الأربعاء 11 ديسمبر 2024 / 10-جمادى الآخرة-1446

متى أرى الموت ؟؟



                  متى أرى الموت ؟؟
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSTFudfeyrmoB8rQ_McafkCHnLwuUnmvLIyLfGYbcJTCG-ispHPRg
أعاني من اكتئاب يقتلني كل لحظه بالبطئ ،لا أعرف معني للحياه أتسكع في الطرقات أمام السيارات لتصدمني عربه بالخطأ ولكن دائما تأتي معي الرياح بما لا تشتهي السفن،فلا تفعل،ذهبت بي أسرتي لطبيب نفسي وأعطاني عقار”سيبرا برو” وعقارات أخرى لم أتذكر اسمها

ولكن كان من ضمنها عقار لتغذيه المخ لأن الدكتور قال عندي خلايا حدث لها ضمور وتلف ماتت يعني،أكبر عذاب بقابله لما ينقلب إكتئابي لسعاده،عرفت بعدين انه اكتئاب ثنائي القطب

أكبر عذاب بيحصللي في اللحظه الفاصله مابين الحزن والفرحه،ياريت كان اكتئاب ع طول أو هوس ع طول،لما بسيب الفرحه وأرجع لإكتئابي ببقي عامله زي اللي عايشه في رفاهيه جامده وطلبوا منها تبقي من بنات الشوارع

أنا رحت الدكتور بعد ما أمي اتوفت، بقالي دلوقت سنتين ونص ،دلوقتي وأنا بكتب الرساله حاجه جوايا بتقولي انتي كدابه مش عاوزه تنتحري ،لو عاوزه تنتحري بجد كنت رحتي شربتي سم أو رميتي نفسك من البلكون مش تطلبي استشاره

بس أنا في صراع ويوم ماهوصل لقرار اكيد هنفذه وبكل جرأه،حاجه بتقولي حرام تنتحري وهتكوني كافره كنت أتمني أوي ان الانتحار مايكونش حرام ماكانش هيبقي فيه مشكله

على فكرة نسيت أقولك أني حاولت الانتحار مره ،خت تلات اقراص او قرصين من دوايا مش فاكره واتخنقت وماقدرتش اتنفس ساعتها شفت الموت بعيني ،الموت اللي دايما بتمني اشوفه بس ياخساره هو ماشافنيش

ساعتها أهلي كانوا بيضربوني جامد اوي عشان اوافق بالعريس أصل أنا رفضت ناس كتير وقدرت ماتجوزوش فعلا كان دايما بيكلمني ع فلوسه،كل أما أبدأ أفكر بالأنتحار أحب نفسي اوي

نفسي اللي عمري ماحبيتها وحاجه تقولي اهو انتي دلوقتي بس ابتديتي تفكري صح، وأحس نفسي فعلا ان انا عايشه،حبيت أسأل هو أنا لو كنت عاوزه انتحر ماكنت انتحرت ايه اللي يخليني افكر حرام ولا حلال؟معني كده ان أنا في حاله نفسيه تسمحلي أقول حرام ولا حلال ؟

عاوزه اعرف ايه اللي يحدد ان انا في حاله نفسيه اتحاسب عليها وأمتي أكون في حاله نفسيه ماتحاسبش عليها مع العلم ان لما اكون قريبه من قرار الانتحار وانوي اكون مش شايفه قدامي زي اما شربت كذا قرص من دوايا النفسي ولما اكون قريبه من نفس القرار ماانتحرش عشان

أنا مش حاسه ان عايشه اصلا عشان اموت نفسي،هو ايه ده انا تعبت،عاوزه اعرف حالتي ايه بالظبط وعاوزه اعرف الانتحار في حالتي حرام ولا حلال،وليه انا خايفه من ربنا كده مع اني مابصليش؟

ولا أنا خايفه من الموت فعلا و بحب الحياه وبستهبل،حاجه جوايا مابترحمنيش بتقولي الكلمه دي ع طول،”انت بتستهبلي ” انتي لو عندك ذره احساس كنتي انتحرتي في نفس يوم وفاه امك ازاي قدرتي تستحملي وفاه امك وتاكلي وتشربي وتتنفسي وامك تحت التراب لا بتاكل ولا بتشرب ولا حتي بتتنفس

فعلا معندكيش دم،حاجه تانيه كمان بتحاسبني ع الأيام اللي عشتها بعد وفاه امي،السنتين ونص،زي ماتقول كده انها مش هترضي لو انتحرت دلوقت،عشان كان المفروض انتحر من زمان،اوك ان انتحر دلوقت فورا بس بردو انا عديمه الدم

ياريت ماتدنيش كلام حلو عشان مابصدقوش،معلش وشكرا،لأ استني عايزه كمان اقولك وانا بكتبلك دلوقت حسيت احساس جميل بيشبه احساس تفكيري في الانتحار،ودلوقتي مضطره اسيب الإحساس الحلو ده واقولك سلام

اسم المستشير     برزخ
_____________________________

رد المستشار     أ. عادل عبد الله هندي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أختي السائلة العزيزة: نرحب بك على صفحات موقعك [المستشار]، ونشكر لك حسن الظن بنا، ونحمد الله تعالى إليك، وكلنا أمل أن تصلك رسالتنا وأنت أكثر هدوءًا واستقرارًا وأملاً في الحياة.

أيتها الأخت الطيبة:

في البداية لا أخفيك سرًّا، بأني كم أشعر بمصيبتك، وكم أحس بالألم الذي في صدرك، ولكن فتاة طيبة مثلك لهي أقدر على أن تكون مؤثرة ومثمرة بجهدها؛ لا سيّما وأنّ أمتك بحاجة إليك، ومجتمعك يشتاق إلى جهدك، ففتاة طيبة مثلك تحمل مؤهلاً علميًّا رائعًا، لا بد أن تكون ذات أثر، تتعافى على كل بلاء، وعلى كل محطة يأس في طريقها.

وتعالي بنا لنرى كيف تستفيدين بالحياة، ولا تحدثي نفسك بحلم وأمنية الشيطان في أن تنهي حياتك بصورة لا يرضاها الله ولا رسوله، ولن تحقق لك الخير أبدًا.

ودعينا من فكرة الانتحار التي تتحدثين بها كأنها الحل ولا حل غيرها، وهذا فهم مغلوط أن تظلي تفكري في الحرام والحلال في قضية الانتحار، هذا يعني أن لديك جزء كبير من الإيجابيات تدعوك إلى أن تثبتي وتتحلي بالصبر وتحاولي النجاة من بحر اليأس إلى بحر الأمل وحياة الحياة.

يا فتاة الإسلام والخير والتميز:

إليك عدة حقائق، ثم وصايا عملية للخروج من هذه الحالة التي توهمين نفسك بها، أو قد تكون حقيقة لا شك نتيجة لما مررت به من وفاة الوالدة أو للمرور بمواقف محزنة ويائسة، ومن الحقائق المهمة الآتي:

أولا: إنك تستطيعين بعون من الله أن تملئي حياتك سعادة، وتكسيها ألوانا من البهجة، وتلبسيها صنوفا من الفرح والسرور. فهيا لا تستسلمي للألم ولا تركني للهمّ، ولا تسلمي قيادك للغم.، فالوجود جميل، ولا تزال الحياة مملوءة بما يبعث على السعادة ويدعوكِ للسرور.

فاتركي الهم إذا ما طرقك وكِلِ الأمور إلى من خلقكِ
وإذا أمل قوم أحدا فإلى ربك فامددي عنقكِ

ثانيا: هناك خطوات لوضع حدّ لمثل ما أنت فيه، لك ولغيرك، وهي مشكلة متكررة مع الكثيرين، فلست بمفردك، لكن من الناصحين والناصحات من يقوون على الهم والمشاكل ثم يتميزون ومنهم من يسلم قياده للشيطان ليأخذ بيده وحياته إلى الهلاك، وما أظنك كذلك، لذلك عليك الآن بأن تمسكي بورقة وقلم وتفكرين في إجابة لثلاثة عناصر:

1- اسألي نفسك “ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي !!
2- هيئي نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات.
3- ثم اشرعي في إنقاذ ما يمكن إنفاذه.
وإليك عدة نصائح:

1. انشغلي بوظيفتك وأبدعي فيها، وتميزي في مجالك
2. اهتمي بالناحية العلمية التي تحصلينها في هذه الفترة
3. فكري في السعادة واصنعيها
4. إعادة ترتيب أمور الحياة والخروج عن الروتين داخل البيت
5. عليك بالدعاء والصلاة والذكر ولزوم الصحبة الصالحة، وابحثي عنهن ستجدينهن في المسجد أو الجامعة
6. لا تتعاطِيِ أي دواء ومسَكِّن مهدئ إلا بالرجوع إلى الطبيب المختص

ودعيني ألخص لك المسألة في كلمات قليلة:

معلوم أن الإنسان منا بين بؤرتين للشعور: بؤرة داخلية وبؤرة شعور خارجية، فالداخلية هي التي تصيب الإنسان بالاكتئاب والشعور بالإحباط والهمّ والغمّ، فإذا خرج الإنسان من بؤرة شعوره الداخلية وانطلق إلى بؤرة الشعور الخارجية؛ والتي فيها الحياة تبتسم وتُسْعِدُ بشرًا، والحياة جميلة، سيجد الإنسان السعادة،

ومن هنا فإني أدعوك أختي الكريمة: أن تعطي لنفسك فرصة بالانطلاق في الحياة تخرجين من بؤرة الشعور الداخلية ولا تتركي نفسك للشعور الداخلي المحاط بالخوف والقلق والإحباط، وما شابه، وابتسمي للحياة تبتسم لكِ الحياة.

ولا مانع عندي من أن تتواصلي معنا عبر الموقع، وصفحتي الشخصية على الفيس بوك، والله المستعان ويوفقنا ويوفقك لما في الخير للجميع في الدنيا والآخرة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم