هل أنا أحبه – حقا – أم أتوهّم ذلك ؟
أنا فتاة في الرابعة و العشرين من عمري ، سأنهي هذا العام دراستي في الجامعة إن شاء الله. و أنا فتاة ملتزمة دينا و خلقا و من عائلة محافظة و الحمد لله.
و هناك ما جد على حياتي و أصبح مشكلة تؤرقني و تعكر علي حياتي. فالمشكلة بدأت حين وقعت في شيء اسمه الحب ، فأنا أحببت شابا أو توهمت أني أحبه لا أدري و لكن حبي لهذا الشاب لم يتعدى أكثر من مجرد التقاء للنظرات نعم فلم يحصل يوما أن تكلمت معه أو خرجت معه أو حتى مثلا لم يحصل تكلمت معه على الهاتف أبدا لم يحصل كل هذا . فأنا في الأساس أخلاقي و ديني تردعني أن أفعل مثل تلك الأمور و لكن لا أدري كيف وقعت في حبه هذا الشاب الذي يعمل منذ بضعة أشهر في مكان قريب من مكان سكني أي ربما كلما خرجت من البيت ممكن أن أراه و لو بشكل خاطف و هنا أساس المشكلة ، و البداية ابتدأت عندما كنت ذاهبة من البيت إلى الجامعة و إذا بالصدفة وقعت عيني علي و التقت عيناي بعيناه و لا أدري كيف وجدت نفسي أبتسم له ، مع أني لا أفعل مثل تلك التصرفات وأغض بصري عن الحرام و لكن لا أدري كيف وقع هذا مني. ومع الأيام أصبحت أتمنى عندما أخرج من البيت أن أراه و لو لمحة خاطفة فقلبي تعلق به و أصبح يتمناه ، مع أنني أحاول جاهدة أن لا أنظر إليه و أن لا أعيره أي اهتمام و لكن لا فائدة من قلبي الذي من نظرات تاه و أصبح متعلقا بأوهام و لا أنكر أن في البداية شعرت بالسعادة تملئ كل كياني و شعرت بقلبي ينبض بأروع النبضات التي لم أكن أشعر بها من قبل مع هذا كان عقلي مقتنع أن هناك خلل و خطأ في هذا كله و لكن كنت أميل للوقوف بجانب قلبي.
هناك عدة مشاكل في هذا الحب ،فرضا اكتشفت بعد فوات الآوان (أي وقوعي في الحب) أن هناك بعض الخلل في أخلاق هذا الشاب لا تناسبني و هي أنه لا يغض بصره و إن سنحت له الفرصة يعاكس الفتيات و مع العلم بإنه يصلي .
و هذا الشاب لا يشعر بي أي أنه لا يحبني فأنا بالنسبة إليه مجرد فتاة مثلي مثل غيري و المشكلة عندي أني مستمرة في حبي له ، فلسنا نحن من نقرر من نحب أو لا نحب فكيف لي أن أقتل الحب في قلبي بعد أن ملئ قلبي و كيف لي أن أتنازل عن حبي ؟!
و لأني مؤمنة بالله سبحانه و تعالى فأني أدعوه أن يرزقني الزوج الصالح و إن كان هذا الشاب صالحا فسيكون من نصيبي و أعلم أن الله سبحانه و تعالى سيختار لي الخير و سيرشدني إلى الطريق الصحيح.
أعلم أني أطلت عليكم و لكن و جدت في الكتابة ما يعبر عن بعض من مشاعري التي اختزنت في قلبي و لم يشاركني بها أحد، أطلب منكم مساعدتي على التخلص من شعوري بالألم من أني أحببت الشخص غير المناسب و ما هي الخطوات العملية للتخلص من الحب أو وهم الحب و سيطرته علي و ما هي الطريقة للنسيان إلى أن يأتي الآوان الصحيح فيكون الحب الصحيح للشخص الصحيح، و لكم جزيل الشكر ، و الحمد لله على كل حال و أعوذ بالله من حال أهل النار.
اسم المستشير لين
** ** **
رد المستشار د. خالد بن سعود الحليبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فقد قرأت رسالتك المعبرة بصدق عن أحاسيسك ، وإني لأهنئك ـ بحق ـ على قدرتك على التعبير عن عواطفك ، فتلك مهارة نحتاج إلى إتقانها ؛ لتخلصنا من كثير من الاحتقانات النفسية التي تتكثف في طريق فهمنا للواقع ، ولما ينبغي أن نفهمه كما هو ، لا كما يصوره لنا الوهم .
لقد قطعتِ أنت شوطا رائعا في حل مشكلتك ، حين علمت بأن ما سميتيه ( حبا ) هو مجرد ( وهم الحب ) ، أو هو ( طيش الحب ) ، أو هو ( زبد الحب ) ، وأن كل تلك الأحاسيس مجرد تفاعلات (شابة طموح ) وقع في خاطرها شكل شاب أو قفزات روحه على عينيه ، فرأت فيه كل أحلامها الوردية التي كانت تعيشها سابقا .
إنك ـ أختي الشابة ـ أمام واقع نفسي غير واقعي ، بل هو فقاعة ساحرة ، سوف تنفجر بلطف ولو بعد حين ، لتعود حياتك بعدها بكل انسيابية إلى ما هو خير ؛ ولكي لا يطول بك الأمر فعليك بالتالي :
1ـ استعيني بالله على طرد هذا الوهم من مخيلتك ، وذلك بالتبتل إليه ودعائه في أوقات الإجابة المعروفة ؛ بأن يفرج همك ، ويرفع عنك هذا الألم.
2ـ استعيذي بالله من الشيطان الرجيم كلما هم بك هذا الخاطر ؛ فقد يكون تجديده في نفسك وسوسات شيطانية .
3ـ لا بد أن تعلمي بأن معظم الشباب والفتيات مروا بهذه التجربة العفيفة ، وهي مجرد التفكير في فتاة أو شاب ، وربما توهموا الحب الذي توهميته ، ولكنهم تزوجوا وتزوجن بغير من ظنوا بأنه شريك العمر، وأحبوه الحب الحقيقي ؛ فهي تجربة مكررة وطبيعية.
4ـ أنصحك بالانهماك في المفيد من الأعمال ؛ كالقراءة والدعوة والتجارة المباحة بالوسائل المباحة ، والأعمال المنزلية النافعة ، والمشاركة ـ بفاعلية ـ في الأعمال الخيرية في بلدك ، ولتلعمي بأنك تقومين بهذا بما يسميه النفسيون ( التسامي ) ، وهو توجيه الطاقة الشابة في نفسك إلى ما هو أرقى من الغرام الانفعالي ، أو التفكير في الجنس ؛ حتى يأتي اليوم الذي تنتظرينه بقدوم شريك الحياة ، وزوج العمر يطرق باب والدك ليطلب يدك منه بكل أريحية وحب حقيقيين.. هناك سوف تشعرين بالمودة والعشرة وكنف الحياة الذي يظلل روحك مع أسرتك الجديدة.
ستر الله عليك في الدنيا والآخرة.
أتمنى أن أسمع نتيجة استشارتك فيما بعد ، فأنا واثق بأنك سوف تجتازين هذه المحنة بنجاح بإذن الله .
المصدر : موقع المستشار