا له .

أما بخصوص النفقة فأنا أرى أن تؤخروها قليلا حتى تبدءوا بكسبه ثم تطلبوا منه بكل لطف وأدب أن يساعدكم في إنفاقات البيت فإن لم تستطيعوا فأقترح أن تبحثوا عن شخص ثقة وحكيم قريب من والدك يحبه ويسمع له ليقنعه بالإنفاق عليكم ويبين أن هذا من واجباته التي سيسأل عنها يوم القيامة .

الأمر الثاني المتعلق بأخيك عندما قلت /أبعد أخونا وجعله يسافر/ أنا أقول أحسني الظن بأبيك قدر المستطاع ولاتكيلي اللوم كله عليه قد يكون دعاه للسفر وشجعه لكن لا يمكن أن يكون مجبرا إلا إن كانت عودته مرتبطة بعقوبة مثلا وهذا مالا أظنه فلتهاتفي أخاك وتطلبي منه العودة وبيني مدى حاجتكم له بكل لطف ولين وحاولي الإصلاح بين والديك قدر الاستطاعة والتقريب بينهم .

وأخيرا أوصيك باثنين::
1- بالدعاء أكثري منه واسألي الله أن يصلح حالكم ويسخر لكم والدكم وييسر أموركم ويبعد عنكم مكائد الشيطان واجعلي الله هو التجاءك وثقتك. بأن الأحوال ستكون أفضل مما هي عليه الآن وكوني متفائلة دوما بكل خير قادم فالله كريم ورءوف بعباده .
2-اجعلي لسانك لاينفك عن الاستغفار فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لايحتسب) ويقول تعالى (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) .

جعلت الدعاء والاستغفار في الخاتمة ليكون أكثر ما يثبت في ذهنك فهو ليس الحل الأخير بل هو الأساس .

هذا والله أعلم .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم