هل سألنا أنفسنا لماذا ننجح أحيانا ونفشل في أحايين أخرى في بعض تواصلنا مع الآخرين ؟ للإجابة على هذا التساؤل فإنني أعتقد أن البعض منا تنقصه مهارة إعادة الصياغة كإحدى أهم مهارات التواصل وأكثرها صعوبةً وحاجةً إلى التدريب والممارسة لإتقانها وتوظيفها بشكلٍ فاعل.
والآن ما المقصود بإعادة الصياغة؟
هي مهارة هامة من مهارات التواصل، وهي عملية التغيير التي تمكن الشخص من إدراك وفهم موقفه ومصالحه، وفهم مواقف ومصالح الآخرين.
وهي بمثابة تنقية وفلترة للحديث ( الأفكار – المشاعر )، بطريقة تسهل التواصل وتيسره.
الناس أثناء التوتر والانفعال يصدرون أنماطاً متعددة ومختلفة من ردود الفعل الغاضبة والتي تؤثر سلباً على تواصلهم مع بعضهم البعض.
نحن كأشخاص سواء كنا مسئولين أو نقع تحت دائرة المسئولية بحاجة لإدراك هذه النقطة الهامة لجعل الأشخاص الذين نتعامل معهم ونشرف على عملهم وتنواصل معهم على دراية ووعي وفهم لما يصدر عنهم من أفكار ومشاعر، وعلى دراية ووعي وفهم لما يصدر عنا من أفكار ومشاعر، والفصل بين الجوانب المهنية والجوانب الشخصية.
مستويات إعادة الصياغة:
1. أولاً: العبارات:
وهي الجمل نفسها، والتي بحاجة إلى إعادة صياغة. مثل:
العبارة: ” هو شخص كاذب ومخادع “.
إعادة الصياغة: ” تقصد أن تقول أنه يروي يتحدث بطريقة مختلفة ولا ترضى عنها “.
إعادة الصياغة: ” تقصد أنه يروي القصة بطريقة مختلفة عن فهمك لها .
العبارة: ” هو شخص أناني ويحب أن ينفرد بالكتاب انفسه وأنا اكرهه “.
إعادة الصياغة: “ تقصد أنه أخذ الكتاب لفترة طويلة، وأنت زعلان ولست راضٍ عن ذلك “.
إعادة الصياغة: “ أنت غاضب ولست راضٍ عن تصرف زميلك في الكتاب لفترة طويلة “.
2. ثانياً: طريقة الحديث:
وهي نبرة الصوت وحدته، وقد تكون العبارة عادية ولكنها تكون بطريقة لفظية غير عادية، كارتفاع الصوت، أو بطريقة الاستفزاز والسخرية.
وتكون إعادة الصياغة بالطلب من الشخص بالابتعاد عن الانفعال والتشنج اثناء الحديث، والهدوء وخفض نبرة الصوت وحدته، والبعد عن الاستفزاز والسخرية.
3. ثالثاً: لغة الجسم:
وهي متعلقة باستخدام لغة الجسم كتعبيرات الوجه، وحركة الأيدي أو الأرجل، أو الوقوف، أو الالتفات أثناء الحديث.
وتكون إعادة الصياغة بالطلب من الشخص بتغيير وضع الجسم بطريقة تظهر انتباهه لمن يحدثه، والبعد عن التلويح باليدين أو القدمين، وتجنب استفزاز الآخرين بهذه الحركات.
نشاط تدريبي:
أعد صياغة العبارات التالية”.
– ” هو شخص مستهتر ولا يقدر عواقب الأمور “.
– ” أنا لا أحب التعامل معه لأنه غير جدير بالثقة “.
– ” أبي رجل صعب ولا يمكن التفاهم معه “.
– ” أنا أشك فيه لأنه خائن، وأكره التعامل معه “.
– ” هو يتملق المعلم بطريقة غير أخلاقية وأنا أكرهه “.
– ” لا داعي للدراسة فإنني لن أنجح على الإطلاق “.
– ” أنا أعرف أن مشكلتي لن تحل على الإطلاق، ولا داعي لتضييع الوقت “.
ملاحظة هامة:
لتحقيق مزيد من الاستفادة من هذا الموضوع، لا بد من التدرب على القيام بإعادة الصياغة من في مواقف حياتية والتعرف على رأي الآخرين والحصول على تغذية راجعة مناسبة.