تعتبر التكنولوجيا الحديثة نافذة جديدة للمعرفة والاتصال، فالتقدم والتطور العلمي الحاصل من حولنا في مجال التكنولوجيا الحديثة، يعتبر مصدرًا علميًّا واسعًا للرجوع إليه، ووجود أجهزة الاتصال الحديثة والمتطورة في كل مكانٍ وزمان يعمل على زيادة المعرفة عند الفرد، إذا تم الاستفادة منها بالشكل المناسب وتوظيفها بما يتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لتحقيق الفائدة المنشودة لكي تعمَّ الفائدة. غير أن التكنولوجيا وإن ساعدت في هذا العصر على تأمين الوسائل المريحة للإنسان لتسهيل قيامه بالأعمال ولزيادة رفاهيته وسعادته، إلا أن للتكنولوجيا ضريبتها، ويمكن أن يكون ثمن هذه الضريبة من صحة الإنسان وتغييره لسلوكه الاجتماعي، ومن أهم المخاطر التي يتعرض إليها الإنسان نتيجة استخدامه غير الصحيح للوسائل التكنولوجية الحديثة هي: مخاطر صحية
1- السمنة: زيادة الوزن نتيجة الجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر والتليفزيون، مما يعرض الشخص لمخاطر الإصابة بالكثير من الأمراض مثل أمراض السكر والقلب ومشكلات في العضلات والعظام.
2- عدم اللياقة البدنية: الكسل والخمول وعدم تناسق الجسم بسبب الجلوس لفترات طويلة.
3- عدم التوازن في نسبة الطاقة بالجسم: ويكون إما بوفرة في الطاقة (نشاط زائد عن الحد)، أو نقص في الطاقة (الخمول الزائد عن الحد).
4- الإجهاد: ـ إجهاد العين نتيجة سرعة حركتها الناتجة من ممارسة ألعاب الكمبيوتر والفيديو جيم، كما أن الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر والتليفزيون تؤدى إلى حدوث احمرار بالعين وجفاف وزغللة، وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والقلق والاكتئاب. ـ إصابة العضلات والعظام بتيبس نتيجة طول فترات الجلوس، وانحناءات الظهر وآلام الرقبة نتيجة الجلوس الخطأ. 5- مخاطر الإشعاع والمجالات الكهرومغناطيسية: وهذه الإشعاعات قد تسللت تقريبا إلى معظم الأدوات من أجهزة المطبخ، وأجهزة تجفيف الشعر إلى أجهزة التلفزيون.. كما أن الأدوات المتصلة بالكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات تقوم بتوليد مجال محدود من الإشعاعات الكهرومغناطيسية. وفي السنوات الأخيرة أشارت الأبحاث إلى الضرر الذي تسببه الهواتف المحمولة، وشاشات العرض المرئي.. وهناك قلق حقيقي بشأن ارتباط هذه الشاشات بحالات الإجهاض وتشوه الأجنة. مخاطر سلوكية
1. السلوك المعادى للمجتمع: عدم احترام الآخرين، ومشاهدة المواقع والقنوات المعتمدة على إثارة الغرائز وتشجيع العنف وإفساد القيم، حيث أنها تؤدي إلى أضرار وخيمة كترسيخ صور العنف والقتل والشهوة والمجون والعيش في العوالم الافتراضية، دون الشعور بالذنب.
2. السلوك الاندفاعي: ومنها: فقدان القدرة على التحمل وسرعة الإحباط التي تؤدى إلى حالة مزاجية سيئة، اعتياد استخدام الألفاظ البذيئة، عدم الصبر على الانتظار.
3- إدمان الألعاب: كانتشار ألعاب الكمبيوتر والفيديو جيم بين الأطفال والشباب والكبار، والجلوس لفترات طويلة لممارسة تلك الألعاب، مما يؤدي إلى إدمان الفرد لتلك الألعاب وعدم القدرة على الابتعاد عنها.
4- العزلة الاجتماعية: فالجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة الكمبيوتر والتليفزيون يؤدى إلى حدوث خلل في العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى فقدان القدرة على التفكير الحر وضعف العزيمة والإرادة لدى الفرد.
5- تقليص المشاعر الأسرية: وتمثل ذلك في القضاء على العادات والتقاليد والتفاعلات الاجتماعية الحقيقية والصادقة كالزيارات واللقاءات العائلية والأسرية، وحل محلها الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة والانترنت.
6- تأثر اللغة العربية: فمن السلبيات التي خلفتها التكنولوجيا هي لغة الإنترنت أو الماسنجر، وهذه اللغة تقرأ بالعربية وتكتب بالإنجليزية مع وجود الأرقام، وهناك سلبية تتصل بقلة اهتمام الناس بالكتب المطبوعة والقراءة بوجه عام. مخاطر بيئية
– تطور الأسلحة: وأخطر هذه الأسلحة على الإطلاق هي الأسلحة النووية، وهى من أشد أنواع أسلحة القتال فتكًا وأكثرها ضررًا بالإنسان والبيئة، وهي محظور امتلاكها دوليا، إلا أن الملاحظ قيام بعض الدول بمخالفة هذا الحظر الدولي والسعي نحو امتلاك هذه الأسلحة، ومنها من امتلكها بالفعل، ومنها من ينتظر، ولا شك أن ذلك يسبب خللاً في توازنات القوى العسكرية مما يضر بالسلام ويجعله غير مستقر، ويجعل البيئة دائمًا مهددة وفي خطر.
2- تلوث الماء والتربة: وذلك نتيجة إلقاء النفايات الصناعية فيها، وتسرب بعض المواد البترولية في البحار والأنهار.
3- الاحتباس الحراري: فاستعمال التكنولوجيا يتطلب توفير طاقة، وكلما استهلكنا طاقة أكثر ارتفعت درجات الحرارة أكثر، مما يتسبب في رفع مستوى وخطورة الاحتباس الحراري، وما قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وتزايد الأعاصير إلا جزء من قليل مما ينتظر كوكبنا الأرض؛ بسبب تزايد استعمال الآلات. وكل ما سبق ليس – بالطبع – دعوة لتجنب التكنولوجيا، ولكن دعوة للعمل على الاستفادة بأحسن ما فيها، لكن مع العمل أيضا على بذل الجهد في تجنب أخطارها.
المصدر : موقع رسالة الإسلام .