اسم المستشير ليلى
_____________________
رد المستشار الشيخ عادل بن سعد الخوفي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإني أسأل الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ؛ أن يوفقك للخير ، ويفتح لك أبواب فضله ورحمته ، ويجمع شملك وأسرتك في الدنيا والآخرة في سعادة تامة لا يعتريها هم ولا حزن ، ويتقبل منك الصالحات .
ثم إني أشكر لك أختي الكريمة طيب معدنك ، وأريحيتك الإيمانية ، ومحبتك الكامنة في سويداء قلبك لأسرتك ؛ وهي الأمور التي دعتك لعرض هذا السؤال هنا .
أختي الفاضلة :
وهنا أعرض لك عدة نقاط :
1- أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: أمَّا ترضَيْن أني أصل من وصلك، وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك ) . ثم قال أبو هريرة : فاقرؤوا إن شئتم : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) .
ومن خلال المفردات التي ذُكِرت في سؤالك نلحظ أنك وبقية أخوتك مقبلون على قطيعة ، وأن الرابط الحالي بينكم فقط هو وجود والديكم – متعهما الله بالصحة والعافية – والقطيعة كما ورد في الحديث أمر خطير ، وجرم كبير يجب العمل على عدم الوقوع فيها .
ولذا . . ولتتزودي بجرعات إيمانية ومهارية في سبيل تحقيق الوصال بينك وبين أخوتك ،
ينبغي عليك ابتداءً العمل بالتالي :
• الاستعانة بالله عز وجل ، والابتهال إلى الله بالدعاء في خلواتك بأن يؤلف بين قلبك وقلوبهم على الخير ، وأن يجمعكم على الطاعة .
• استحضار فضائل الصلة ، والأجر العظيم الذي أعده الله في الجنة لمن يصل رحمه .
• قراءة سير الواصلين لرحمهم .
2- أشرت في سؤالك أن العلاقة بينك وبين أخوتك هي علاقة مصالح . . ولذا ينبغي أن تشيعي الركائز السليمة التي يجب أن تعتمد عليها هذه العلاقة ، لتكون بدلاً عن المصالح . . علاقة أخوية مجردة ، مبنية على قاعدة ( حب لأخيك ما تحب لنفسك ) ، وأن يُستجلب الود بينكم بإظهار الاهتمام ببعضكم ، والاستماع إلى حديث المتكلم منكم ، والبعد عن الجدل ، وأن يكون هناك احترام متبادل بينكم ، وأن ينادي بعضكم بعضاً بأحب الأسماء إليه . . واعملي على ألا يحدث التصادم بينك وبين أحدهم مهما كانت المبررات .
3- أجري اتصالاً هاتفاً بهم بين الفينة والأخرى ، فقط للسؤال عن صحتهم وأحوالهم ، وقولي حين الاتصال ” إنني اتصلت فقط لأطمئن عليك ” ، واستثمري رسائل الجوال بهذا الشأن . . واعملي على تلمس حاجات إخوتك . . والحوار معهم بشأنها .
4- بما أنك الكبرى بين إخوتك ، فأقترح عليك أن تكون لك مبادرة الالتقاء بكل واحد منهم على انفراد ، تطمئنين على صحته وأحواله ، وتشيرين أنك أختهم التي لا غني لك عنهم ، ولا يمنع أن يكون بينكما عتاب أخوي ، تعتذرين فيه إن بدر منك ما سبّب هذه الجفوة ، ولتسمحي للآخر بأن يصلح خطأه إن بدر منه . . فلعل ما تحسينه يتردد بين جنبات أحدهم دون أن يستطيع البوح به كما فعلت .
ثم لتكن منك مبادرة أخرى أجمل تكون على شرف والديكم العزيزين يتم فيها تأمين ضيافة مناسبة . تعرضين – من خلالها – حبك لهم . . وإحساسك أنه ينبغي تأكيد علاقة الأخوة فيما بينكم . . وأن يكون كل واحد مرآة للآخر ، ومعيناً له فيما يعترضه من عقبات في حياته . وقد يحسن أن تكون الدعوة مقرونة بهدية رمزية عليها جملة مناسبة : ( أخي : لأنك أغلي ما أدخره في حياتي ، أدعوك للقاء الحب والتواصل ) أو أي جملة ترينها مناسبة .
وأخيراً :
ضعي هدف احتواء إخوتك ، وإزالة هذه الجفوة والفتور القائم بينكم هدفاً تسعين لتحقيقة مهما كانت العقبات . . محتسبة الأجر عند الله ، واعلمي أن هذا سيزيد من شأنك ، ويرفع قدرك في الدنيا والآخرة .
وفي الختام أتمنى لك علاقة أخوية طيبة معهم ، واستقراراً في حياتك ، وسعادة أبدية ، والله الموفق .