هل أزعجتك الزيادات والضريبة ؟!
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد
عزيزي القارئ الكريم.. وقبل أن تُجيب على سؤالي :
اعلم أنها مرحلة من مراحل الحياة تستدعي الصبر بالنظر إلى ما سبق من حالنا وتستدعي الشكر بالنظر إلى حال غيرنا ٠
عجبا لأمر المؤمن يشكر فيكون خيرا له ويصبر فيكون خيرا وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن٠
قصرنا في الشكر سابقا إلا من رحم الله فلا نقصر فيما يستدعيه حالنا التعبدي مع ربنا٠
الشكر قيد النعم فمن لم يُقيد نعمه فلا يلم غير نفسه ٠
والصبر أدنى الدرجات التعبدية في مقابلة الابتلاء ٠
فلنستغفر الله من تقصيرنا في شكره ؛ وفِي الحديث 🙁 ما عال من اقتصد ).
وفيه 🙁 وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ)٠
والصبر الجميل : هو الصبر بلا شكوى ٠
ولنعلم أن البركة تحل في القليل فتجعله أكثر نفعا من الكثير فأسألوا الله أن يبارك لكم فيما أعطاكم ٠
والرزق بيد الله وحده سبحانه ٠
قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)(سورة الذاريات )٠
تأمل صفات من بيده الرزق سبحانه وتعالى ٠
قال السعدي رحمه الله:( الرزاق أي: كثير الرزق، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها، { ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } أي: الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تصرف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته، أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم، ومن قدرته وقوته، أنه يبعث الأموات بعد ما مزقهم البلى، وعصفت بترابهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين.) انتهى كلامه رحمه الله ٠
فكيف يخشى الفقر عبد الغني سبحانه؟!
وعلام الحزن والتجهم ؟!
لننشر الخير والتفاؤل في أنفسنا ومن حولنا ولا يغب عنا قوله تعالى 🙁 ما عندكم ينفد وما عند الله باق)٠
وتقلب الأحوال عادة الدنيا وثبات القلوب عادة أهل الإيمان جعلنا الله وإياكم منهم٠
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولَك الحمد إذا رضيت ولَك الحمد بعد الرضى ؛ لك الحمد كالذي نقول وخير مما نقول ولَك الحمد كالذي تقول ؛ لك الحمد كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله
______________
بقلم مصلح بن زويد العتيبي