إلى من تفكِر في الزواج .
السلام عليكم اعضاء الموقع المحترمين ارجو ان تكون في خير و عافية انا فتاة جامعية تخرجت منذ سنة ادارة اعمال و تدربت بعدها في شركة ثم الان اعمل .
في هذه الفترة كان يتردد الكثير ممن يود الزواج ، ولكن هذا الموضوع اصبح يتعبني من وقت الجامعة و بعدها و يزور منهم غير مكون نفسه جيدا او لا يتناسب مع اسلوب حياتي
ومع الايام و عندما اجد اطفال صديقاتي اشعر صوت بداخلي يسال يوميا عن المجهول و اصبحت نفسي مشتاقة لارتباط و المودة و الرحمة .
المجتمع الذي اعيش فيه يسوده الغيرة و الثرثرة و لقلة الفرص لا احد يساعد الاخر و اخاف ان تفوت فرصتي دون ان اصونها . هل يمكن مساعدتي بادعية و من واقع الخبرة
اسم المستشير ميساء
_________________________
رد المستشار أ. غادة ناصر المسعود
أختي الفاضلة .
بداية أشكر ك على اختيار موقعنا لبث ما يجول به خاطرك .
إن ما يشغلك من أمر الزواج و التفكير بنصيبك هو أمر فطري و حاجة طبيعية جعلها الله
في نفس كل فتاة . و ما اجل الله قدرك إلا لحاجة و حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه و تعالى .
ولكن صفة الإنسان و التي قال عنها ( خلق الإنسان من عجل ) و قوله تعالى ( و كان الإنسان عجولا ). فلا ستعجلي غاليتي نصيبك وتأكدي إن ما أصابك من عدم توفيق أو إتمام للخطب كله بأمر الله .
فالإنسان في هذه الدنيا في مجاهدة من أحوالها وابتلاءاتها ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) فهو يعطي تارة ويأخذ تارة , ويكرم تارة ويهان أخرى , و يضحك تارة ويبكي أخرى , و يكافئ تارة ويبتلي أخرى , فالحياة لا تصفو لأحد من أكدراها ومحنها .
ولهذا عليك بالأخذ بالأسباب التي تعينك على مجاهدة النفس والصبر على الرزق ( فمن عدم الصبر لم يفلح في مجاهدة النفس ) وكلما زاد تعلق النفس بحظوظها و أهوائها زادت حاجة العبد إلى الصبر في مجاهدتها .
وقد حث رسولنا الكريم على كيفية الاستفادة من هذه الدنيا بقوله ( اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك , وصحتك قبل سقمك , وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك , وحياتك قبل موتك ) .
عزيزتي إن الحياة تحب من يحبها فيعشيها بهناء وسعادة ولا تشغلي نفسك بالمستقبل الغائب والذي هو بعلم الغيب . فالحياة لها عدة زوايا ومن زواياها الزواج , ولكن هناك زوايا أخرى لها حقوق وواجبات , منها الوالدين والأهل والعمل وتطوير الذات وغيره . فاشغلي نفسك بهذه الزوايا حتى يكتب الله لك أمر الزواج ومسؤولياته.
واحرصي على إحسان الظن بالله ليفتح عليك من بركاته ورزقه فقد قال في حديث قدسي ( أنا عند ظن عبدي بي , إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله ) فأحسني ظنك بالله وعلقي رجاءك به , وارفعي اكف الضراعة لله والحي بالدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح و الذرية الصالحة .
وانظري للحياة نظرة المحب المتفائل , فالحياة هدية من الله للإنسان فاقبليها وعيشيها ,واعلمي أن قدرك ورزقك قد كتب في كتاب فلا تستعجليه فالله أرحم بعبده منه على نفسه .
احرصي على شغل وقتك وفراغك بما ينفعك في دينك ودنياك , سواء بتطوير بذاتك أو القراءة النافعة أو رياضة محببة أو هواية ممتعه , وأنصحك بقراءة بعض الكتب 1مثل: ( استمتع بحياتك ) للدكتور محمد العريفي .2 ( أسعد امرأة في العالم ) للدكتور عائض القرني . وفقك الله ورزقك من حيث لا تحتسبين .